موسكو تتهم واشنطن وحلفاءها العرب: تقويض الدول والتمكين للجماعات الإرهابية

تصريحات وصفت بالقوية أعطاها رئيس الدبلوماسية الروسية سيرجي لافروف خلال حديثه إلى قناة (إن تي في) الروسية مؤخرا، تركزت على المنطقة العربية والأحداث في دولها وعلى صلة مباشرة بالتفشي المتساريع للجماعات الإهابية على حساب الدول والحكومات. كما انتقد تصوير حرب دينية داخل الإسلام ذاته- بين طوائف مذهبية.

توجه لافروف بالانتقادات الصريحة والضمنية إلى الخطاب الرسمي السياسي والإعلامي للمملكة السعودية وحلفاء الرياض في الغرب والشرق الأوسط إزاء الربط بين التلويح بحرب دينية وتصوير الأحداث في سوريا عقب التدخل الروسي باعتبارها مواجهة دينيةداخل الإسلام ذاته.

بحسب تصريحات وزير الخارجية سيرغي لافروف، تعتقد موسكو والدولة الروسية أن انهيار الدول في المنطقة العربية، غذى الإرهاب وساهم في نشوء وتوسع الجماعات المتطرفة على حساب الحكومات الشرعية، في ظل دعم غربي ومساعدة حلفاء الغرب العرب في برنامج تقويض دول وإسقاط أنظمة.

بحسب تصريحات وزير الخارجية سيرغي لافروف، تعتقد موسكو والدولة الروسية أن انهيار الدول في المنطقة العربية، غذى الإرهاب وساهم في نشوء وتوسع الجماعات المتطرفة على حساب الحكومات الشرعية، في ظل دعم غربي ومساعدة حلفاء الغرب العرب في برنامج تقويض دول وإسقاط أنظمة.

يستشهد لافروف بالحالات الليبية والعراقية والسورية - ولأمر ما استثنى الوزير الروسي اليمن- محذرا من التوسع إلى الحالة اللبننية.

استراتيجية تقويض الدول

يؤكد لافروف "أن مشكلة تفشي الإرهاب في الشرق الأوسط مرتبط بانهيار الدول، ومن غير المستبعد أن يكون هناك لاعبون يسعون لتكرار السيناريو الليبي والعراقي في لبنان."

وشدد الوزير الروسي على أنموسكولا تعرف الكثير عما تفعله واشنطن والأمريكيون في سوريا.

وسأل أكثر من مرة ما إذا كانت أمريكا وحلفاؤها العرب يرون في بقاء وتوسع الجماعات الإرهابية مصلحة (..) بينما لم تحقق الحملة الجوية للتحالف بقيادة أمريكا منذ أكثر من عام نتائج تذكر؟

وقال لافروف: "هناك مجموعة دول تعتبر أنه من الأهم إسقاط نظام آخر، تدمير دول أخرى… في نهاية المطاف مشكلة تفشي الإرهاب في الشرق الأوسط مرتبط بتدمير الدولة في العراق وفي ليبيا والآن في سوريا، وربما قريبا في لبنان".

وأضاف أنه "في العشر أو الخمس عشرة سنة الأخيرة، عانينا في العراق وليبيا والآن سوريا، وكله نفس الشيء".

وأفاد لافروف بإن موسكو لا تريد تكرار السيناريو، عندما اعتمدت بعض البلدان، بما في ذلك فرنسا، لإسقاط النظام في ليبيا، علناً على المتطرفين.

وأشار لافروف: "نحن لا نريد تكرار تلك الأحداث عندما رأت بعض البلدان، وأكرر، إنهم ليس فقط أن يتعاونوا مع الإرهابيين، بل راهنوا عليهم. زملاؤنا الفرنسيون سلحوا المتطرفين، الذين هم الآن يتحدثون كثيراً وبصوت عال عن ضرورة احترام القانون الدولي. وفي حالة الأزمة الليبية، على الرغم من الإجماع، حول قرار حظر تزويد الأسلحة لأي كان في ليبيا، تم تقديم هذه الأسلحة لمعارضي الزعيم السابق معمر القذافي، وعلاوة على ذلك، فهم تحدثوا عن ذلك علناً، وتحدوا وهم يفعلون ذلك منتهكين قرار مجلس الأمن الدولي".

نقاتل الإرهاب لا السنة

حذر لافروف من التحشيد الطائفي المذهبي للحرب في سوريا وغيرها.

كانت مجموعة من رجال الدينوالدعاةفي السعودية أصدروا بيانا شهيرا ومثيرا للجدل بشأن الدعوة إلى الجهاد في سوريا "دعما للسنة"، وقالت الرياض إن التدخل الروسيفي سوريا سوف يساقطب آلاف الجهاديين السنة (..) واستنفرت المصادر ووسائل الإعلام المرئية خصوصا الأوساط السنية في العالم الإسلامي إلى مناصرة إخوانهم في سوريا.

لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال "إنه من غير المقبول، بل ومن الخطير إظهار الأزمة الراهنة في سورية والعراق على أنها مواجهة داخل الإسلام، فهي معركة ضد الإرهاب."

وأضاف لافروف في المقابلة التلفزيونية: "يحاول زملاؤنا إقناعنا أنه لمجرد استمرار الأزمة في سورية، تشكل "داعش". وأن جميع أهل السنة يتدفقون إلى سورية لأن العلويين، كما يقال، يستخدمون القوة ضد السنة ولا يتركون السلطة. إنها شرح هذا الوضع محاولة خطيرة".

مشيرا أنه تحدث "مع جون كيري والشركاء الأوروبيين بشأن محاولة إظهار الصراع على أنه مواجهة داخل الإسلام أمر غير مقبول."

وقال لافروف: "نحن نقاتل الإرهاب. وقد تحدث عن ذلك بوتين".