لهذه الأسباب اعتمدت إيران "حزب الله" حلقة وصل ومساندة للحوثيين في الحرب الدائرة باليمن

مع دعم إيران وحزب الله للحوثيين والخطابات التلفزيونية للأمين العام للحزب حسن نصر الله، الداعمة للحوثيين، واللقاء الأخير الذي جمع وفد الحوثيين بنصر الله في بيروت، والفعاليات التي يقيمها الحوثيون تمجيداً لحزب الله - لم يعد السؤال: هل يدعم حزب الله الحوثيين؟ بل كيف يدعم حزب الله الحوثيين؟ وهل يمر كل ما تقدمه إيران للحوثيين عبر حزب الله؟

أكدت مصادر استخباراتية يمنية لوكالة "خبر"، أن الأموال التي تصل إلى اليمن من إيران تمر عبر حزب الله، الذي بدوره يقوم بتحويل المبالغ عبر شركات صرافة يمنية ولبنانية وليس عبر البنوك.

وازدادت محلات الصرافة في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي، في ظل الوضع المزري الذي يعيشه المواطنون تحت سلطة الاحتلال الحوثي.

وأشارت المصادر لوكالة "خبر"، أن إيران تعتمد على حزب الله كحلقة وصل ومساندة للحوثيين في الحرب الدائرة باليمن، لعدة أسباب، أبرزها نظرة الحوثيين اليمنيين لحزب الله كمقاوم وضمن محور الممانعة، كما أن الحزب يحتضن قيادات الجماعة الموجودة خارج البلاد، إلى جانب وسائل إعلامها في لبنان".

وتتواصل الأدلة لتكشف أكثر وأكثر عن دعم مليشيا حزب الله اللبناني لمليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران في اليمن، ويقابل كل هذا الدعم بتجاهل مريب للأمم المتحدة، رغم معرفتها.

القيادي في مليشيا الحوثي عبدالملك العجري، نشر صورة تجمعه وعدداً من قيادات مليشيا الحوثي مع الإرهابي حسن نصر الله زعيم حزب الله الذي صنفه المجتمع الدولي تنظيماً إرهابياً.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مليشيا "حزب الله" أن نصر الله التقى الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام، لبحث آخر تطورات الحرب في اليمن.

وجاء اللقاء في ضوء اشتداد الخناق علی مليشيات الحوثي في مختلف الجبهات، وتسارع تساقط المناطق التي تحت سيطرتها بعد تلقيها هزائم ثقيلة ومدوية سيما في جبهة الساحل الغربي.

وفي تصريح خاص لوكالة "خبر" قال كبير خبراء مؤسسة "جيمس تاون" الأمريكية، مايكل هورتن، "إن الجميع يعلم أن هناك علاقة بين الاثنين (الحوثيين وإيران)، وتتكشف العلاقة كل يوم أكثر. للأسف، أصبح اليمن بيدقاً في لعبة سياسية عالمية".

وأضاف هورتن، "نأمل حقاً أن تأتي المفاوضات المزمعة في سبتمبر ثمارها، فالكل يعلم كم من الوقت يمكن أن تستمر هذه الحرب، إذا تم الاعتماد على الحلول العسكرية فقط".

من جهتها علقت السفارة اليمنية في أمريكا، مساء السبت، على زيارة وفد من جماعة الحوثي ولقائهم بالأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، واصفة ذلك بأنه "دليل على دور حزب الله المزعزع باليمن."

جاء ذلك في تغريدة للسفارة اليمنية على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، حيث قالت: "زيارة الحوثي الأخيرة لزعيم حزب الله، دليل آخر دامغ يضاف على الأدلة الكثيرة الأخرى لدور حزب الله المزعزع للاستقرار في اليمن ودعمهم للحوثيين، وتأتي هذه الزيارة قبل أسبوعين من جولة محادثات سلام جديدة في جنيف".

من جانبه، علق وزير الشؤون الخارجية لدولة الإمارات، الدكتور أنور قرقاش، على لقاء جمع زعيم حزب الله حسن نصر الله، وقيادات من الحوثيين، قائلا: "كيف تتسق سياسة النأي بالنفس والتي يحتاجها لبنان لتوازنه السياسي والاقتصادي وموقعه العربي والدولي مع استقبال حسن نصر الله لوفد من المتمردين الحوثيين؟".

وأضاف قرقاش، في تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" - رصدتها وكالة "خبر": "سؤال نتمنى من لبنان أن يتعامل معه".

