نهائي دوري أبطال أوروبا: موقعة في ميلانو بين ريال مدريد وجاره أتلتيكو

يستضيف ملعب "جيوسيبي مياتزا" بمدينة ميلانو الإيطالية مساء اليوم السبت عند الساعة 20.45 بتوقيت باريس موقعة بين ريال مدريد وأتلتيكو، في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، هي الثانية من نوعها بين الفريقين في غضون ثلاثة أعوام. وكان النادي الملكي فاز على جاره في 2014 بلشبونة بنتيجة أربعة أهداف لهدف واحد.
 
فهل يسعى أتلتيكو للثأر لخسارته؟ جواب المدرب دييغو سيميوني كان واضحا مساء الجمعة خلال مؤتمر صحفي عقده في ميلانو "نحن لا نتحدث ولا نرغب في الثأر، بل نريد ونسعى للفوز بالكأس مهما كان المنافس".
 
مدرب أتلتيكو مدريد دييغو سيميوني ونظيره في ريال مدريد زين الدين زيدان. © أ ف ب
مدرب أتلتيكو مدريد دييغو سيميوني ونظيره في ريال مدريد زين الدين زيدان. © أ ف ب
 
الواقع أن أتلتيكو لا يزال يتذكر بمرارة شديدة نهائي 2014 عندما كان متوفقا في النتيجة لغاية آخر دقيقة من الوقت الرسمي من المباراة، وبالتالي كان قاب قوسين أو أدنى من تذوق طعم الفوز والتتويج. ولكن هدف سيرخيو راموس حرمه من الفرح ودخول التاريخ، ليخسر في النهاية ويخرج خالي الوفاض.
 
وإذا ظهر سيميوني بوجه المدرب المعتدل الذي لا يكترث بالماضي، فإن مهاجمه فرناندو توريس لم يخف إحساسه وقال إن المباراة أمام ريال مدريد ستكون "مباراة الحياة". ولا شك أن زملاءه لا يفكرون خلاف توريس، فهم يطمحون للثأر والفوز، ويريدون أن يبرهنوا للقارة الأوروبية والعالم بأنهم باتوا فريقا أوروبيا بارزا، وأن بلوغه النهائي للمرة الثانية في ثلاث سنوات وتأهلهم أمام برشلونة حامل اللقب في ربع النهائي ثم أمام بايرن ميونيخ في نصف النهائي لم يكن ثمرة الصدفة.
 
وماذا قال القائد المدافع الشجاع دييغو غودين؟ "إن أتليتيكو سيكون بحالة أفضل من المرة الماضية"، ويعتقد أن "الروح التي غرسها المدرب سيميوني في اللاعبين ستكون المفتاح للفوز باللقب لأول مرة في تاريخ النادي".
 
أجواء ميلانو قبل النهائي 
 
وسيخوض أتلتيكو المباراة بكامل تشكيلته، معولا على تجانس وتضامن خطوطه وانضباط وصرامة عناصره التكتيكية. وشدد سيميوني على أن المواجهة أمام ريال مدريد لن تختلف عن سابقاتها سواء في الدوري الإسباني أم في دوري أبطال أوروبا، أي أن الخطة سترتكز على فرض ضغط كبير على المنافس فور فقدان الكرة، وسد الثغرات بين الخطوط لإجبار المنافس على التراجع إلى الوراء.
 
ولكن.. ولكن، هل ستكفي العزيمة والانضباط أمام براعة فريق مدجج بالنجوم ومعزز بالثقة ومدرب يمتلك من الخبرة ما يعطي القوة اللازمة لأي لاعب يدخل مباراة نهائي دوري الأبطال؟ إن هذا الفريق اسمه ريال مدريد، صاحب الرقم القياسي في المنافسة بعشرة ألقاب (1956 و1957 و1958 و1959 و1960 و1966 و1998 و2000 و2002 و2014)، والذي سيخوض أمام أتلتيكو المباراة النهاية للمرة 14 في تاريخه.
 
ومدرب هذا الفريق اسمه زين الدين زيدان، صاحب الهدف الرائع في نهائي 2002 في الفوز التاسع للنادي الملكي بالبطولة القارية أمام ليفركوزن.
 
وقد تولى صانع ألعاب ريال مدريد والمنتخب الفرنسي سابقا تدريبات الفريق في مطلع 2016، بعد إقالة رفايل بينيتيز من منصبه، والذي لعب في صفوف النادي من 2001 لغاية 2006، وكان مساعدا للإيطالي كارلو أنتشيلوتي في ريال مدريد، من 2012 إلى 2014، وكان حاضرا في لشبونة عندما أحرز زملاء راموس الكأس العاشرة أمام أتلتيكو مدريد.
 
وهذا الفريق يلعب فيه أفضل هداف في تاريخ دوري أبطال أوروبا برصيد 94 هدفا، منها 16 سجلها في الموسم الجاري. هداف متألق يتمتع بتقنية عالية الجودة وفعالية نادرة واسمه كريستيانو رونالدو.
 
وقال رونالدو لمحطة "لا سيكستا" التلفزيونية الإسبانية قبل أيام "سأكون جاهزا للنهائي، وسأقدم أداء أفضل من الذي قدمته في لشبونة" في 2014. وأضاف "في لشبونة كنت في حالة بدنية سيئة".
 
تلك مفاتيح المواجهة بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد. وبغض النظر عن من سيكون الفائز فيها، فإنه سيدخل التاريخ من بابه الواسع، إما النادي الملكي وزين الدين زيدان، وإما "الروخيبلانكوس" ودييغو سيموني.
 
* فرانس 24