روسيا تملي شروطها: بوتين يأمر بتعليق اتفاقية البلوتونيوم مع أمريكا

في مؤشر على تصاعد الخلافات مع واشنطن وفيما قررت الأخيرة تعليق التعاون مع موسكو في سوريا أمر الرئيس الروسي بتعليق الاتفاق مع الولايات المتحدة حول معالجة البلوتونيوم، وأعرب البيت الأبيض عن "خيبة أمل" قائلا إن الخطوة تزيد في عزلة روسيا، لكن سيرجي لافروف قال إن الإجراء اضطراري ضد منطق القوة والإنذارات التي تتعامل به واشنطن.

أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الإثنين 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 بتعليق العمل مع الولايات المتحدة باتفاقية البلوتونيوم. وبحسب الإعلان الروسي يجب على واشنطن تلبية شروك تضعها موسكو للعودة إلى العمل بالاتفاقية من بينها وعلى رأسها رفع العقوبات ألأمريكية ودفع تعويضات عنها.

وجاء في بيان نشر على الموقع الرسمي للمعلومات القانونية،: "بسبب تغير الظروف بشكل جذري وظهور خطر على الاستقرار الاستراتيجي نتيجة خطوات غير ودية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الاتحاد الروسي، وعجز واشنطن عن تأمين تنفيذها التزاماتها حول معالجة البلوتونيوم العسكري الفائض، وفقا للاتفاقات الدولية، قرر الرئيس الروسي تعليق سريان مفعول الاتفاقية الروسية الأمريكية حول معالجة البلوتونيوم المذكور والتعاون في هذا المجال".

وتشترط روسيا لاستئناف العمل بالاتفاقية مع الولايات المتحدة إلغاء واشنطن العقوبات وفق" قانون ماغنيتسكي" وكل العقوبات الأخرى ضد روسيا، ويتضمن ذلك العقوبات الأمريكية ضد روسيا وفق قانون دعم حرية أوكرانيا في 2014، وكل العقوبات المفروضة ضد الشخصيات والمؤسسات الروسية، ويجب أيضا تقليص المنشآت العسكرية في دول الناتو.

كما تطالب روسيا بالحصول على تعويضات عن كل الخسائر التي سببتها العقوبات والعقوبات المعاكسة، وعلى الولايات المتحدة أن تقدم خطة واضحة ودقيقة عن التخلص الذي لا عودة فيه من البلوتونيوم الذي يقع تحت تأثير الاتفاقية.

خيبة أمل في البيت الأبيض

البيت الأبيض وعلى إثر الإعلان عن القرار الرئاسي الروسي، أعلن أن الولايات المتحدة تشعر "بخيبة أمل".

وقال المتحدث الرسمي إرنست يوم الإثنين للصحفيين إن هذا القرار "يصب في إطار القرارات الأخرى التي تؤدي إلى العزلة الدولية لروسيا"، مشيرا إلى أن "مثل هذه القرارات تتضمن السياسات الروسية في أوكرانيا وفي سوريا."

لكن الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إليزابيث ترودو نفت، أن "تكون هناك صلة بين وقف العمل باتفاقية البلوتونيوم بين واشنطن وموسكو ووقف التعاون بينهما في الشأن السوري"، قائلة "ليس هناك رابط بين المسألتين".

لافروف: إجراء ضد "منطق القوة والإنذارات"

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف علق على القرار الرئاسي المتعلق باتفاقية البلوتونيوم في سياق يشتمل على موقف من التهديدات والإنذارات الأمريكية مؤخرا بشأن سوريا والسجال الكلامي الحاد بين العاصمتين والذي انتهى بإقاف التعاون بينهما في سوريا يوم الإثنين.

وقال لافروف في بيان، أن تعليق الاتفاق مع واشنطن بشأن معالجة البلوتونيوم إجراء اضطراري وإشارة إلى أنها لن تتمكن من التعامل مع روسيا من منطلق القوة وبلغة العقوبات والإنذارات النهائية مع الحفاظ على التعاون مع روسيا في مجالات تخدم مصالح الولايات المتحدة.

وأضاف إن "خطوات واشنطن غير الودية تؤدي إلى تغيير الوضع في مجال الاستقرار الاستراتيجي والحد من فرص تقليص الأسلحة النووية".