اعوجاج قدم الطفل للداخل.. اسبابه وعلاجه

بعد ولادة الرضيع، تبدأ الأم في وضعه تحت الملاحظة الشديدة طوال الوقت، لتتأكد أن كل شيء على ما يرام معه، لكن من أكثر يقلق الأم ملاحظتها وجود تقوس في ساق الرضيع، ما يجعلها تخشى أن يستمر هذا العرض مع طفلها مع مرور الوقت، فإذا لاحظتِ هذا التقوس على طفلكِ الرضيع، تعرفي معنا متى يكون طبيعيًّا ومتى يكون خطرًا عليه؟

في البداية، أغلب الرضع يولدون بتقوس في الساق تتفاوت نسبته من طفلٍ لآخر، نتيجة لنمو الطفل في مكان ضيق جدًّا داخل رحم الأم في وقتٍ تكون فيه عظام الجنين لينة، الأمر الذي يجعل عظام الساق تتشكل بالوضع الذي يأخذه الجنين داخل الرحم.

وأفادت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال، أن إعوجاج القدم للداخل لدى الأطفال يعد من الحالات الشائعة، التي عادةً ما تختفي مع نمو الطفل.

وأوضحت الرابطة الألمانية، أن قدم الطفل في هذه الحالة تكون متجهة إلى الداخل، جهة الرجل الأخرى، أثناء المشي بدلاً من الاتجاه الى الأمام. وأكد الأطباء الألمان أن هذه الحالة لا تستدعي القلق أو الذهاب إلى الطبيب، إلا في حال شعور الطفل بألم أو تضرر من المشي، أو تعثر متكرر أثناء المشي، أو استمرار اعوجاج القدم للداخل لما بعد السنة التاسعة من عمر الطفل.

وتظهر مشكلة اعوجاج القدم للداخل لدى الرضع أيضاً، ولكنها في الغالب ما تنتهي بشكل سريع، ويكون سبب ذلك في كثير من الأحيان التواء عظم الساق إلى الداخل، والتي تختفي أيضاً مع الوقت.

وفي معظم الحالات، تتسبب عظم الفخذ الملتوية للداخل في المشي بشكل لافت للأنظار، وهنا يفضل جلوس الطفل على قدمين مثنيتين للخارج، ولا يتم اللجوء إلى الإجراءات الجراحية التصحيحية إلا في بعض الحالات الاستثنائية.

لكن بمرور عدة أشهر بعد الولادة تصبح أرجل الطفل أقوى، وستلاحظين أن نسبة التقوس بدأت تقل تدريجيًّا، خاصةً مع بدء تعلم طفلك الوقوف بمفرده والمشي أيضًا، حيث يرتكز بثقل جسمه على ركبتيه وساقيه، الأمر الذي يجعل ساقيه وقدميه أكثر قوةً وصلابةً، وبمضي عامه الأول أو الثاني ستأخذ سيقانه شكلهما الطبيعي ويختفي التقوس.

متى يصبح تقوس الساق خطرًا على الطفل؟

إذا وصل طفلكِ لعامه الثالث دون أي تغير أو تحسن ملحوظ في تقوس الساق.
إذا كان طفلكِ يشعر بألم في ركبتيه أو ساقيه، كلما حاول المشي أو الوقوف، وربما تلاحظين أنه يرفض كثيرًا المحاولة لإحساسه بالألم.
إذا كان شكل التقوس في الساق حادًّا وملحوظًا.
ظهور احمرار أو تورم في ركبتي طفلكِ أو قدميه.
إذا كان طفلكِ يعاني من التصاق ركبتيه عند الوقوف أو المشي.
إذا كان طفلكِ يعاني من تقوس في القدم والأصابع بشكل يعوق حركته.

في حال لاحظتِ هذه العلامات على طفلكِ، استشيري طبيب الأطفال فورًا، ليحدد له العلاج المناسب، أو ربما يقرر التدخل الجراحي إذا كانت حالة طفلكِ تستدعي ذلك.

هل يمكن وقاية الطفل من الوصول لدرجة حادة من تقوس الساق؟

نعم وذلك من خلال إعطائهِ 400 وحدة دولية من فيتامين "د" يوميًّا من يوم الولادة، حتى سن 5 سنوات أي 4 نقاط يوميًّا، إضافةً إلى ذلك لا بد من تعرض طفلكِ لأشعة الشمس الصحية قبل الساعة العاشرة صباحًا وبعد الرابعة عصرًا لمدة 15 دقيقة مكشوف الأذرع والأرجل، واهتمي بتقديم الطعام الصحي له الغني بالفيتامينات والكالسيوم والمعادن لتقوية عظامه عندما يحين الوقت المناسب لإدخال الطعام للرضع، بجانب الرضاعة سواءً كانت طبيعية أم صناعية.

وأخيرًا لا تجعلي من حولكِ يشعرونكِ بالقلق والحزن المبالغ حول شكل أرجل طفلكِ، وأعطيه الثقة في نفسه وفي شكل جسمه، وادعميه في محاولاتهِ الأولى للوقوف أو المشي، حتى تطمئني على صحة وسلامة نمو جسمه.