تنبؤات 2019 في الإعلام والتكنولوجيا: حاسوب يكتب ألفي قصة في ثانية والحديث مع الآلات والذكاء الاصطناعي

خلال عام 2018، انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عالم الصحافة والإعلام بشدة، مُتهمًا إياهم بالترويج للأخبار الزائفة والوهمية، وواصفًا الصحافة بـ«العدو الأكبر» الذي يحاول التضليل والتشويش؛ وهو ما كان له بالغ الأثر على المحتوى الصحافي خلال العام؛ إذ أعلنت منصات التواصل الاجتماعي مثل: «فيسبوك» و«جوجل» و«تويتر» التقليل من نشر المحتوى الصحافي الخاص بمواقعِ الأخبار، في مقابل زيادة الأخبار المبهجة؛ وهو ما كان له تأثير سلبي على مواقع الأخبار والتي تعتمد على منصات التواصل الاجتماعي وسيطًا إعلاميًا للوصول إلى الجمهور الذي يعتمد في الأساس على المنصات لمعرفة الأخبار.
 
كانت تلك المفارقة هي ما شكل التغيير الذي ستشهده المنصات الإخبارية في العام الجديد، وهي العامل الرئيس في تخطيط مستقبل الصناعة بما يتناسب مع الاستراتيجيات الجديدة وما يلزمها من ضبط محتوى صحافي يواجه تلك التغيرات وقادر على النفاذ للمستقبل والوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور.
 
في تقريرٍ مفصل نُشر بمعهد المستقبل اليوم «Future Today Institute»، ويغطي أكثر من 108 توجه «Trend» يشهده عالم الصحافة والإعلام والتكنولوجيا خلال العام القادم، تمت الإشارة إلى الموجات التي ستصاحب غرف تحرير الأخبار وصناع المحتوى، بالإضافة إلى صعود التدوين الصوتي والمرئي، وكل ما يجب على الناشرين معرفته لدفع مؤسساتهم نحو مستقبل أفضل. وفيما يلي ملخص كامل لأهم ما جاء في التقرير.
 
تقنية بلوك تشاين «Blockchain» من أهم عوامل التغيير في 2019
 
يشير التقرير إلى أن عام 2018 انتهى، وسيشهد معه انتهاء عصر الهواتف الذكية، لنبدأ حقبة جديدة من الأجهزة القابلة للارتداء، والتي تتلقى الأوامر من أصواتنا وحركاتنا أو عن طريق اللمس، هذا إضافةً إلى اتصالها ببعض الأجهزة اللامرئية كسماعاتِ أذن تعمل بأجهزة الاستشعار البيومترية – وهو علم تحقيق شخصية الإنسان عن طريق مكونات الأجسام البشرية والتي تقوم على أساس الصفات الشكلية و الفسيولوجية والتشريحية. تلك الأجهزة الذكية الجديدة، والتي ستحل محل الهواتف، تُشبه في وصفها تلك التي نشاهدها في أفلام الخيال العلمي؛ إذ يصفها التقرير بأنها كالخواتم والأساور التي تستشعر حركة مرتديها، إضافةً إلى نظارات ذكية، والتي تسجل المعلومات، أو تعرضها، وقد تغير العالم المادي الذي نعرفه للأبد. ويتوقع التقرير أن تشتمل تلك الأجهزة على شاشات قابلة للطي والتمرير والإطالة لتناسب القراءة والكتابة، وأن تغير تلك التكنولوجيا المحتوى الصحافي ووسائل الترفيه التي نعرفها.
 
يطرح التقرير سؤالًا حيويًا، وهو: كيفية صنع محتوى صحافي وإعلامي يتماشى مع التقنيات التكنولوجية الجديدة في المستقبل القريب؟
 
ويشير إلى أن هناك أربعة أوجه للمستقبل، تعتمد على وضع خطة استراتيجية خاصة بك تتضمن قائمة مبدئية تتماشى مع التغيرات الحديثة، والنظر في الأفكار والفرص المتاحة، والبقاء على علم بآخر التطورات التقنية ووضعها في خطة التعلم، هذا إضافةً إلى الحصول على الإلهام من المجالات الأخرى والتفكير في المستقبل البعيد.
 
