البيت الأبيض: على السعودية القبول بوقف غير مشروط للقتال في اليمن

في تزامن لافت مع الإعلان البريطاني عن طرح مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار في اليمن واستئناف العملية السياسية، مسئولون أمريكيون في البيت الأبيض شددوا على ضرورة وقف الرياض حملتها الجوية في اليمن وتوقف المساعدات الأمريكية على هذا الشرط وتمييزه عن حجة الدفاع عن حدودها مع اليمن.

مع تكثيف إدارة أوباما جهودها لتنأى بنفسها عن حملة قصف دامية، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن المساعدة الأميركية للقوات السعودية ستعتمد على وقف إطلاق النار في اليمن، حسب ما نقلته (الخميس 13 أكتوب/تشرين الاول 2016) عن مسؤولين في البيت الأبيض.

وأشارت الصحيفة، أن البيت الأبيض يرغب في "الابتعاد" عن حملة القصف التي يشنها التحالف بقيادة السعودية في اليمن، خاصة بعد قصف مجلس عزاء في العاصمة صنعاء وقتل أكثر من 140 شخصاً وإصابة 525 آخرين بجروح، السبت.

وصرح مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، أن استمرار الصراع في اليمن لن يساعد على استمرار الدعم الأميركي، وأن السعودية لابد أن تقبل "بوقف غير مشروط للأعمال العدائية".

وأضاف المسؤول، الذي لم تكشف الصحيفة عن اسمه، أن الإدارة الأميركية أبلغت السعودية أن هناك فرقاً بين "دعم سيادتهم الحدودية، ودعم حملتهم الحربية"، لافتاً إلى أن الحرب في اليمن "لا تتعلق" بأمن السعودية الإقليمي.

وفي علامة على التوتر مع حليفة الشرق الأوسط، أصدر المسؤولون تحذيراً صريحاً إلى المملكة العربية السعودية ويبدأ البيت الابيض مراجعة دعمها العسكري للمملكة.

ولفتت الصحيفة، أن التحذيرات جاءت عقب مجزرة 8 أكتوبر الرهيبة في العاصمة اليمنية صنعاء، والتي أبرزت أن سلسلة الغارات السعودية، على ما يبدو، على أهداف مدنية، ما عمق المخاوف الأمريكية حول تورطها في الحرب التي أسفرت عن مقتل أكثر من 4000 من المدنيين.

مشيرة أن مجزرة 8 أكتوبر الدامية، على ما يبدو أنها ستكون القشة التي سقصم ظهر منتقدي الإدارة تجاه المملكة العربية السعودية بسبب الحملة، التي يعتقد المسئولون الأمريكيون أنها قد تخطت ما هو أبعد من مهمتها الأصلية للدفاع عن حدودها من هجمات الحوثيين إلى التركيز على استهداف المدنيين.

وقال مسؤول كبير في الإدرارة الأمريكية: "نحن نقول للسعوديين إننا مع دعم سلامة أراضيها وسيادتها، لكن حملتهم داخل اليمن شيء آخر، خاصة إذا كانوا غير مستعدين لقبول وقف فوري وغير مشروط للأعمال العدائية التي دعونا إليها". وأضاف: "هذا سيكون من الواضح عاملاً وفقاً لتقديراتنا".