كوبا تحتفل بالذكرى الستين لثورتها في خضم معركة جديدة للتغيير

تحيي كوبا الثلاثاء الذكري الستين لثورتها في أجواء احتفالية يشارك فيها الرئيس السابق راؤول كاسترو، حيث يلقي كلمة من أمام مقبرة شقيقه "أبو الثورة الكوبية" فيدل كاسترو. وبعد ستة عقود من ثورتها، تشهد كوبا حاليا مرحلة جديدة من التغيير، تسعى من خلالها السلطات إلى إنقاذ البلاد من أزمة اقتصادية حادة، ولكن مع التأكيد على تمسكها بالنهج الاشتراكي.
 
تحتفل كوبا الثلاثاء بالذكرى الستين لثورتها في أجواء احتفالية تنطلق من مدينة سانتياغو دي كوبا جنوب شرق البلاد، حيث يلقي الرئيس السابق راؤول كاسترو كلمة من أمام المقبرة التي دفن فيها شقيقه "أبو الثورة الكوبية" فيدل كاسترو.
 
وتأتي احتفالات الذكرى الستين في ظل محاولة هافانا للسير في إصلاحات تنقذ هذه الجزيرة الاشتراكية من الغرق في أزمة اقتصادية.
 
رياح التغيير
 
في الكواليس، رياح تغيير قوية تعصف بالجزيرة، ولو كان الرئيس السابق راؤول كاسترو باقيا على رأس الحزب الشيوعي حتى عام 2021 كما هو متوقع.
 
ومع مواجهتها لصعوبات اقتصادية خطرة، ستطرح السلطات الكوبية للاستفتاء في 24 شباط/فبراير المقبل دستوراً جديداً يعترف بالملكية الخاصة والسوق والاستثمار الخارجي.
 
ورغم الإصلاحات، تعد السلطات بأن كوبا لن تعود "أبداً" إلى الرأسمالية، فالنص الدستوري الجديد يؤكد أن الهدف هو تحقيق "مجتمع شيوعي" ويصادق على أن الحزب الشيوعي الكوبي هو الحزب "الأوحد" للبلاد.
 
معركة الاقتصاد
 
يرى الرئيس ميغيل كانيل-دياز أن المعركة "الأهم اليوم هي في الاقتصاد". وتناهز نسبة النمو الاقتصادي الآن في كوربا واحدا في المئة، غير كافية لتأمين احتياجات الشعب.
 
وفي حين كانت كوبا في الماضي المصدّر الأوّل للسكر في العالم، باتت في الآونة الأخيرة تستورد هذه المادة من فرنسا، عدا عن تسجيل نقص حاد في الاسابيع الماضية للبيض والطحين والأرزّ.
 
وفي الأول من كانون الثاني/يناير 1959، تحدّث فيدل كاسترو إلى المؤيدين الذين تجمّعوا في سانتياغو قائلاً "أخيراً وصلنا إلى سانتياغو. كان الطريق طويلا وصعبا، لكننا وصلنا"، وذلك في أعقاب سيطرته ورجاله عليها.
 
وبعد 6 عقود، يحكم الجزيرة رئيس لم يقاتل إلى جانب كاسترو هو ميغيل دياز-كانيل البالغ من العمر 58 عاماً. وأكد دياز-كانيل على تويتر أن "الثورة الكوبية لا تقهر، بل تكبر وتستمرّ"، مرفقاً تغريدته بوسم "نحن الاستمرارية".
 
لكن الأزمات التي تمرّ بها كوبا تزيد من خيبات الأمل. وبالنسبة لفلاديميرو روكا الذي سجن بين عامي 1997 و2002 وهو ابن القائد الشيوعي المنشقّ بلاس روكا (1908 -1987)، فإنّ "الثورة قد ماتت منذ وقت طويل".