إيران تلوّح بورقة تعويضات الحرب في وجه العبادي

شدد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، على وجوب دفع العراق تعويضات الحرب لإيران. ويتزامن هذا التصريح مع موجة غضب في إيران من موقف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي أكد فيه التزامه بالعقوبات الأميركية على إيران، قبل أن يضطر إلى التراجع تحت ضغط الأحزاب الموالية لها في العراق.
 
وأشار فلاحت بيشه في تصريح لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إسنا”، السبت، إلى أنه لا يمكن تجاهل تعويضات الحرب في العلاقات بين الدولتين، مبينا أن المسؤولين العراقيين لم يرفضوا ذلك بشكل قاطع.
 
ولفت إلى أن إنتاج العراق من النفط أكثر من إنتاج إيران، وأن “العراق يجني الكثير من المال من بيع النفط، لذا فإن لديه القدرة على الإيفاء بدين التعويضات. وهو يدفع دينه للكويت بموجب التزام دولي”.
 
والأسبوع الماضي، أشار النائب الإصلاحي محمود صادقي، إلى أن العراق مدين لإيران بقيمة 1.1 تريليون دولار كتعويضات وخسائر حربي الخليج الأولى (1980-1988) والثانية (1990-1991).
 
ويقول مراقبون إن هذه التصريحات تهدف إلى تذكير الساسة العراقيين بأن لإيران أفضالا عليهم، وأنه ليس من حقهم التحرك بما يتعارض مع مصالحها حتى لو تعارضت مع مصالح العراق، حتى لو أدى الأمر إلى التعرض لعقوبات أميركية لو أن العبادي أعلن تحديه عقوبات إدارة الرئيس دونالد ترامب على طهران.
 
وتسيطر إيران عبر وكلائها من الأحزاب الدينية على المشهد العراقي، وهذا ما تفسره الضغوط التي دفعت العبادي إلى التراجع عن تصريحات سابقة أعلن فيها عن التزامه بتنفيذ العقوبات على إيران.
 
وقال العبادي “لا نتعاطف مع العقوبات ولا نتفاعل معها لأنها خطأ استراتيجي لكننا نلتزم بها”.
 
ويحاول العبادي استرضاء إيران والأحزاب الحليفة على أمل دعمه في الاستمرار في رئاسة الوزراء، لكن مؤشرات كثيرة تؤكد أن طهران تعمل على منعه من ولاية ثانية في ضوء اتهامات موجهة له بمهادنة الولايات المتحدة.
 
وقال مجتبى الحسيني ممثل آية الله علي خامنئي في العراق، معلقا على موقف العبادي “نأسف لموقفه هذا (…) إنه يعبر عن انهزامه تجاه أميركا” كما أنه “لا يتلاءم مع الروح العراقية التي قدمت بطولات كبيرة في مقارعة داعش المدعوم من قبل أميركا”.