تلعب تقنية البلوك تشاين «Blockchain» دورًا كبيرًا في تغيرات 2019، وهي قاعدة بيانات رقمية لا مركزية تحتفظ بجميع المعاملات الخاصة؛ فالمعلومات مشفرة ومحمية وتتيح التعامل بالعملات الرقمية مثل« بيتكوين»، سواء بالبيع أو الشراء، ويقلل بلوك تشاين الحاجة للوسطاء مثل البنوك لإتمام المعاملات المالية، وهي تقنية ما زالت في طور التقدم، إلا أنها ستصبح حاضرة بشدة في المستقبل؛ إذ تعمل البلوك تشاين على هيئة نظام سجل إلكتروني لمعالجة الصفقات وتدوينها؛ مما يتيح لكل الأعضاء تتبع المعلومات بطريقة آمنة دون تدخل طرف ثالث.
 
عبارة بلوك تشين أطلقت اصطلاحًا لعملية إنتاج الكتل المتتالية في عملة بيتكوين، والتي يجرى تعدينها بطريقة تسلسلية، والبلوك تشاين بمثابة السجل الذي تحفظ فيه كل التحركات المالية والأصول والمصاريف، ومعالجة الصفقات وتدوينها وتتيح العديد من الفرص لمؤسسات الإعلام والصحافة، وفي هذا الجزء يحدد التقرير قائمة مفهرسة ومفصلة للاتجاهات التي ستعمل جنبًا إلى جنب مع هذه التقنية. تعد البلوك تشاين أحد أفضل الطرق لمكافحة الضعف الرقمي، ودخول المنظمات الإعلامية والوكالات الحكومية إلى نظام البلوك تشاين طريقة لحفظ الأخبار وقواعد البيانات القديمة والدراسات والتقارير، و تحل أزمة وسائل الإعلام عن طريق التحقق الفوري، وهي أحد الأسباب التي أشارت إلى البلوك تشاين باعتبارها مستقبل الصحافة، بحسب التقرير.
 
تواجه المنظمات الإعلامية اليوم معضلتين: أحدهما هي ثقة الجمهور في دقة المحتوى الصحفي المقدم، والثاني هو استقرارها المادي، وفي الحالتين يمكن للبلوك تشاين المساعدة في حل الأزمات؛ إذ ستبدأ في صنع محتوى صحافي لمنافذ الأخبار، وذلك بعد اقتحام الصحافة الحاسوبية للعالم المادي؛ مما سيظهر التأثير الكبير للبلوك تشاين على إعداد التقارير الآلية؛ نظرًا لقاعدة البيانات العملاقة والموثوقة والتي تسمح للصحافيين بتقديم محتوى موثق، والترويج للمحتوى المميز عن طريق شبكة «block explorers» والتي تتيح تدفق المعلومات بسهولة.
 
يمكن لخاصية البلوك تشاين تتبع وتخزين البيانات للمؤسسات المختلفة، وتسمح لهم بتحديد المعلومات التي يودون مشاركتها للعامة؛ مما سيجعلها في المستقبل من أكبر قواعد البيانات التي تلتزم بحقوق الملكية الفكرية والشفافية؛ إذ تسمح للمستخدمين بحقوق ملكية البيانات مما يتيح استخدام تلك الخاصية في نشر الإعلانات، وهو ما سيعمل في المستقبل على حل أزمة الصحافة، ويعرض التقرير قائمة بالشركات التابعة للبلوك تشاين في مجالات الصحافة والإعلان
 
يسمح نظام البلوك تشاين للشركات برموز مميزة «Tokens»، وهي وحدة ذات قيمة تمنح الشركات الإدارة الذاتية لعملياتها وتحفز المستخدمين على توزيع الفوائد لجميع أعضاء المصلحة أو الصفقة، ومصطلح «Tokenomics» يشير إلى نماذج أعمال مختلفة أصبحت ممكنة باستخدام البلوك تشاين، ويمثل الرمز المميز الاستخدام والفائدة والقيمة. وقد أحدثت تلك الرموز ثورة في عالم الإعلام؛ ففي الماضي اعتمدت المنظمات الإعلامية على الإعلانات والاشتراكات من أجل حساب الإيرادات، وهو الأمر الذي يمكن أن تغيره البلوك تشاين عن طريق تسهيل المعاملات باستخدام برنامج المكافآت، والذي يسمح للمستخدمين بتخفيض اشتراكهم الشهري لمتابعة أحد المواقع الإخبارية على سبيل المثال، وذلك عن طريق زيادة اشتراكاتهم في مزيدٍ من الوسائط المتعددة.
 
