محمد عايش: عن ‫#‏مجزرة_سنبان‬

رجال يبحثون عن نسائهم حتى اللحظة في ركام المذبحة التي نفذتها السعودية بحق حفل الزفاف في سنبان.
أزواج يبحثون عن زوجاتهم
أبناء عن أمهاتهم
آباء عن بناتهم
أشقاء عن شقيقاتهم

لا يعرفون إن كُنّ بين الأجساد المتفحمة، أم بين الأجساد التي تلاشت تماماً.
هل هن من اللواتي في ثلاجة مستشفى ذمار العام، أم بين من أُسعفن إلى رادع والبيضاء، أم في معبر.
أم أن بينهن من لا تزال تحت الأنقاض.

يا الله.. كم بإمكان البشر أن يتحولوا إلى وحوشٍ أسوأ من الوحوش..
كم بإمكانهم أن ينحدروا دون أن يكون لانحدارهم قاع..
والعالم يتفرج
وليست فُرْجَته هي المُريعة
نحن نطالب ضمير العالم بالاستيقاظ بينما ضمائر يمنيين منّا ميّتة..
ضمائر متفحمة أكثر من تفحم جثث الضحايا..
ضمائر مُمّزَّقة تَمَزُّقَ الأجساد الغضة للأطفال الضحايا..
ضمائر مُدَمَّرَة كأنقاض منازل الضحايا..

رجال يبحثون عن نسائهم حتى اللحظة في ركام المذبحة التي نفذتها السعودية بحق حفل الزفاف في سنبان.أزواج يبحثون عن زوجاتهمأ...

‎Posted by ‎محمد عايش‎ on‎ 8 أكتوبر، 2015

ضمائر لم تحركها مجزرة أولى
ولم تفسد عليها نومها، على سرير التواطؤ، مجزرة ثانية
ولا ثالثة، ولا رابعة، ولا عاشرة، ولا عشرين، ولا...

إن السلطة، التي تبلدت آدميتكم في سبيلها، لا تساوي لهفةَ رجلٍ مفجوعٍ بزوجته، حبيبته، أم صغاره، رفيقة دربه وعمره؛ إذْ لم يعثر على جسدها الممزق، ولم يحظَ بفرصةٍ لتوديع مُحيّاها المُعفّر بالتراب.

كيف تحتملون كل هذا؟
كيف تستطيعون بعده النظر في عيون زوجاتكم؟! وكيف تواتيكم الجرأة بعده أن تقوموا بدور الآباء لأطفالكم؟!
كيف؟