وشدد قرقاش على أن "أزمة اليمن وحربها من الأولويات التي ترتبط جوهريا بمستقبل أمن الخليج العربي واستقراره وليست بالموضوع الثانوي لنا".

وقال، "فِي هذا السياق لا يمكن للبنان أن يكون محطة لوجستية أو سياسية للحوثي وتجاهل التعامل مع الموضوع سيفاقم تداعياته".

وقال السفير السعودي، في سلسلة تغريدات على تويتر، الخميس، إن "‏المملكة لن تسمح للحوثي أن يصبح حزب الله آخر، وهذا ما يسعى له النظام الإيراني حيث يقوم بالإضافة إلى تهريب الأسلحة والصواريخ بدعمهم بمدربين من ما يسمى بحزب الله لمد الحوثيين بالخبرات لاستكمال حربهم على الشعب اليمني".

وأرفق الأمير خالد بن سلمان تغريداته بمقاطع فيديو كانت قوات التحالف العربي قد حصلت عليها سابقا في اليمن، وتثبت قيام حزب الله بتدريب ميليشيا الحوثي، على كيفية استخدام السيارات المدنية والخدمية العامة في تهريب المقاتلين، مما يثبت الصلة المباشرة بين الحوثيين وحزب الله برعاية إيران.

ووفقاً لتأكيدات دورية "انتليجنس اونلاين" الاستخباراتية الفرنسية، فإن القيادي في حزب الله ناصر أخضر، هو المسؤول الأول عن الملف اليمني وهو إحدى حلقات الوصل مع إيران أيضاً، حيث إن مسؤولي إدارة الملف اليمني في طهران يتشاركون المعلومات والقرارات مع "أخضر" وسفارة طهران في صنعاء وشخصيات استشارية يمنية تقدم دراسات ومقترحات للجانب الإيراني.

ووفقاً للدورية، فإن هذه المنظومة تصدر قرارات دعم المنظمات ومرتبات المشايخ القبليين والدينيين والناشطين والوسائل الإعلامية وحتى السياسة الإعلامية، وتحديثها وفقاً لمستجدات الميدان، بالإضافة إلى تخطيط الفعاليات الشعبية والجماهيرية على مستوى الداخل اليمني.

ويشغل "أخضر"، المعروف بـ"أبو مصطفى"، منصب الأمين العام لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية وهي منظمة إيرانية تدير كل الوسائل الشيعية إيرانياً وعربياً، كما أنه يدير بصفة مباشرة قناة "الساحات" التي تمولها طهران وتبث من لبنان إلى جوار قناة "المسيرة"، الناطقة باسم مليشيا الحوثي.

ولعب "أخضر" وحزب الله الدور الأساسي في ترتيب عمل هذه الأحزاب والمنظمات وتدريب طواقم الوسائل الإعلامية، وكذلك عقد اجتماعات مع ناشطين وسياسيين يمنيين في بيروت.

كما أصبحت لبنان مقراً دائماً للماكينة الإعلامية للمليشيا الحوثية التي تبث من بيروت، وتتلقى تدريبات في مركز الاتحاد للتدريب الإعلامي، التابع لما يسمى باتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية.

ويبدأ البناء الفكري والعسكري من استقطاب شباب يمنيين في مخيمات لشباب الصحوة الإسلامية على مدار السنوات الماضية، وهي مخيمات كشفية تتضمن تدريبات عسكرية وأمنية تقام بالضاحية الجنوبية، وفقاً لمصدر يمني.

المصدر أوضح أن التدريب الأمني لا يقتصر على لبنان، فهناك العراق تُسير إليه مجموعات، وهناك دورات متقدمة في إيران طائرة إلى العراق ومنها إلى إيران، حيث تتولى مؤسسات التنسيق والتسفير بين اليمن والعراق ولبنان وإيران، فهناك أفواج تسير على شكل مجموعات يتراوح عددها بين 20 و30 فرداً، ومعظم هذه المؤسسات تقوم على أساس ديني بمرجعية شيعية.

ويوفر حزب الله محطة العبور إلى إيران من خلال تسهيل الدخول إلى لبنان وسوريا، حيث يقول صحفي يمني سافر ضمن مجموعة من السياسيين والناشطين إلى إيران، إن السفر عبر لبنان وسوريا إلى إيران يتم دون ختم تأشيرة على الجواز، كي لا يتم لفت الانتباه أثناء العودة.