تراهن بلوك تشاين على الـ«Tokenomics» في أن يصبح مؤسسة ذاتية الاكتفاء للصحافة والإعلام. وتعد مؤسسة Steemit أقدم النماذج المعتمدة على البلوك تشاين، وهي من أوائل مواقع التواصل الاجتماعي التي تدفع للمبدعين. وتتيح تلك المؤسسات للمستخدمين حقوق الملكية الفكرية للأخبار والموسيقى أو غيرها، وتدفع مبلغ صغير من المال يتم توجيهه من المستمع إلى الفنان مباشرةً وتلقائيًا، ويتوقع التقرير زيادة تلك المنصات التي تعتمد على مكافآت مادية للمحتوى.
 
وعلى الرغم من أن الأمر يحتاج مكافحة من أجل نقل المستخدمين إلى منصات اجتماعية جديدة، إلا أن تلك المنصات ستتمكن من تحقيق نجاح أكبر مع زيادة طلب المستهلكين.
 
الذكاء الاصطناعي.. سيطرة «جوجل» و«فيسبوك»
 
«هناك تسع شركات تكنولوجية كبيرة تتحكم في مستقبل الذكاء الاصطناعي في العالم وهي: «جوجل» و«فيسبوك» و«أمازون» و«مايكروسوفت» و«آبل» و«آي بي أم»، في الولايات المتحدة، و«بايدو» و«على بابا» و«تنسنت» في الصين».* فيوتشر توداي
 
يعد الذكاء الاصطناعي هو البعد الثالث لعصر الحاسب الآلي، والحقبة القادمة، وهي تقنية تعتمد في الأساس على محاكاة الآلات للعقل البشري وطريقة عمله. ويشير التقرير إلى أن الذكاء الاصطناعي له دورًا كبيرًا في المستقبل ولهذا قام بتجميع كل ما يحتاج الناشرين متابعته بخصوص هذا الأمر.
 
تعتبر تلك الشركات هي المسؤولة في المقام الأول عن كل ما يخص الذكاء الاصطناعي من الأبحاث والتمويل وعمل تطبيقات الجودة الاستهلاكية؛ إذ يعتمد الباحثون على البيانات التي تتيحها تلك الشركات لتطوير أدواتهم، وهي البيانات نفسها التي تعتمد على المؤسسات الإخبارية.
يشير التقرير إلى أن هناك نوعين من الذكاء الاصطناعي، أحدهما ضعيف ويشمل خاصية التكملة التلقائية في بريدك الإلكتروني، وتصحيح الكلمات أثناء الكتابة وتوصيات «أمازون»، كما أن هناك نوعًا ثانيًا قويًا من الذكاء الاصطناعي، وهي أنظمة قادرة على اتخاذ القرارات العامة خارج النطاقات الضيقة، إلا أن الأمر قد تخطى ذلك مع قدرة الآلة على التعلم عن طريق تشغيل برامج التعلم الآلي وتحليل البيانات وهو ما سيتيح لأجهزة الكمبيوتر في المستقبل اتخاذ قرارات حقيقية بناء على توقعات آلية دون تدخلٍ بشري. وهو ما يشير إلى أن الآلة ستبدأ قريبًا بالقيامِ بالمزيد من العمليات البشرية، بل يمكن لها أن تصبح مبدعة فيما يتعلق بمجالات الفنون.
 
كانت البداية هي استخدام أجهزة الحاسب الآلي من أجل خلق أخبار باستخدام لغة طبيعية «Natural Language Generation» وترجمة المحتوى إلى لغاتٍ مختلفة وبأساليب مختلفة تناسب قاعدة أعرض من الجمهور، وقد بدأت بعض المؤسسات الصحافية في استخدام تلك التقنيات مثل مؤسسة «بلومبيرج»، وذلك باستخدام إحصاءات تلقائية قادرة على كتابة ألفي قصّة في الثانية الواحدة عن طريق تحليل مجموعات كبيرة من البيانات، بما في ذلك البيانات الشخصية للقارئ، وهو ما ستعمل المؤسسات الصحافية في المستقبل على الاستفادة منه، وذلك بتخصيص المحتوى تبعًا لشخصية القارئ، فإن كان يقرأ المقالات أثناء السير مثلًا سيتم تخيره ما إن كان يريد أن يستمع إلى المحتوى، وسيتم اختيار الكلمات المفتاحية التي تناسب كل قارئ على حدة.
 
