تقارير غربية وأمريكية تؤكد تزايد الأنشطة الإيرانية في اليمن الشهور الماضية وزيادة في تهريب السلاح للحوثيين

أجمعت تقارير غربية وأمريكية، وتقارير استخباراتية دولية رفيعة وإفادات مسؤولين كبار مطلعين على تطورات الأوضاع في اليمن، أن الشهور القليلة الماضية شهدت زيادة ملحوظة في نشاط تهريب السلاح للحوثيين، فيما تزايدت الأنشطة الإيرانية في اليمن والشرق الأوسط على الرغم من الجهود الأمريكية وحلفائها لإضعاف اقتصاد إيران وعزل طهران سياسياً.

وحذرت الولايات المتحدة الأمريكية، الأسبوع الماضي، من خطورة تنامي دور إيران الواسع في اليمن، مؤكدة في الوقت ذاته أنها لن تسمح لإيران بأن يكون لها جماعة مسلحة في اليمن تهدد منطقة الخليج.

وقالت المخابرات الوطنية الأمريكية، في تقييم استند إلى تقارير 16 وكالة استخبارات أمريكية، وتم تقديمه أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي، إن إيران تواصل دعم الإرهاب عالمياً، ومن المتوقع أن تزيد دعمها لمليشيات الحوثي في اليمن، والجماعات الشيعية الموالية لها في العراق خلال هذا العام.

وأكد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي (CSIS)، أن الأنشطة الإيرانية تزداد في اليمن والشرق الأوسط على الرغم من الجهود الأمريكية وحلفائها لإضعاف اقتصاد إيران وعزل طهران سياسياً.

وأوضح المركز، الذي يعد من أشهر مراكز البحوث الدولية وصنف في المرتبة الأولى من بين مراكز الأبحاث الدولية في العالم، أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قام بتقديم مساعدات للحوثيين، بما فيها تلك الصواريخ البالستية والطائرات بدون طيار، والتي يستخدمها الحوثيون لتهديد الملاحة قرب مضيق باب المندب، وشن هجمات ضد أهداف برية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

واستند المركز في تقريره إلى بيانات وإفادات مسؤولين وخبراء دوليين وتقارير استخباراتية رفيعة، والذي خلص إلى أن عناصر الحرس الثوري الإيراني ومليشياتها الأجنبية في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، تحاول تهديد استقرار المنطقة وإنشاء ممرات برية في جميع أنحاء المنطقة وزيادة قدرتها على نقل المقاتلين والاسلحة والمواد الأخرى من مسرح إلى آخر.

وفي هذا السياق، أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، أن الحرس الثوري قام بتجنيد 200 ألف عنصر في العراق وسوريا.

وفي مقابلة أجراها جعفري مع مجلة "سروش" ونشرتها وكالات إيرانية، أشار جعفري إلى أن بلاده قامت بتجنيد 100 ألف عنصر في العراق، ونفس العدد في سوريا، مؤكداً أن هذا الإجراء هو من ضمن سياسات إيران في دول المنطقة.

وفي حين أن قائد الحرس الثوري لم يعترف بتجنيد عناصر في اليمن، لكن خبراء دوليين يؤكدون وجود المئات يقاتلون في اليمن ويدربون مليشيا الحوثي.

وأكد ضابط الاستخبارات الأمريكي بروس ريدل لـ"وكالة خبر"، أن إيران صعدت في الآونة الأخيرة، وخاصة في ظل معارك الحديدة المتوقفة، بسبب اتفاق وقف إطلاق النار، من دعم الحوثيين بالسلاح والمال، وإرسال خبراء وعناصر إيرانية وعراقية ولبنانية (من حزب الله).

وحين سئل كم عدد هذه القوات، قال إنه لا يعرف كم حجمها تحديدا.

وفي السياق ذاته، كشف المتحدث باسم القوات المسلحة، العميد ركن عبده مجلي، هذا الأسبوع، أن خبراء إيرانيين يتولون تدريب عناصر مليشيا الحوثي في منطقة اللحية بمحافظة الحديدة، على استهداف السفن وتفخيخ خطوط الملاحة الدولية.

