الـ28 صفحة السرية: مسئول سعودي كان على اتصال بمنفذي هجمات 11 سبتمبر وقابل بعضهم، ولكن..؟

مسئول سعودي، على الأقل، كان على تواصل بمنفذي الهجمات وقابل بعضهم، وغير واضح في ضوء ما يتسرب ما إذا كان عمل بمفرده أم بمشاركة آخرين وغطاء من شخصيات رسمية عليا في العائلة المالكة.

لم ترفع بعد السرية عن 28 صفحة بقيت مخفية دوناً عن بقية صفحات تقرير من 800 صفحة حول نتائج التحقيقات في هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، لكن مؤشرات تسربت مؤخراً وتضع اسم السعودية في واجهة جدل متصاعد على خلفية تحريك مشروع قانون هجمات 11 سبتمبر في الكونغرس الأمريكي، وتهديد الرياض بسحب أموالها (الأصول النقدية) من الولايات المتحدة، واعتبر التهديد السعودي بمثابة "اعتراف" بالتورط في الهجمات، حسبما يرى سيناتور سابق.

مسئول واحد على الأقل

في هذا السياق، قال كبير مراسلي شؤون الأمن القومي الأمريكي، جيم سكيوتو، إن الصفحات المحجوبة من تقرير لجنة التحقيق حول أحداث الحادي عشر من سبتمبر، قد تحمل أدلة حول معرفة مسؤول سعودي واحد، على الأقل، لمنفذي الهجمات.

مضيفاً، في تصريحات تناقلتها وسال الإعلام في أمريكا وأوردتها سي إن إن، ".. لكن القضية تتعلق بمدى التأكد من تصرفه بشكل منفرد، محذراً من أن التوتر بين واشنطن والرياض قد يهدد علاقات تحالف طويلة الأمد بينهما".

مطلع على الأوراق

وكان السيناتور السابق بوب غراهام ــ الذي تولى رئاسة لجنة التحقيق في الاستخبارات الأمريكية، كما كان الرئيس الشريك في لجنة التحقيق الثنائية المشتركة لمجلس الشيوخ حول الفشل الاستخباراتي أثناء أحداث 11 من سبتمبر/أيلول 2001 ــ في حديثه مع قناة "سي بي اس" الأمريكية اتهم الحكومة السعودية رأساً بالتورط في الهجمات.

وكشف أن المسؤولين السعوديين يضغطون ضد مشروع قانون يسهل الأمر لأسر ضحايا 11/9 برفع دعوى قضائية ضدهم.

وهو واحد من القلائل الذين تسنى لهم الاطلاع على الصفحات المخفية.

ومؤخراً، قال غراهام، إن تهديد المملكة العربية السعودية الولايات المتحدة بسحب 750 مليار دولار من الأصول الأمريكية يعتبر اعترافاً بمشاركتها في هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

هل كان يعمل لوحده؟

وقال كبير مراسلي شؤون الأمن القومي الأمريكي، جيم سكيوتو، في تعليق له على الجدل الدائر حول مشروع قانون يتيح مقاضاة الحكومات الأجنبية بأمريكا وقد يفتح الباب لملاحقة السعودية: "منذ العقد السابع من القرن الماضي يحظر القانون الأمريكي على المواطنين الأمريكيين مقاضاة الحكومات الأجنبية، والتغيير الذي يفرضه القانون الجديد سيتيح ملاحقة الحكومات وتحميلها مسؤولية هجمات الحادي عشر من سبتمبر".

وتابع بالقول: "القضية مرتبطة بما تحمله الصفحات المحجوبة من تقرير لجنة التحقيق حول الأحداث، وعددها 28 صفحة، وتدور حول مسؤول حكومي واحد ومدى معرفته بأن الهجمات ستقع، التحقيق يدور حول ما إذا كان قد قدّم الدعم للمهاجمين، خاصة وأن هناك أدلة على أنه قابل بعضهم".

سكيوتو قال، "السؤال هو: هل كان هذا المسؤول السعودي يتصرف بمفرده؟ هل كان يقوم بذلك بشكل غير قانوني، أم أنه كان يحظى ببعض الدعم والمساندة، أو على الأقل غض الطرف من قبل شخصيات في العائلة المالكة السعودية؟".

ويضيف: "ما قالته الإدارة الأمريكية حتى الآن أنه ما من دليل على أن للأمر صلة بالسياسة الحكومية السعودية أو أن الأمر كان متعمداً. قد يكون هناك أدلة على وجود بعض الأثرياء السعوديين الذين دعموا، على الأقل مالياً، تنظيم القاعدة المسؤول عن هجمات سبتمبر، ما يجعل القضية بالغة الحساسية".

تهديد سعودي

وحذر المحلل الأمني الأمريكي من خطر التهديد السعودي وجديته على الاقتصاد الأمريكي والعلاقات الثنائية قائلاً: "السعودية تهدد الآن ببيع أصول أمريكية بمئات مليارات الدولارات، هذا سيكون له ثمن اقتصادي كبير في أمريكا، كما أنه سيكون مادة للتوتر بين الحليفين اللذين تعيش علاقتهما حالياً حالة من التوتر على أكثر من جبهة".

فريد زكريا- ورئيس لجنة 11 سبتمبر

قال فريد زكريا، محلل الشؤون السياسية ومقدم برنامج GPS على شبكة CNN، إن الصفحات الـ28 التي بقيت سرية في تحقيقات هجمات الـ11 من سبتمبر/ أيلول، ما هي إلا مواد أولية لاستخدام مكتب التحقيقات الفيدرالي أو ما يُعرف بـ"FBI".

وأوضح زكريا قائلاً، إنه اتصل مع رئيس لجنة الـ11 من سبتمبر الذي قال له: "أغلب الصفحات الـ28 السرية تستند إلى مواد أولية وصلت للـFBI، مواد تمت كتابتها لاحقاً في وثائق الـFBI على أنها خيوط محتملة في التحقيقات، وقبل إتمام العمل، لم يكن هناك فرصة أمام الجنة التابعة للكونغرس للتحقق من هذه الأدلة، حيث لم تقم بأي مقابلات بناءً على هذه المواد، ولهذا السبب لم يتم الكشف علناً عن هذه الصفحات".

وتابع زكريا، نقلاً على لسان رئيس لجنة التحقيقات: "هذه الصفحات لم تكن مصنفة على أنها سرية بصورة عادية، لأن القلق كان ينبع من طبيعة ما جاء فيها من خيوط أدلة غير مؤكدة ولم يتحقق منها توجه تهما لشخصيات بقضايا كبيرة دون وجود أي تحقق من صحتها".

ولفت زكريا قائلاً: "من المهم جداً فهم ما يعنيه ذلك، من الواضح أن هناك دورًا للسعودية في الـ11 من سبتمبر، ولكن على أيدي مواطنين سعوديين، في الحقيقة من غير الواضح، بتاتاً، وجود أي دور للحكومة السعودية".

أخبــــار متعلــقة: