مسؤولو الاستخبارات يرصدون تفاصيل التحركات الأخيرة لأكبر المطلوبين في العالم

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية (الجمعة 27 مايو/آيار 2016)، إن المسؤولين الاستخباراتيين الذين أمضوا السنتين الأخيرتين يحاولون رصد تحركات زعيم "تنظيم الدولة" أبو بكر البغدادي باتوا مقتنعين بأنه يتنقل ضمن قوس ضيق في شمال غرب العراق وشمال شرق سوريا، وهي منطقة بقي فيها منذ تنصيب نفسه زعيماً لدولة "داعش".

وينقل الصحافيان نارتن تشولوف وسبنسر أكرمان عن مسؤولين غربيين وأكراد ومقربين من "داعش"، قولهم إنه منذ مارس العام الماضي، لم يخرج من الباعج عندما كان يتعافي من جروح خطيرة أصيب بها في غارة لم تعرف بها إلا قلة قليلة من المقربين منه وحتى من أعدائه.

وفي شمال العراق الذي يعتبر المحور الأكثر أهمية في الحرب ضد "داعش"، يقول مسؤولون استخباراتيون وزعماء من البشمركة إنهم يعتقدون أن البغدادي يتحرك في الأسابيع الأخيرة كثيراً حول شمال غرب العراق، وتحديداً قرب الباعج وتلعفر. وقال مسؤول استخباراتي بارز: "إنه يتحرك كثيراً... ذهب أيضاً إلى الموصل".

وعلى جبهة جنوب سنجار، قال العقيد خالد حمزة إنه متأكد أن البغدادي زار الباعج قبل شهرين "ولدينا معلومات دقيقة من داخل المدينة تفيد أنه كان يزور الوالي".

وكاد البغدادي أن يُقتل العام الماضي مع أكثر من 15 من القادة الكبار للتنظيم الذين قتلوا في غارات، بينهم النواب السابقون للخليفة أبو مسلم التركماني وأبو علي الأنباري وعدد من الزعماء المحليين في الأنبار ونينوى.

أبو بكر البغدادي
أبو بكر البغدادي
وكشفت مقابلات أجرتها "الغارديان" طوال العام الماضي أن الإصابة التي تعرض لها البغدادي في غارة جوية لا تزال أحد الأسرار الكبيرة داخل التنظيم. وحتى أعداءه بدوا مترددين في القول إلى أي مدى كانوا على وشك أن يقتلوه، لأن الغارة على ما يبدو كانت تستهدف شخصاً آخر.

وكشف تحقيق للصحيفة البريطانية أن البغدادي أصيب قرب بلدة الشرقاط العراقية على نهر دجلة، على مسافة 300 كيومتر شمال بغداد. واتصلت الصحيفة بثمانية مصادر مطلعة من كثب على إصابات البغدادي. وأوضح هؤلاء أنه عانى جروحاً خطيرة في أسفل ظهره، الأمر الذي جعله عاجزا عن الحركة طوال أشهر قبل أن يدخل مرحلة نقاهة طويلة.

وقالت إنه طيلة فترة العلاج، لم يعرف إلا عدد قليل من أطبائه وممرضيه عن وضعه الصحي. وداخل التنظيم نفسه، كانت قلة من الزعماء الكبار على علم بالموضوع.

وتفيد "الغارديان" أن المعلومات عن إصابات البغدادي أبلغت عبر شبكة "العيون الخمس" لوكالات الاستخبارات التابعة للولايات المتحدة وبريطانيا وأوستراليا وكندا ونيوزيلندا، إضافة إلى شركاء آخرين في الشرق الأوسط، بينهم الأكراد والعراقيون والسعوديون دول الخليج.

ومع ذلك، لا يزال ثمة انقسام بين الضباط الاستخباراتيين الذين يريدون كشف التفاصيل وصناع السياسة الذين يرفضون ذلك.