سوريا تعترض طريق الصداقة بين موسكو والرياض

تناولت صحيفة "إيزفيستيا" الروسية، حسبما تنقل عنها (RT) لقاء لافروف نظراءه من دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرة إلى الاتفاق على إعداد خطة للعمل المشترك في الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

التقى وزير الخارجي الروسي سيرغي لافروف، في موسكو يوم 26 مايو/أيار الجاري، نظراءه وزراء خارجية المملكة السعودية والبحرين والإمارات المتحدة وقطر والكويت وعمان. وكان هذا أول لقاء يُعقد في موسكو.

واتفق الجانبان على بذل جهود مشتركة لمواجهة تحديات الإرهاب والتطرف و"داعش" و"القاعدة" و"جبهة النصرة" وغيرها من المجموعات غير الشرعية.

وكان الاتفاق الرئيس في هذا اللقاء على إعداد خطة عمل في قطاعات النفط والغاز والطاقة ومن ضمنها الطاقة النووية، والاتصالات والأبحاث الفضائية والطب وبنى النقل التحتية. ويجب أن يكون إعداد هذه الوثيقة مع المقترحات والمشروعات الملموسة جاهزا عند الاجتماع المقبل الذي سيعقد في سبتمبر/أيلول المقبل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقد أعلن لافروف عن تكليف الخبراء بوضع خطة العمل بشأن ذلك، لإمكان الاطلاع عليها وإقرارها خلال اللقاء المقبل.

لقاء لافروف بوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي
لقاء لافروف بوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي

ونظرا إلى الأحداث، التي يشهدها الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لم يقتصر النقاش على المسائل التجارية – الاقتصادية والاستثمارات والمسائل الإنسانية.

بيد أن بعض القضايا الإقليمية بقيت من دون حل، على الرغم من التأكيدات الرسمية بشأن الشراكة المتبادلة والصداقة. أي أن لقاءات وزراء الخارجية الدورية واجتماعات لجان العمل الوزارية المشتركة لم تساعد في التوصل إلى حلول وسط بشأن سوريا وإيران.

فمثلا، أبدى وزير خارجية السعودية عادل الجبير رفض الدول الخليجية لنهج السياسة الخارجية لإيران، وخاصة تدخلها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.

ورد لافروف على ذلك، بأن لكل بلد الحق في تطوير علاقاته مع الدول الأخرى، وإقامة علاقات حسن جوار معهم. وقال إن "من الحق الطبيعي لكل دولة أن تسعى لتعزيز نفوذها خارج حدودها. طبعا، نحن نشدد على أن يكون ذلك على أساس احترام مبادئ القانون الدولي، وبصورة شرعية، ومن دون محاولة التدخل بالشؤون الداخلية لهذه الدول".

وأضاف: و"بما أن روسيا تعمل على تطوير علاقاتها مع إيران ومع دول مجلس التعاون الخليجي، فإن بمقدورها المساعدة في خلق ظروف ملائمة للحوار المباشر بينهما".

وأكد لافروف أن روسيا تعلم بالخلافات التاريخية القائمة، التي تتصف بـ"طبيعة موضوعية بحتة"، ولكنها لا ترحب بالمحاولات الرامية إلى إظهارها وكأنها انعكاس لانقسام العالم الإسلامي.

وأضاف: "نحن نعتقد أن إثارة الموضوع في هذا الاتجاه غير مقبول. لأنه من مصلحة الإسلام ضمان وحدة جميع مذاهبه".

أما المشكلة الأخرى، التي شكلت حجر عثرة، فهي الأزمة السورية. إذ، على الرغم من تنويه الجبير بأهمية دور روسيا في تسوية الأزمة، فإنه صرح بأن من المحتمل أن تصبح المجموعة التي شكلت في الرياض وحدها ممثلة للمعارضة السورية.

بيد أن الموقف الروسي لم يتغير – يجب أن تشارك جميع الأطراف بمن فيهم الأكراد في المفاوضات. وقد سبق أن أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ضرورة أن يشمل وفد المعارضة أكبر عدد من مكوناتها، لإجراء المفاوضات مع الحكومة السورية.

من جانبه، أشار الجبير إلى أن عدم تنفيذ نظام بشار الأسد التزاماته كان سببا لقرار المعارضة تعليق مشاركتها في مفاوضات جنيف.

فأجاب لافروف أن من الضروري للإسراع في تسوية الأزمة السورية بذل الجهود اللازمة، وعدم رفض الحوار المباشر مع الطرف الآخر. لافتا إلى أن روسيا تعتقد بضرورة العمل وفق قرار مجلس الأمن الدولي المرقم 2254، الذي يتضمن تشكيل هيئة تأخذ على عاتقها صياغة دستور جديد للبلاد، وتنظيم انتخابات رئاسية تحت إشراف دولي، حتى في معسكرات المهاجرين خارج سوريا.

كل هذا يجب أن يتم خلال 18 شهرا. ولكن دمشق والمعارضة، ورغم بدء العد التنازلي ترفضان الدخول في حوار مباشر. وهذا ما يهدد بعدم توصل الجانبين إلى اتفاق بشأن صياغة الدستور الجديد حتى نهاية المدة المقررة في شهر أغسطس/آب المقبل.