الشرطة السودانية تستخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين قرب مسجد بأم درمان

استخدمت قوات الأمن السودانية الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية لتفريق متظاهرين تجمعوا في محيط مسجد مدينة أم درمان القريبة من العاصمة الخرطوم بعد صلاة الجمعة. وهتف المحتجون: "سلمية، سلمية".
 
استخدمت قوات الأمن السودانية الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية لتفريق متظاهرين خرجوا في احتجاجات شعبية بمدينة أم درمان بعد صلاة الجمعة للتنديد بارتفاع أسعار الخبز والوقود.
 
وقال شاهد عيان "إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على المجموعة (ما بين 300 و400 شخص) التي تجمهرت في أم درمان القريبة من العاصمة الخرطوم بينما كان الناس يغادرون المسجد ويهتفون "سلمية، سلمية".
 
كما أحاطت قوات الأمن بالميدان المحيط للمسجد مستخدمة حوالي 30 سيارة لمنع اتساع دائرة الاحتجاجات الشعبية المنددة بارتفاع مستوى المعيشة. واستبقت السلطات السودانية هذه التظاهرات باعتقال بعض القياديين المعارضين لسياسة الرئيس عمر البشير.
 
وقالت لجنة من منظمات المجتمع المدني السوداني: "إن السلطات داهمت اجتماعا لزعماء المعارضة في الخرطوم واعتقلوا تسعة، من بينهم صديق يوسف الزعيم البارز في الحزب الشيوعي السوداني وقياديين آخرين من حزب البعث والحزب الناصري بقيادة سيد عبد الغني".
 
بالإضافة إلى ذلك، قامت السلطات بتوقيف قادة في أبرز تحالفين للمعارضة هما "نداء السودان" وقوى "الإجماع الوطني".
 
النظام السوداني يواجه الاحتجاجات بالقمع والقوة
 
ويعيش السودان منذ 10 أيام على وقع احتجاجات شعبية تمس العديد من مدن البلاد، تنديدا بارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية مثل الخبز والوقود فضلا عن مشكل نقص السيولة.
 
وواجه النظام السوداني هذه التظاهرات بالقوة، ما أدى إلى مقتل 19 شخصا لغاية الآن بينهم اثنان من قوات الأمن، وإصابة 219 متظاهرا بجروح متفاوتة الخطورة، حسب وزير الإعلام بشارة جمعة أرو.
 
سياسيا، الحدث الأبرز الذي عرفه السودان الخميس هو قبول رئيس البرلمان إبراهيم أحمد عمر طلب المعارضة المتعلق باستدعاء وزير الداخلية أحمد بلال عثمان إلى البرلمان لمساءلته بشأن العنف الذي استخدم ضد المتظاهرين. كما فتحت النيابة العامة تحقيقا لتحديد من أطلق النار على المحتجين.
 
مصر تعلن تضامنها مع النظام السوداني
 
وطالت الاحتجاجات ضد ارتفاع أسعار الخبز والوقود 13 ولاية ووصلت إلى العاصمة الخرطوم، حيث نظم متظاهرون وقفة احتجاجية أمام مقر الرئاسة وأحرقوا مكاتب للرئيس البشير، ما جعل قوات الأمن تتدخل لتفرقتهم مستخدمة الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية.
 
وللحيلولة دون توسع دائرة الاحتجاج، قررت السلطات تعليق الدراسة في الجامعات لمنع الطلاب من المشاركة في المسيرات، فيما فرض حظر التجوال من السادسة مساء لغاية السادسة صباحا.
 
وتأتي هذه الإجراءات في وقت أعربت فيه مصر عن دعمها للخرطوم معلنة "عن استعدادها لتقديم الدعم والمساندة وفق رؤية الحكومة السودانية وسياساتها".
 
46 بالمئة من سكان السودان فقراء
 
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي قام بزيارة إلى الخرطوم الخميس التقى خلالها الرئيس عمر البشير إن "مصر تثق في أن السودان سيتجاوز الظروف الحالية"، مضيفا أن "مصر دائما على استعداد لتقديم الدعم والمساندة للسودان وفق رؤية الحكومة السودانية وسياساتها"، مضيفا أن "أمن واستقرار السودان من أمن واستقرار مصر".
 
ويشهد السودان صعوبات اقتصادية متزايدة مع بلوغ نسبة التضخم نحو 70 في المئة وتراجع سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار الأمريكي وبقية العملات الأجنبية.
 
ويعاني 46% من سكان السودان من الفقر، وفق تقرير أصدرته الأمم المتحدة في 2016.
 
وكانت الاضطرابات قد أدت إلى استقالة رئيس دائرة الصحة في الولاية الشمالية عبد الرؤوف غرناس، وهي الاستقالة الوحيدة لمسؤول سياسي سوداني منذ بدء احتجاجات الخبز والوقود.