سوريا الديمقراطية: الانسحاب الأمريكي "طعنة في الظهر" وجراهام.. انتصار كبير لداعش وإيران

أعلن البيت الأبيض في بيان رسمي أنه جرى البدء في سحب القوات الأميركية "مع الانتقال إلى "المرحلة التالية" من الحملة ضد تنظيم "داعش".
 
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة "هزمت تنظيم داعش في سوريا"، مشيرا إلى أن "ذلك الهدف كان المبرر الوحيد الذي جعله يحتفظ بقوات أميركية هناك".
 
وقال ترامب على "تويتر"، الأربعاء، مبررا ما تناقلته وسائل إعلام بشأن قرار بسحب القوات الأميركية من سوريا: "لقد هزمنا تنظيم داعش في سوريا، وهذا مبرري الوحيد للوجود هناك خلال رئاسة ترامب".
 
وقالت روسيا ان سحب القوات الأمريكية من سوريا سيفتح آفاقا للتسوية السياسية.
 
خيانة
 
واعتبرت قوات سوريا الديمقراطية قرار الانسحاب الأميركي المفاجئ من شرقي سوريا "طعنة في الظهر وخيانة لدماء آلاف المقاتلين"، في أول تعليق لها على القرار، الأربعاء.
 
ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر وصفها بالموثوقة، أن جهات قيادية في قوات سوريا الديمقراطية "اعتبرت انسحاب القوات الأميركية في حال جرى، خنجرا في ظهر قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردي"، التي سيطرت خلال الأشهر والسنوات الفائتة على أكبر بقعة جغرافية خاضعة لسيطرة تنظيم "داعش"، وهي منطقة شرق الفرات مع منبج.
 
كما وصفت القيادات الانسحاب بـ"الخيانة لدماء آلاف المقاتلين التي نزفت لقتال تنظيم داعش".
 
وأكدت المصادر الكردية أن جهات عليا أميركية أبلغت قيادات رفيعة المستوى من قوات سوريا الديمقراطية، باعتزام واشنطن سحب قواتها من كامل منطقة شرق الفرات ومنبج.
 
وأوضحت هذه المصادر أن الخطوة "تتناقض مع الواقع"، حيث وصلت تعزيزات خلال الـ48 ساعة الأخيرة إلى منطقة شرق الفرات، من وقود ومعدات عسكرية ولوجستية وآليات، كما أن هناك تعزيزات عسكرية وصلت إلى القواعد العسكرية في منبج وحقل العمر.
 
اطار زمني
 
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي، قوله إنه من المتوقع أن يكون الإطار الزمني لسحب القوات الأميركية من سوريا ما بين 60 إلى 100 يوم.
 
وذكر المسؤول أنه "سيتم سحب كل القوات الأميركية عند اكتمال المراحل الأخيرة من آخر عملية ضد تنظيم داعش".
 
وأضاف أنه سيجري إجلاء كل موظفي وزارة الخارجية الأميركية من سوريا خلال 24 ساعة.
 
وعلقت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) على خطط الانسحاب، بالقول إن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها في المنطقة.
 
انتصار كبير لداعش وإيران
 
من جانبه، قال السناتور الجمهوري لينزي جراهام، المدافع الدائم عن الرئيس، إن أي قرار يتخذه الرئيس دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا سيكون ”خطأ“.
 
وقال جراهام في بيان ”الانسحاب الأمريكي في هذا التوقيت سيكون انتصارا كبيرا لتنظيم داعش وإيران وبشار الأسد وروسيا. أخشى أن يؤدي ذلك إلى عواقب مدمرة على أمتنا والمنطقة والعالم بأسره“.
 
وينتشر حاليا نحو ألفي عسكري من القوات الأميركية في هذا البلد. وتعد خطة الانسحاب تحولا مفاجئا للاستراتيجية الأميركية، خاصة بعدما عدل ترامب عن رغبته التي كررها مراراها في وقت مبكر من هذا العام، وقرر الإبقاء على نحو ألفي جندي أميركي منتشرين في سوريا لمحاربة "داعش".
 
وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن القرار يأتي بعد مكالمة هاتفية بين ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، الذي هدد بشن هجوم على وحدات حماية الشعب الكردية، المكون الرئيس لقوات سوريا الديمقراطية، التي تدعمها الولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم "داعش".
 
لكن أنقرة تعد وحدات حماية الشعب الكردية جماعة إرهابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي يخوض تمردا في جنوب شرق تركيا منذ عقود.
 
وكان أردوغان قال الأسبوع الماضي، إن تركيا ستشن عملية جديدة خلال أيام ضد وحدات حماية الشعب، لكنه لم يحدد بعد موعدا لشنها.