الشرق الأوسط السعودية: الرئيس هادي سمح لمنتقديه بإطلاق النار عليه بسماحه لأبنائه التدخل في شؤون الدولة

قال مدير عام قناة العربية ورئيس التحرير السابق لـ"الشرق الأوسط"، عبدالرحمن الراشد: إن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، اتهم إيران بالوقوف وراء الاضطرابات في اليمن أكثر من مرة. ولام إيران لاستيلاء الحوثيين، مؤخراً، على مدينة عمران "بوابة العاصمة صنعاء."

وأضاف في مقال نشرته الصحيفة: ليس لدى أي شخص شك في أن إيران تنشط في اليمن، بما في ذلك تمويل وتسليح المتمردين، ولكن هذا لا يبرر فشل القيادة اليمنية وهزيمة الجيش أو الطريقة التي جرت البلاد بالانزلاق إلى حافة الهاوية.

وأوضح: الوضع في اليمن يتطلب قائداً وليس مجرد رئيس توافقي. الرئيس هادي يقاتل على عدة جبهات، ولكن عليه أن يكون صادقاً مع نفسه. فإذا لم يكن بمقدوره مواجهة هذه التحديات الخطيرة، يجب أن يتنحى.

وبشأن مسار العملية والفترة الانتقالية، أكد الراشد: لقد فشلت قيادته لتحقيق المصالحة التي كان السبب الوحيد لوجودها، وبسبب هذا الفشل تضاعفت معاقل المتمردين في جميع أنحاء البلاد.

وأشار إلى أن الرئيس هادي حوصر من قبل بعض القوى بعد شعورهم ولمسهم عدم نجاح القيادة الحالية، بل رأت تلك القوى أن الدولة تحوم على حافة الهاوية.

وبين الراشد، أن الرئيس هادي لا يمكن إلقاؤه اللوم على إيران على كل ما يجري في اليمن. مشدداً أن عليه أن يلوم فريقه السياسي الذي فشل في توحيد المتنازعين والاستفادة من جهود مبعوث الأمم المتحدة للحد من المنازعات.

وقال: "لم يوفر هادي حلولاً واقعية ولم ينجح في الحد من الصراعات".

وأضاف، أن المشكلة في فشله في إقناع حلفائه - ناهيك عن أعدائه - ليست هي الوحيدة.. فإدارته وسمعته الشخصية هوجمت بانتقادات شديدة. بل سمح لمنتقديه بإطلاق النار عليه لسماحه لأبنائه التدخل في شؤون الدولة.

وأشار الراشد إلى أن قيادة هادي لليمن في هذه المرحلة كانت حلاً وسطاً إبان الأحداث التي شهدها اليمن مطلع العام 2011م.. مؤكداً أن بعض منتقدي هادي كانوا يريدون التخلص من الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي كان يدير البلاد بقوة لمدة 33 عاماً.

وأردف بالقول: فمع مرور الوقت بدأ هادي يفقد أصدقاءه بسبب إخفاقاته السياسية والعسكرية والشخصية. حتى اليمنيين لن يقبلوا، أبداً، أحداً من أبنائه أن يلعب دوراً في السياسة.

ورجح الراشد فوز السفير أحمد علي عبد الهب صالح في حال كان الناس مخيرين بين أبناء الرئيس صالح والرئيس هادي..

وقال: "لكن إذا كان الناس مخيرين بين أبناء الرئيس صالح والرئيس هادي، فإنهم سيختارون أحمد، النجل الأكبر للرئيس علي عبد الله صالح. فقد كان "أحمد" معروفاً كرجل محترم، فهو من الذين لعبوا دوراً إيجابياً خلال المرحلة الانتقالية"..

وأكد أن اليمن مهددة بخطر التفكك والصراع أكثر من أي وقت مضى.

وشدد عبدالرحمن الراشد، في ختام مقاله، على ضرورة وقوف القوى الإقليمية والدولية جنباً إلى جنب مع القيادة اليمنية لتجنيب البلد خطر الانهيار.