دفع هادي ومحسن إلى مأرب... الرسالة السعودية؟

  • ربما أراد نظام بن سلمان من دفع هادي للإدلاء بتصريحات مناهضة للسلام ومؤيدة لمواصلة الحرب، إظهار قرار مواصلة الحرب على أنه قرار حكومة هادي ولم يعد قراراً سعودياً
فسر كثير من الإعلاميين والنشطاء زيارة هادي وعلي محسن إلى مأرب على أنها مؤشر لبدء عملية عسكرية لاستعادة صنعاء خاصة أن تصريحات هادي في مأرب عززت هذا الاعتقاد، لكن هناك أكثر من نقطة تنبئ بغير ذلك منها:
 
- ارتداء هادي ومحسن ملابس مدنية خلال الزيارة في حين كان المفترض ارتداؤهما الملابس العسكرية، لما تحمله من رسالة قوية وواضحة بأن قرار الحسم العسكري قد اتخذ فعلاً.
- مغادرتهما السريعة لمأرب بصورة أوحت أن الزيارة دعائية ومعايدة للجنود، ورفع معنويات، وضغط نفسي للخصم، ورسائل غير مباشرة للأمم المتحدة، وكان المفترض بقاؤهما في مارب للإشراف المباشر على الترتيبات النهائية للعملية، أو على الأقل عودة هادي إلى الرياض وبقاء علي محسن في مأرب، لكن عودة الرجلين معاً إلى الرياض ترجح بقاء الوضع كما هو.
 
- تركيز هادي في خطابه على مفاوضات الكويت وانتقاد الموقف الأممي، يشير إلى أن الهدف الرئيس من الزيارة إلى مأرب، هو محاولة التأثير على موقف الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن ورؤيتها للتسوية المقترحة للأزمة، ومن ثمّ إحداث تعديل جزئي في بنود خارطة الطريق قبل استئناف المفاوضات في الكويت.
 
- ربما أراد نظام بن سلمان من دفع هادي للإدلاء بتصريحات مناهضة للسلام ومؤيدة لمواصلة الحرب، إظهار قرار مواصلة الحرب على أنه قرار حكومة هادي ولم يعد قراراً سعودياً، الأمر الذي يعزز من فرص الرياض في وقف الحرب على حدودها، وفي الوقت ذاته استمرار الحرب الأهلية لفترة طويلة تؤدي إلى استنزاف وإنهاك جميع الأطراف اليمنية لدرجة تكون معها قادرة على احتوائها مستقبلاً مع ضمان انتهاء قدرة أي من تلك القوى تشكيل تهديد لأمن السعودية ونفوذها لعقود من الزمن.
 
* عبدالعزيز ظافر معياد، كاتب وباحث من اليمن
  اقرأ أيضاً للكاتب: