صحيفة: بحاح خرج سالما "بدنيا" ولكن قوات التحالف السعودي دفعت ثمنا باهظا

التدخل العسكري، اي تدخل عسكري، وبغض النظر عن الجهة التي تقدم عليه، روسية كانت، ام امريكية، ام عربية، يكون دائما محفوفا بالمخاطر، وغير مضمون النتائج، والتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن "لن يكون استثناء".

تأكيد وتعليق أول - هو الأسرع من صحيفة عربية لندنية على هجوم الثلاثاء الدامي في عدن- في مقال افتتاحي لصحيفة "رأي اليوم" لصاحبها عبدالباري عطوان. وعلى الأغلب كتبت الافتتاحية قبل نشر أخبار تبني داعش للهجمات الأخيرة.

قالت الصحيفة: فجر اليوم حملت الينا وكالات الانباء خبر سقوط اكثر من عشرين قتيلا من قوات هذا التحالف اثر قصف صاروخي، وعملية انتحارية، وهجوم بالقذائف، استهدفت جميعا فندق القصر، حيث يوجد مقر الحكومة اليمنية التي يرأسها السيد خالد بحاح رئيس مجلس الوزراء، ونائب الرئيس عبد ربه هادي منصور.
السيد بحاح نجا من الهجوم، وخرج من بين الانقاض سالما، وكذلك بعض اعضاء حكومته، وجرى نقلهم الى مكان آمن، ولكن الخسائر وقعت في صفوف القوات التي تؤمن لهم الحراسة، ومعظمها من القوات الاماراتية الخاصة.

وتلفت الافتتاحية أن السيد انور قرقاش وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية، وصف الانفجار بأنه “دليل آخر على ان الحوثيين مصرين على تدمير اليمن”، وهاجمهم، وحليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح بشراسة. واكد ان بلاده ستستمر في حربها ضدهم.
الحوثيون، وعلى لسان السيد محمد البخيتي عضو المجلس السياسي في حركة “انصار الله” نفى اي مسؤولية لجماعته عن هذه الهجمات التي قال انها تحمل بصمات تنظيمي “القاعدة” و”الدولة الاسلامية”.

تتابع الصحيفة في مقالها الافتتاحي: بغض النظر عن الجهة التي تقف خلف هذه الهجمات الثلاث، سواء بالصواريخ او بالقذائف المدفعية، او بتفجير مدرعة في عملية انتحارية، فانها، اي الهجمات، تعكس حقيقة ثابته تترسخ يوما بعد يوم، وهي ان مدينة عدن ليست آمنة بعد استعادة قوات التحالف لها واخراج قوات الحوثيين منها، ولا بد ان الرئيس اليمني هادي يدرك هذه الحقيقة جيدا، ولذلك جعل اقامته فيها محدودة للغاية، واقتصرت زيارته لها على اداء صلاة العيد في مقر الحكومة، وسط عدد قليل من اتباعه، ثم المغادرة الى الامم المتحدة لحضور جلسات جمعيتها العامة، والعودة منها الى الرياض مباشرة.

وتضيف الافتتاحية: قوات الرئيس هادي المدعومة من قبل التحالف السعودي استعادت اربع محافظات في جنوب اليمن، من بينها محافظة عدن، وتفيد معظم التقارير انها ليست آمنة كليا، وان قوات تابعة لـ”الدولة الاسلامية” وتنظيم “القاعدة” تتواجد فيها بقوة خاصة مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت. استعادة المدن والمحافظات، في الجنوب اليمني خاصة، لا يعني عودة الهدوء اليها، فالوضع على الاراضي اليمنية يعكس حالة فوضى السلاح، وسيادة القتل وسفك الدماء، في تجسيد عملي ودموي لما يحدث في ليبيا والصومال، واجزاء من سورية.

تتابع جريدة رأي اليوم في لندن: ارتفاع اعداد القتلى في صفوف القوات الاماراتية والسعودية من جراء الحرب في اليمن يشكل ضغوطا كبيرة على حكومتي البلدين، ومن المؤكد ان هذه الضغوط ستزداد كلما ارتفع عدد القتلى، وطال امد هذه الحرب، فبعد ستة اشهر من القصف الجوي، والعمليات البرية لا يلوح اي امل بنهاية قريبة، خاصة ان الحلول السياسية للازمة اليمنية شبه معدومة.

ويخلص إلى النتيجة: التدخل العسكري في اليمن، مثل كل نظيراته سيكون مكلفا، ان لم يكن باهظ التكاليف ماديا وبشريا، وتفجيرات عدن الاخيرة، وارتفاع اعداد الضحايا، يجب ان يكون بمثابة “جرس انذار”، وحافزا اكبر لاعطاء المفاوضات، وجهود البمعوث اليمني اسماعيل ولد الشيخ فرصة اكبر من المرونة، لتحقيق مصالحة وطنية تمهد للحل السياسي المأمول.