فرنسا توقف التحقيق في هجوم أشعل حربا أهلية شهدت إبادة جماعية في رواندا

أنهى قضاة فرنسيون تحقيقا استمر سنين في اعتداء قتل فيه الرئيس الرواندي جوفينال هابياريمانا في العام 1994، ونتجت عنه حرب أهلية شهدت إبادة جماعية مروعة تمثلت في قتل نحو 800 ألف شخص غالبيتهم من أقلية التوتسي.
 
أوقف قضاة فرنسيون تحقيقا مستمر منذ سنين في اعتداء قتل فيه الرئيس الرواندي جوفينال هابياريمانا في العام 1994، ما أشعل فتيل حرب أهلية شهدت إبادة جماعية، حسب ما قال مصدر قضائي لوكالة الأنباء الفرنسية الأربعاء.
 
وشكل التحقيق مصدرا رئيسيا للتوتر بين البلدين لا سيما مع اتهام سبعة أشخاص قريبين للرئيس الرواندي بول كاغامي في التحقيق.
 
وقال المحامي فيليبي ميلهاك لوكالة الأنباء الفرنسية إن موكلته أغات أرملة هابياريمانا والمدعين في القضية يقدمون طعنا على القرار بإلغاء التحقيقات.
 
وطلب المحققون الفرنسيون إسقاط التحقيق في تشرين الأول/أكتوبر بسبب عدم وجود أدلة ضد المشتبه بهم السبعة.
 
ورأى محامو أغات هابياريمانا، أرملة الرئيس السابق، أن طلب النيابة العامة "لا يمكن القبول به" و"مسيس إلى حد بعيد".
 
وأدى الهجوم بصاروخ أصاب طائرة هابياريمانا المنتمي لعرقية الهوتو في مطار كيغالي في 6 نيسان/أبريل 1994 إلى أعمال عنف استمرت مئة يوم وأدت إلى مقتل نحو 800 ألف شخص، غالبيتهم من أقلية التوتسي.
 
ويحكم كاغامي البلاد منذ أن أطاحت الجبهة الوطنية الرواندية، حركة التمرد التي كان يقودها، في تموز/يوليو 1994 حكومة المتطرفين الهوتو ووضعت حدا لحملة الإبادة.
 
ولطالما اتهمت كيغالي فرنسا بالتواطؤ في الإبادة الجماعية بدعمها نظام الهوتو، وتدريبها جنود وعناصر الميليشيا الذين قاموا بأعمال القتل.
 
وفتحت فرنسا في العام 1998 التحقيق في الاعتداء بطلب من أقارب ثلاثة فرنسيين من طاقم الطائرة لقوا حتفهم في الاعتداء.
 
وكان أول قاض في التحقيق جان لوي بروغيير يدعم نظرية أن متطرفين من التوتسي ينتمون للجبهة الوطنية الرواندية التي كان يقودها كاغامي أسقطوا الطائرة.
 
لكن التحقيق أغلق لاحقا وتحسنت العلاقات الفرنسية الرواندية وصولا إلى 2014 حين كرر كاغامي اتهام جنود فرنسيين بالتورط في حمام الدم الذي شهدته البلاد.
 
وازداد الأمر سوءا حين قرر القضاء الفرنسي في تشرين الأول/أكتوبر 2016 إعادة فتح التحقيق بالهجوم على الطائرة.
 
وفي سنة 2009، توصلت لجنة تحقيق رواندية إلى أن متطرفين من الهوتو مسؤولون عن اغتيال الرئيس السابق هابياريمانا.
 
وفي 2016، اتهمت اللجنة الوطنية لمكافحة الإبادة 22 ضابطا فرنسيا كبيرا بالتورط في حملة الإبادة.
 
وبين هؤلاء الجنرال جاك لانكساد رئيس الأركان السابق للجيش الفرنسي والجنرال جان كلود لافوركاد قائد قوة "توركواز" التي نشرت في رواندا بتفويض من الأمم المتحدة في 22 حزيران/يونيو 1994.