إندونيسيون في طوابير طويلة للتعرّف على أقربائهم المفقودين

كاريتا (اندونيسيا) (أ ف ب) - يصطف إندونيسيون يحملون صورا لأقربائهم في طوابير طويلة أمام مشرحة مستشفى، في حين ينتظر آخرون على أحرّ من الجمر نتائح فحوصات الحمض النووي لمعرفة إن تمّ العثور على جثث أهلهم الذين فُقدوا بعد التسونامي الذي ضرب مضيق سوندا.
 
ويقول توباغوس سيسيب (63 عاما) وهو ينتظر بقلق في أحد مستشفيات كاريتا المنكوبة للاطلاع على نتائج فحص يخشى أن يؤكد أن الجثة لابنه "أنا خائف، لكنّني أدعو الله، على أمل أن تكون الأمواج قد جرفت ابني بعيدا وهو لا يزال على قيد الحياة".
 
وهو فقد أثر ابنه، الطالب الجامعي الذي يفترض أن يتخرّج بعد خمسة أشهر، منذ اجتاح التسونامي سواحل جاوة. ولا يزال أربعة من أصدقائه أيضا في عداد المفقودين.
 
ويخبر هذا الرجل الذي لديه 10 أولاد مراسل وكالة فرانس برس "عثروا على جثة وكومة من الأكياس وحذاء ابني. ما زلت أنتظر نتائج فحص الجثة. ونحن لا نعلم بعد إن كانت له".
 
وينتظر آخرون في طوابير حاملين صورا لذويهم تقارنها السلطات بالجثث الموجودة في المشرحة.
 
ويقول ناريانا رئيس قسم شرطة الأدلة الجنائية "نسألهم متى كانت المرة الأخيرة التي رأوا فيها أقرباءهم، وماذا كان هؤلاء يرتدون وإن كانت لديهم علامات تميّزهم تسمح بالتعرف عليهم".
 
وتزداد المهمة صعوبة مع سعي عدة أقارب إلى البحث عن المفقودين عينهم، بحسب ناريانا.
 
كان نور ماسا مع شقيقه البكر على شاطئ جاوة مساء السبت وقت اجتاحته أمواج عاتية. وفقد أثر شقيقه الذي كان حينها يرمي شباك الصيد في البحر.
 
ويقول ماسا (33 عاما) بهدوء لمراسل وكالة فرانس برس "ما زلت آمل أن يتمّ العثور عليه".
 
ويردف "فُقد أثره منذ أربعة أيام".
 
وتعرقل الأمطار جهود فرق الإنقاذ وتسبب صعوبات للناجين الذين يعيشون أصلا في ظروف قاسية إثر التسونامي الذي ضرب مساء السبت من دون سابق إنذار مضيق سوندا الفاصل بين جزيرتي سومطرة وجاوة.
 
وبركان آناك كراماتاو "طفل" بركان كراماتاو الشهير بحسب التعبير المحلي، لا يزال يشهد ثورانا في مضيق سوندا.
 
وشملت آخر حصيلة للضحايا 430 قتيلا و1495 جريحا و159 مفقودا. ومن الممكن أن "ترتفع هذه الحصيلة مع مرور الوقت" ووصول عناصر الإسعاف إلى المناطق النائية.
 
وتم إجلاء نحو 22 ألف شخص، وهم يعيشون حاليا في مراكز إيواء.
 
ويرجّح مسؤولون، استنادا إلى المعلومات المتوفرة، أن يكون ثوران بركان آناك كراكاتاو في مضيق سوندا بين سومطرة وجاوة قد أدى إلى انهيار جزء من الفوهة الذي سقط في الماء وتسبّب بالتسونامي.
 
وبحسب الخبراء، تكوّن آناك كراكاتاو بحدود العام 1928 في كالديرا كراكاتاو، وهو حوض بركاني تشكّل نتيجة ثوران أدى إلى انهيار فوهة بركان كراكاتاو الشهير الذي شهد سنة 1883 انفجارا أودى بحياة 36 ألف شخص.