تقرير بنتائج استطلاع جديد أجرته منظمة أوكسفام في اليمن

كشفت نتائج استطلاع أجرته منظمة أوكسفام مع ألف شخص نزحوا من منازلهم، أن ثلاثة أرباع من الأشخاص قالوا بأنهم أجبروا على الفرار جراء الغارات الجوية، وقال واحد من كل خمسة أشخاص بأن منازلهم تعرضت للتدمير. كما وأن الملايين ممن لا يستطيعون العودة إلى منازلهم يواجهون البطالة والديون المتفاقمة بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية. 
 
وحذرت منظمة أوكسفام في تقرير جديد نشر يوم الأربعاء 21 سبتمبر/ ايلول 2016 بأن الـ ١٨ شهر من الحرب دفعت دولة اليمن إلى حافة الكارثة وجعلت الملايين من الافراد بدون وسائل لابقائهم على قيد الحياة.
 
وأفاد ما يقرب من ثلثي الأشخاص المستطلعة آرائهم بأن أفراد من عائلاتهم قد تعرضوا إما للإصابة أو للقتل نتيجة للإقتتال. فمنذ بداية الصراع المشتعل منذ شهر مارس ٢٠١٥، قتل أكثر من ٣٧٩٩ شخص من المدنيين وجرح أكثر من ٦٧١١ بسبب الغارات الجوية والقتال المسلح و القصف العشوائي. كما أن عدد الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من منازلهم وصل إلى أكثر من ثلاثة ملايين. ويذكر أن أكثر من ٨٠ بالمائة من إجمالي عدد السكان هم بحاجة إلى مساعدات إغاثية عاجلة من أجل البقاء.
 
وقال سجاد محمد ساجد، مدير مكتب منظمة أوكسفام في اليمن بأن "الـ ١٨ شهراً من الحرب قد دمرت حياة الملايين من اليمنيين وجعلت أكثر من عشرين مليون شخص في حاجة إلى المساعدات لازمة من أجل ابقائهم على قيد الحياة وتركت أكثر من نصف سكان البلاد يذهبون كل ليلة إلى النوم جائعين. لا ينبغي على العالم أن يستمر بغض ابصارهم عن الأشخاص الأكثر ضعفاً في العالم الذين مازالوا يدفعون الثمن الأكبر في هذا الصراع الوحشي".
 
وأضاف سجاد بأنه "ينبغي على القوى العالمية أن تركز جهودها للدفع قدما بعملية السلام وتقديم الإغاثة الإنسانية الفورية لعون الملايين من الأشخاص الذين يقفون على حافة المجاعة". فالأشخاص الذين يحاولون العودة إلى منازلهم وجدوا في طريق عودتهم ذخائر غير متفجرة مدارس ومصانع ومراكز صحية مدمرة ما يجعل إمكانيات إعادة بناء حياتهم شبه مستحيلة. فمع أنهيار الإقتصاد في البلاد، فإن واحدة من كل أربع شركات أغلقت أبوابها وأن ٧٠ بالمئة من القوي العاملة قد تم تسريحهم. بيد أن الإقتتال الدائر قد تسبب بأضرار مادية وصلت قيمتها إلى سبع مليارات دولار وخسائر أقتصادية بلغت ١٢مليار دولار.
 
كما وخلص تقرير منظمة أوكسفام بأنه مع القليل من الأمل في المستقبل، يقوم الرجال بالإلتحاق إلى الجماعات المسلحة وتجبر الفتيات وبشكل متزايد على الزواج وأن معدلات الجريمة والاضطرابات المجتمعية في تصاعد. فسوء الاوضاع في اليمن يقود البلاد لمزيد من عدم الإستقرار وتقلص الآمال إلى التوصل لسلام دائم. تدعو منظمة أوكسفام جميع الأطراف المتنازعة إلى التوصل لحل سياسي ولوقف أعمال العنف ولوضع حد لسفك الدماء.