كل هذا بالإضافة إلى خوارزميات خاصة تولد صوت وفيديو؛ إذ يعمل الباحثون في مركز «ماساتشوستس» للتكنولوجيا كيفية تعلم الأطفال الكلام، من أجل تدريب برامج الذكاء الاصطناعي على تمييز الكلام كبشر واعين؛ كما يقوم الباحثون في الوقت ذاته على تدريب أجهزة الكمبيوتر لمشاهدة مقاطع فيديو والتنبؤ تلقائيًا بالأصوات التي نتجت عن كل فعل، مثل صوت غلق الباب أو طرق الخشب وغيرها؛ إذ يهدف هذا البحث إلى جعل الأجهزة في المستقبل القريب قادرة على إنتاج المؤثرات الصوتية ومقاطع الفيديو تلقائيًا. هذا إضافة إلى برامج تتيح عمل ما يطلق عليه «الصورة المثالية»؛ إذ سيشهد المستقبل قدرة المراسلين والصحافيين والمصورين الفوتوجرافيين على إدخال بعض التحسينات على الصور من أجل صورة مكتملة، وسيشهد الذكاء الاصطناعي خاصية تمكنه من تتبع البيانات باستخدام ما أطلق عليه «كاميرات عرضية»، وهي أي شيء متواجد داخل إطار الغرفة، مثل النافذة والأركان والنباتات المنزلية وغيرها من الأشياء الطفيفة التي يمكن أن يستخدمها الذكاء الاصطناعي في قياس الظل والضوء والاهتزازات وعن طريق الأشعة السينية يمكنك الرؤية، كما يمكن للصحافيين تسخير تلك التكنولوجيا من أجل إنجاز تحقيقاتٍ أكثر دقة.
 
صحافة الحاسب الآلي
 
كتابة التقارير بمساعدة أجهزة الحاسب الآلي معروفة باعتبارها تقنية للصحافة الاستقصائية؛ إذ يمكن للصحافيين إيجاد مستندات وتسجيلات بمساعدة خوارزميات التعلم الآلي، وتعد الصحافة الحاسوبية تقنية متعددة اللغات بإمكانها عمل تقارير آلية عن طريق جمع المعلومات، وتحليل مجموعة البيانات وفهرستها وتنظيمها. وهو ما سيؤدي بالضرورة إلى تغيرات حيوية في العملية الصحافية والأدوار الخاصة بالعاملين على صناعة المحتوى الصحافي، ويشير التقرير إلى أن استخدام الصحافة الحاسوبية سيشهد زيادة كبيرة في المستقبل.
 
يمكن للحاسب الآلى من خلال خوارزميات الصحافة الحاسوبية عمل آلاف القصص الإخبارية بأخطاءٍ أقل مما يرتكبها الصحافيون؛ مما يطرح تساؤلًا، هل تستبدل صحافة الحاسب الآلي البشر؟
 
بالفعل بدأت الوكالات الإخبارية الكبرى الإعتماد على الحاسب الآلي في صنع آلاف القصص الصحافية، مثل مؤسسة «أسوشيتد برس» و«رويترز»، ويشهد العام القادم منافسة بين الوكالات الإخبارية المختلفة في استخدام تلك التقنيات.
 