ونقلت صحيفة عكاظ عن العميد مجلي قوله "لدينا معلومات عن وجود خبراء إيرانيين يدربون مليشيا الحوثي على عمليات الاستهداف والتفخيخ من خلال عدد من الزوارق البحرية ذاتية الدفع على ساحل مديرية اللحية شمال الحديدة".

وأضاف مجلي، أنه بناءً على هذه المعلومات فإن التدريبات تجرى بالقرب من جزيرتي “تلاوين” و”الملك” ومنطقة خور العلوي التي تتخذ المليشيا من مزارعها مخابئ للأسلحة ومعسكرات للتدريب.

وكشف بريان هوك المعبوث الأمريكي الخاص بإيران، أن الإيرانيين "أعطوا الحوثيين مئات الملايين من الدولارات" منذ بدء الحرب في عام 2015.

وأضاف: "لقد هددت إيران لسنوات بإغلاق مضيق هرمز.. إن منحهم موطئ قدم في اليمن يسمح لهم بتهديد مضيقي التجارة الدولية- هرمز وباب المندب- وعلينا حرمانهم من هدف أن يصبحوا قوة في اليمن".

وأكد مركز (CSIS) الدولي، قيام فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وخبراء من حزب الله اللبناني بتدريب الحوثيين في اليمن وإيران.

ويشدد تقرير (CSIS) أن تهديد الحوثي ازداد نتيجة للتطور الإيراني فيما يتعلق بالصواريخ، وتكنولوجيا الصواريخ، وكذا تطوير أجزاء الصواريخ، إذ إن أحد الأمثلة على ذلك يتمثل باستخدام صواريخ بركان 2 المتنقلة، والصواريخ البالستية قصيرة المدى التي استخدمها الحوثيون لضرب الرياض وأهداف أخرى في المملكة العربية السعودية.

وكشف مركز (CSIS) أن إيران لجأت إلى استخدام عدد من الطرق لنقل الأسلحة والمواد إلى اليمن، بما في ذلك عمليات الشحن باستخدام تواصل السفن مع أشخاص على اليابسة عن طريق سلطنة عمان، وذلك عبر موانئ نشطون والغيظة في محافظة المهرة. وقال مسؤولون امريكيون إن جانبا كبيرا من عمليات التهريب تم عن طريق سلطنة عمان المتاخمة لليمن بما في ذلك عبر طرق برية استغلالا للثغرات الحدودية بين البلدين.

ومن الممكن أن تؤدي زيادة وتيرة شحنات الأسلحة إلى إطالة أمد الحرب التي بدأت قبل أربع سنوات، ويمثل ذلك ورطة أخرى لواشنطن التي تعتبر سلطنة عمان أحد أطراف التحاور الرئيسية وحليفا استراتيجيا في المنطقة التي تشهد صراعات متعددة.

وأبلغت واشنطن عمان مرارا بما لديها من مخاوف من التدفق للأسلحة من إيران إلى اليمن.

ووقعت الولايات المتحدة اتفاقية استراتيجية للموانئ مع سلطنة عمان، يوم الأحد (الماضي)، يقول مسؤولون أمريكيون إنها ستمنح الجيش الأمريكي تسهيلات أكبر في منطقة الخليج، كما ستحد من الحاجة لإرسال السفن عبر مضيق هرمز قبالة ساحل إيران.

لكن وكالة رويترز قالت إنها تأتي أيضا مع تنامي قلق الولايات المتحدة من برامج إيران الصاروخية التي توسعت وتطورت في السنوات القليلة الماضية رغم العقوبات والضغوط الدبلوماسية الأمريكية.

وكشف موقع "ميديا بارت" الفرنسي الشهر الماضي أنه تم اعتراض ثلاث مركبات صغيرة تابعة لمواطنين محليين في منطقة المهرة، محملة بالأسلحة، وبصورة رئيسة رشاشات الكلاشينكوف وآر بي جي. وتمكن التحقيق، الذي أجرته الأجهزة الأمنية، من تحديد أن هذه الأسلحة جاءت من قطر، ليتم تجميعها بعد ذلك في مدينة صلالة بسلطنة عمان، وتسليمها إلى علي الحريزي، محافظ المهرة السابق.

ولفت الموقع أنه يتم تنسيق العملية برمتها من قبل قطريين من أصل يمني، وهم من سهلوا تهريب الأسلحة باتجاه الأراضي اليمنية.