حين يلتقي صحافي بخاطفه الداعشي.. قصة لقاء سفاحي البيتلز

على الرغم من رفض مسؤولين أكراد الكشف عن تفاصيل إضافية حول عنصرين من خلية "البيتلز" المحتجزين لديهم في مناطق نفوذهم شمال سوريا، تمكنت "العربية.نت" من الحصول على معلومات جديدة عن هذين العنصرين اللذينِ كانا ضمن خليةٍ اشتهرت بقتل وتعذيب الرهائن الأجانب وإعدام صحافيين غربيين في سوريا والعراق ضمن صفوف تنظيم "داعش" في وقت سابق.

وتمكنت "العربية.نت" من مقابلة صحافي كُردي يعمل على أفلامٍ وثائقية لصالح تلفزيون "بي بي سي"، وهو آخر من قابل عنصرين من خلية البيتلز المعتقلين لدى مقاتلين أكراد في سوريا.

وقال الصحافي جوان عبدي لـ"العربية.نت": "لقد قابلتهما في مدينة كوباني شمال البلاد، وهما يتعرضان لمراقبة أمنيّة شديدة للغاية من قبل قوى الأمن الداخلي" المعروفة كُردياً بـ"الآسايش".

وكشف عبدي أن "بعض أسرى التنظيم المعتقلين لدى الأكراد تواصلوا مع ذويهم، ولكن هذين العنصرين لم يسمح لهما بالتواصل مع ذويهما أو استخدام الهاتف وخدمة الإنترنت".

وتابع: "جلستُ معهما نحو ساعتين ونصف الساعة، وهما يرفضان الكشف عن دورهما في صفوف التنظيم، لكنهما يعترفان بانتسابهما لصفوفه وينفيان في الوقت ذاته ارتكابهما جرائم بشعة".

ونقل عبدي عنهما أن "عنصري "البيتلز" يطالبان بمحاكمة في دولةٍ إسلامية ويرفضان البقاء في سجون الأكراد، كما أنهما يفضلان سجون النظام السوري على سجونهم" ويربط عبدي ذلك بنظرتهما الدينية للأكراد، حيث يصفونهم بـ"الملاحدة".

صدمة اللقاء

ويُتهم هذان العنصران بتعذيب صحافي إسباني قضى عدّة أشهر في الاعتقال لدى التنظيم قبل أن يتم الإفراج عنه لاحقاً.

وكان عبدي قد قابل عنصري "البيتلز" في بداية الأمر، وبعد نحو ساعة فاجأهما بدخول الصحافي الإسباني الذي يتهمهما بتعذيبه، حيث كان رفقة عبدي في ذلك اللقاء.

وقال عبدي عن ذلك: "لقد شعر كلاهما بالصدمة حقاً حين قابلهما الإسباني وجهاً لوجه، وبدت ملامحهما تتغير كما لو أنهما قد قاما بتعذيبه بالفعل".

وأضاف: "كذلك رفض الاثنان الإجابة عن أسئلته حين أخبرهما أنه مصور صحافي، وطلبا إلغاء المقابلة بعدما رميا ميكروفون الكاميرا التي كانت تسجل لقاءنا بهما بعيداً".

وبدوره، تهرّب الصحافي الإسباني ريكاردو فيلانوفا من التعليق على هذا اللقاء، وقال لـ"العربية.نت" إن "اختطافي من قبل داعش قضية شخصية لا أود الحديث عنها للإعلام".

وأضاف: "قررت الذهاب مؤخراً للقاء عنصرين من البيتلز في كوباني وذلك لإثراء كتاب أقوم بكتابته عن داعش في سوريا وليبيا والعراق منذ العام 2011 وصولاً إلى العام 2018، حيث أرفقته بصورٍ حصرية عن التنظيم في الدول الثلاث".

ولفت الإسباني إلى أنه "لا يعتبر مرحلة اختطافه مسألة شخصية، لذلك نادراً ما يتذكر تلك المرحلة من حياته".

اختطفوه مرتين

وكان الإسباني الذي يعمل في الأصل كمصورٍ صحافي، قد اختطف من قبل التنظيم مرتين، الأولى في أطراف مدينة حلب، ودام ذلك لأسبوعين تقريباً، بينما الثانية كانت في دير الزور واستغرقت عدّة شهور.

وتمنع القوات الكُردية عنصري البيتلز من متابعة الأخبار أو استخدام وسائل الاتصال، في الوقت الذي تسمح فيه لبعض مقاتلي "داعش" المعتقلين لديها بالتواصل مع عائلاتهم.

وكان كلا العنصرين اللذين أسقطت بريطانيا جنسيتها عنهما، قد تزوجا من امرأتين سوريتين وأنجبا منهما أطفالاً أيضاً.

ولا تحدد قوى الأمن الداخلي مكان اعتقالهما بالتحديد، لكن مصادر أمنية قالت لـ"العربية.نت" إنهما "محتجزان في معتقلٍ انفرادي يقع ضمن محيط مدينة كوباني" وقد خضعا للتحقيق والاستجواب من قبل عناصر من مكتب المخابرات الفيدرالي FBI ووكالة الاستخبارات المركزية CIA دون أن تعلن أجهزة الاستخبارات هذه نتائج تحقيقها.

والمعتقلان هما آخر عنصرين في خلية "البيتلز" المكونة من أربعة أفراد. الأول يدعى الكسندا كوتيه (34 عاماً)، بينما الثاني فهو الشافعي الشيخ (29 عاماً) وكلاهما بريطاني، لكن الأول من أصول غينية، والثاني من أصول سودانية. بينما الثالث وكان أشهرهم يعتقد أنه قائدهم ويرجح قتله في غارة للتحالف الدولي بمدينة الرقة في العام 2015، في حين أن الرابع قد سُجن في تركيا العام الماضي.