اليمني خسر 3 أشهر.. النزاعات والحروب تخفض متوسط الأعمار في العالم العربي

أشارت دراسة حديثة إلى أن مواطني اليمن وتونس ومصر خسروا نحو 3 أشهر من متوسط أعمارهم بين عامي 2010 و2013، وأنه انخفض بنحو 6 سنوات في سوريا، وأن الأزمات أدت إلى تدهور الصحة في سوريا وليبيا واليمن ودول أخرى.

(أ ف ب) أظهرت دراسة نشرت يوم الخميس (25 أغسطس/ آب 2016) أن النزاع والحروب الأهلية التي اندلعت في منطقة الشرق الأوسط منذ بدء "الربيع العربي" في العام 2010 أدت إلى خفض متوسط الأعمار وإلحاق أضرار بصحة المواطنين.

ورأى باحثون أن المواطنين في اليمن وتونس ومصر خسروا قرابة ثلاثة أشهر من متوسط الأعمار بين عامي 2010 و2013 مع تدهور الظروف التي هددت المكتسبات في القطاع الصحي التي تحققت في العقدين السابقين.

وقال الباحثون في الدراسة التي نشرتها صحيفة "ذي لانست غلوبال هيلث" أنه في سوريا -التي تشهد نزاعا خلف أكثر من 290 ألف قتيل وتسبب بنزوح الملايين منذ آذار/مارس 2011- انخفض متوسط الأعمار بما يصل إلى ست سنوات. وكان الرجال في سوريا يعيشون عادة إلى ما يصل 75 عاما قبل النزاع، وبحلول عام 2013 تراجع هذا المعدل إلى 69 عاما.

وبالنسبة للنساء فان التراجع كان من 80 عاما إلى 75 في الفترة نفسها. وقال معد الدراسة الأساسي علي مقداد الأستاذ في معهد مقاييس الصحة والتقييم في جامعة واشنطن إن "النزاعات الأخيرة دمرت البنى التحتية الأساسية في عدد من الدول".

وأضاف: "نتيجة لذلك يواجه ملايين الأشخاص نقصا كبيرا في المياه وظروفا صحية صعبة تؤدي إلى ظهور أوبئة". وأفادت الدراسة أيضا بأن معدل الوفيات لدى الأطفال ارتفع أيضا في بعض الدول.

وأوضحت الدراسة أن أسوأ وضع سجل في سوريا، حيث تراجعت وفيات الأطفال بمتوسط سنوي بلغ 6% بين عامي 2000 و 2010، وتلا ذلك ارتفاع في الوفيات بأكثر من 9% سنويا بين 2010 و 2013. وحذر الباحثون بأن الظروف الصحية تدهورت بشكل إضافي منذ ذلك الحين ليس فقط في سوريا وإنما في ليبيا واليمن ولبنان وأفغانستان والعراق والصومال أيضا.

وقال مقداد في بيان إن "الربيع العربي تحول الى حروب معقدة". وأضاف: "مع تزايد عدد السكان والشيخوخة، هذه النزاعات المستمرة أدت إلى زيادة عبء الأمراض المزمنة والإصابات بشكل دراماتيكي". وأوضح أن العديد من الأطباء والممرضين غادروا إلى مناطق أكثر أمانا، ما زاد من الصعوبات التي يواجهها القطاع الصحي.