تحليل: هل يستبق "الإصلاح" إغلاق جامعة "الزنداني" بجامعة بديلة؟!

يعتمد حزب الإصلاح، في أسلوبه التنظيمي، على القنوات التعليمية والمعرفية، في الاستقطاب وتكريس وجوده، الحزبي والفكري، والذي سعى منذ دخوله شريكاً في الحكومة اليمنية إلى دعمه، وتنشيطه ورفده. ولعل أبرز دليل على ذلك ما يسمى بجامعة القرآن التي وضع حجر أساسها، رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة.

وتبدو جامعة القرآن كما لو كانت امتداداً لجامعة الإيمان التابعة لرجل الدين عبد المجيد الزنداني، سواءّ من حيث أقسامها وتخصصاتها، أو نوعية المادة التي تقدمها.

وتتطابق أقسام وكليات وتخصصات جامعة القرآن، مع أقسام وكليات وتخصصات جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، 5 كليات هي الكلية العليا للقرآن الكريم، وأقسامها: القراءات، والتفسير، والدراسات القرآنية. كلية اللغة العربية، وأقسامها: الأديان والفرق، والحديث، والدعوة والإعلام. كلية الشريعة، وأقسامها: الفقه وأصوله، والاقتصاد الإسلامي، والسياسة الشرعية. والكلية الخامسة للبنات، وأقسامها عبارة عن فروع لأقسام الكليات الأخرى.

وتبدو شبيهة إلى حد بعيد بتخصصات وأقسام وطبيعة هيكلة جامعة الإيمان، التي تتضمن 4 كليات، هي: كلية الإيمان، وأقسامها: القراءات، علوم القرآن، الإيمان، الحديث، الإعجاز العلمي، التزكية. كلية الشريعة و أقسامها: الفقه، وأصول الفقه، واللغة العربية. كلية العلوم والدعوة والإعلام، وأقسامها: الدعوة والإعلام. كلية العلوم الإنسانية، وتضم أقسامها: السياسة، الاقتصاد، والاقتصاد المنزلي.

وفي ما عدا اختلاف المسميات والتوصيفات لكل فرع علمي، بين الكلية القسم، لا تكاد تختلف جامعة القرآن، عن جامعة الإيمان، إلا أن الأولى تتضمن كلية للبنات. فما مصلحة الإصلاح من إنشاء جامعة ثانية تقوم على نفس الرؤية والتصور الذي تقوم عليه جامعة الإيمان، وتؤدّي نفس الغرض؟.

ويرجح أن تكون جامعة القرآن نسخة احتياطية من جامعة الإيمان، فيما لو تم إغلاق الأخيرة تحت ضغوط دولية، بالإضافة إلى ما يمكن أن تمثله " جامعة القرآن" كمنفذ جديد لتلقي أموال التبرعات والدعم الحكومي، بعيداً عن الشكوك التي تثيرها جامعة الإيمان، وارتباطها بالزنداني، والجماعات المتطرفة.

وتواجه جامعة الإيمان نقداً واسعاً من قبل التيارات الليبرالية والمدنية في اليمن، والتي ترى أن هذه الجامعة آلة كبيرة لإنتاج التطرف, وعادةً ما يربطون الحرب على الإرهاب بحرب فكرية تبدأ من تفكيك الخطاب الذي تنتجه مثل هذه الجامعة.

ويرأس جامعة الإيمان رجل الدين عبد المجيد الزنداني، الذي كانت وضعته أمريكا والأمم المتحدة على رأس قائمة المطلوبين بتهمة الإرهاب، ودعم القاعدة.

ولعل الإصلاح يخشى من أن يواجه ضغوطاً بإغلاقها، كما حدث مع المعاهد العلمية التي كان يشرف عليها، وأغلقتها الحكومة اليمنية عام 2001م، تنفيذاً لقانون ينص على توحيد التعليم. بينما قالت أنباء حينها أن اليمن تعرضت لضغوط كبيرة من أمريكا التي رأت " أن تلك المعاهد معامل لتفريخ الإرهاب".

إضافة إلى ذلك، تتلقى جامعة الإيمان تبرعات ودعماً حكومي. وهو ما يثير تساؤلات كبيرة حول هذه الأموال، كما يواجه بانتقاد شعبي كبير، وكانت وثيقة حكومية صادرة عن وزارة المالية، باعتماد مبلغ وقدره 199.018.600 ريال، لبناء مسجد خاص بجامعة الإيمان، فتحت النار على حكومة الوفاق، وأثارت جدلاً كبيراً، وردود أفعال وانتقادات واسعة. وهو ما يرجح أن الإصلاح يحاول فتح ثغرة جديدة أو منفذ جديد لتلقي أموال التبرعات، أو الحصول على دعم من الحكومة.

وكانت أمريكا أعلنت تمديد حالة الطوارئ في اليمن، لمدة سنتين إضافيتين للتعامل مع التهديدات غير العادية للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة، التي شكلتها تصرفات وسياسات بعض أعضاء الحكومة اليمنية، وغيرها من الجهات التي هددت السلم والأمن والاستقرار في اليمن.

وقال الرئيس أوباما حينها " إن مواصلة تصرفات وسياسات بعض أعضاء الحكومة اليمنية وغيرها في تهديد السلم والأمن والاستقرار في اليمن، تشكل تهديداً غير عادي واستثنائياً للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.طبقاً لما أوردته صحيفة "الأولى".