منظمات وناشطون يطالبون بتحقيق دولي في وفاة سجين إيراني

أعلن حقوقيون إيرانيون ومنظمات دولية، في مقدمتها منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، اليوم الخميس، عن بالغ أسفها لما حصل مع الناشط وحيد صيادي نصيري، السجين السياسي في حبس قُم المركزي، حيث أعلنت السلطات عن وفاته، مساء الاربعاء، فيما أعلن نشطاء حقوق الإنسان الإيرانيون أن وفاة نصيري كانت بسبب إهمال سلطات السجن لحالته الصحية، بعد إضرابه عن الطعام منذ منتصف أكتوبر الماضي.
 
وأشار مقربون من صيادي نصيري إلى أن السبب الرئيسي لإضرابه عن الطعام كان الاحتجاج على عدم "الفصل بين قضاياه" التي ينظر بها القضاء الإيراني.
 
من جهتها، دعت المنظمات الحقوقية الإيرانية إلى إرسال وفد دولي لمتابعة الأوضاع المزرية للسجناء الإيرانيين، والتحقيق في وفاة نصيري، وتشكيل رد فعل دولي قوي على وفاة نصيري، وبالتالي إنقاذ سجناء سياسيين آخرين مضربين عن الطعام.
 
وفي هذا السياق، قال محمود أميري مقدم، الناطق الرسمي باسم "منظمة حقوق الإنسان الإيرانية"، إن "إصدار الحكم الظالم بالسجن بحق نصيري بسبب التعبير عن الرأي، والمعاملة غير الإنسانية في السجن، وإهمال السلطات لصحة نصيري، أدى إلى وفاته في السجن. والمسؤول الأول والأخير عن هذا كله هو المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي يجب أن يجيب عن كل التساؤلات التي تتعلق بهذه القضية".
 
يذكر أن السلطات الأمنية كانت قد ألقت القبض على وحيد صيادي نصيري، ثلاث مرات، وكانت آخر مرة في منزله يوم 23 يوليو/تموز الماضي، بسبب نشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي. أما المرات السابقة فكانت باتهامات تتعلق بـ"إهانة المقدسات، وإهانة المرشد الأعلى، والدعاية ضد النظام".
 
ووفقًا لقانون العقوبات الإيراني، فكان على وحيد صيادي نصيري أن يقضي في السجن خمس سنوات، لكن أفرج عنه في مارس/آذار الماضي، قبل أن يتم القبض عليه مرة أخرى في يوليو/تموز الماضي، بتهمة النشاط في الفضاء الافتراضي.
 
وقد أشار أحد رفاق نصيري في السجن إلى أن نصيري أضرب عن الطعام منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي بسبب عدم الفصل بين القضايا والظروف غير الملائمة للسجن، مضيفاً أنه "بعد أيام من إضرابه، حُكم عليه بالسجن أربع سنوات ونصف السنة، بتهمة الدعاية ضد النظام وإهانة المرشد، وقد أضاف صيادي الاعتراض على هذا الحكم الظالم إلى مطالبه".
 
وقد أكد رفاق لنصيري في السجن أن سلطات السجن نقلت نصيري عدة مرات إلى عنابر تضم سجناء جنائيين خطرين.
 
ومن المتعارف عليه في السنوات الأخيرة، أن نقل السجناء السياسيين إلى عنابر السجناء الجنائيين، التي تضم بعض الأشخاص الخطرين، بات من الأساليب التي يتبعها المسؤولون الإيرانيون لتعذيب واضطهاد السجناء السياسيين، وهذا الأمر يضع حياة السجناء السياسيين في خطر، إما بسبب تعرضهم لمخاطر سجناء جنائيين وإما بسبب الإهمال الطبي عند إضرابهم عن الطعام، وربما التعذيب الذي يفضي إلى الموت، على ما ذكره مراقبون للشأن الحقوقي في إيران.