بصمة الوجه وبصمة الصوت
 
تعد بصمة الوجه هي بصمة أصابع العصر الحديث؛ إذ يمكن لمنظومة الحوسبة المتقدمة، أن تعمل على قياس شكل عظام الوجه ولون البشرة وحتى الشعيرات الدموية للتحقق من وجوهنا. في عام 2014 أعلن «فيسبوك» أن تقنياته تتمكن من تمييز وجوه الأشخاص بدقة تصل إلى 97% عن طريق الصور. وقدمت «آبل» نظام التعرف إلى الوجه في آيفون X، إذ يفتح الهاتف باستخدام الأشعة تحت الحمراء لتحديد الخصائص الفريدة من الوجه، وفي الوقت ذاته قدمت الصين أول سيارة دفع رباعي تعمل بخاصية بصمة الوجه. ويشير الباحثون في الصين واليابان إلى أن تلك التقنيات بإمكانها توقع هوية شخص ما بدقة حتى وإن غير تسريحة الشعر أو عمل عملية تجميلية. ويعمل الباحثون الألمان على بصمة الوجه الحرارية وذلك عن طريق الخرائط الحرارية المنبعثة من وجوهنا واستخدامها في التحقق من الشخصية، وتستخدم قوة الشرطة الصينية تلك التقنيات في المراقبة والتحقق من الشخصيات، ويشير التقرير إلى أن المستقبل سيعتمد على تلك التقنية بشكلٍ كبير.
 
بالإضافة إلى ذلك تمثل بصمة الصوت هي الأخرى تحديًا كبيرًا في العام القادم لتحديد هوية شخص ما، فن طريق مجموعة كبيرة من البيانات المسجلة تم التوصل إلى تقنية تتيح تميز أصواتنا الفردية حتى في بيئة صاخبة ومن دون أن نكشف وجوهنا، ويعمل الباحثون على تطوير تقنيات التعرف إلى الصوت بطريقة أكثر دقة حاليًا؛ إذ تسمح تلك التقنية ببناء ثلاثي الأبعاد للوجه باستخدام الصوت فقط.
التحدث مع الآلات
 
يشير التقرير إلى أننا في عصر التحدث مع الآلات، ويمكنك التوقع بأن تتحدث مع الآلات ما تبقى لك من عمر، إنه أشبه بالتحدث مع الواجهة الصوتية لـ«جوجل»، وقريبًا ستتحدث مع مجموعة من الآلات المتواجدة داخل منزلك مثل الثلاجة أو سماعات الأذن الخاصة بك، وحتى سيارتك، وبحلول عام 2023، 50% من التفاعلات ستتم من خلال التحدث صوتيًا مع الآلات، وهو ما يمكن أن يساعد الصحفيين والإعلاميين في عملهم؛ إذ أثبتت الواجهات الصوتية، أن تقنيات الصوت، بحسب التقرير، مجدية تجاريًا، وهو ما يمكن أن يشهد نموًا في السنوات القادمة؛ إلا أن التهديد الأكبر الذي يواجهها هو قوانين اللائحة العامة لحماية البيانات (GPDR)، والتي تحمي سرية البيانات لجماهير مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإخبارية، وتلك التقنيات تعتمد على قواعد البيانات بصفة أساسية، وهو ما قد يعوق تقدمها المنشود.
 
التفاعل مع الجمهور ونوافذ المحادثة
 
أصبح التفاعل مع الجمهور محورًا أساسيًا في أي منصة تواصل إعلامي أو اجتماعي؛ إذ تعمل المنصات حاليًا على تحفيز الجمهور على التفاعل خاصة تلك التي تعتمد على تقنية البلوك تشاين وتضمن برنامج مكافآت خاصة للتفاعل، إلا أن المنصات في العام القادم ستعمل على تفعيل غرف المحادثة، وذلك على غرار برنامج «WeChat» في الصين، والذي يقدم مجموعة واسعة من الخدمات والوظائف، إحداها قدرة الأصدقاء على دفع أحدهما للآخر في عمليات الشراء، والدفع المباشر للتجار داخل التطبيق، وهو ما يجعل التطبيق وحدة واحدة يستخدمها الجميع. كما يعمل «WeChat» على تطوير وظيفة جديدة تسمح بمساعدة الصحافيين، وذلك عن طريق توفير إمكانية نصح كاتب المحتوى، وتحقيق بعض الأموال من القراءة؛ وهو ما سيعمل على توفير نافذة للصحافيين بعيدًا عن المؤسسات الإخبارية، بإمكانهم عرض محتواهم بشكل فردي والتفاعل مع الجمهور.
 
في العام الجديد، ستواصل منصات المراسلة العمل على تطوير تقنياتها، وذلك من أجل دفع المزيد من المستخدمين إلى المشاركة والتفاعل بشكلٍ أكبر من العام الماضي.