2500 ضحية الألغام الحوثية في الساحل الغربي أغلبهم من الأطفال والنساء والكهول

تصاعداً كبيراً شهده الشهران الماضيان في عدد ضحايا ألغام الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران في أكثر من منطقة محررة لاسيما في الساحل الغربي، حيث خلفت الميليشيات حقولاً من الألغام المتنوعة، كما ضاعفت من تلك الحقول مستفيدة من الهدنة الأممية في الحديدة ونشرت المزيد في مناطق سيطرتها وخطوط التماس لاستهداف المدنيين وإعاقة تقدم القوات المشتركة.

وأكد مشرف نزع الألغام في الساحل الغربي حسان الجهوري في أول إحصائية من نوعها، أن عدد الضحايا في الساحل الغربي وصل إلى 2500 شخص أغلبهم من الأطفال والنساء والكهول، حيث تزرع الميليشيات الألغام بشكل عشوائي ولا يهمها من الذي سيتضرر.

وأوضح الجهوري في تصريحات نقلتها صحيفة "الشرق الأوسط" أن نسبة عدد الضحايا في الساحل الغربي لليمن تبلغ 60 في المائة من إجمالي عدد الضحايا في مختلف المناطق اليمنية.

ويقول: «لم يعد زرع ميليشيات الحوثي للألغام هدفه إعاقة القوات اليمنية من التقدم والسيطرة على المناطق التي تفر منها بقدر ما هو الهدف الانتقام وقتل المواطنين في مساكنهم وقراهم حيث تعمدت الجماعة زرع الألغام في الحقول والمزارع والطرق والمراعي والوديان والمباني السكنية وحتى بين النخيل».

ويقدر خبراء عسكريون أن عدد الألغام التي زرعها الحوثي تتجاوز المليون لغم في الوقت الذي لا تتوقف فيه الميليشيات عن زرع الألغام كل يوم وتفخيخ السهول والهضاب والوديان بالألغام لإزهاق أرواح المدنيين العزل وتعريض ممتلكاتهم للخطر.

وكان مدير المشروع السعودي لنزع الألغام "مسام" أسامة القصيبي توقع سابقاً وجود نحو مليون لغم زرعه الحوثي، ولكنه استدرك في تصريح نشرته البيان الإماراتية أمس الثلاثاء بالقول: "قد يكون هذا الرقم أقل بكثير من الرقم الحقيقي، لأن الحوثي يقوم كل يوم بزرع ألغام جديدة".

وزرعت ميليشيات الحوثي مئات الآلاف من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة، في الأحياء السكنية، والطرق العامة، في مختلف المناطق اليمنية التي اجتاحتها، إذ تشكل زراعة هذه الألغام عائقاً كبيراً أمام عودة المواطنين إلى مناطقهم المحررة، وكذا تنقلاتهم وأسرهم في حال العودة إلى ديارهم.

وتتسبب الألغام التي تزرعها الميليشيات الانقلابية بسقوط الآلاف من المدنيين بين قتلى ومصابين، في حين يصاب أغلب الناجين بإعاقات مستديمة وأغلبهم من النساء والأطفال.

ويوم أمس وثق الإعلام العسكري للمقاومة الوطنية حراس الجمهورية واحدة من أكبر جرائم المليشيات الحوثية التي حولت مدينة الحديدة والساحل الغربي بشكل عام إلى حقل ألغام كبير.

ونقل عن هندسة المقاومة المشتركة اكتشافها نفقا تحت الطريق العام قرب دوار المنظر البوابة الجنوبية لمدينة الحديدة مليء بمتفجرات زرعتها المليشيات الحوثية في وقت سابق تكفي لنسف أحياء سكنية بمساحة كيلومتر مربع.

وأفاد خبير في الهندسة مشارك في عملية التفكيك أنه أثناء مسح المنطقة لوحظ هبوط نسبة بسيطة في جانب الأسفلت، وأثناء تدقيق الفريق الهندسي تم العثور على جهاز التفجير عن بعد داخل عش عصافير في شجرة على حافة الطريق.

وكان المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن «مسام» أعلن أن الفرق الميدانية التابعة له نزعت 1329 لغما وذخيرة غير منفجرة خلال الأسبوع الثالث من شهر مايو (أيار) الحالي موزعة ما بين 586 لغما مضادا للدبابات، و44 لغما مضادا للأفراد، و676 ذخيرة غير منفجرة، و23 عبوة ناسفة.

ونشر «مسام» على موقعه أن مجموع ما تم نزعه من الألغام منذ بداية الشهر وحتى السادس عشر من شهر مايو الحالي بلغ 8149 لغما، وعلى مدى سنة منذ بداية المشروع «مسام» استطاع نزع 71868 لغما.

من جانبه انتقد مدير مشروع مسام المجموعات الأممية التي تواجدت على أرض اليمن وكذا الإعلام الغربي بعدم إنصاف اليمن بشأن مشكلة الألغام مع أنها مشكلة دولية، مشدداً على الأمم المتحدة أن تقرر موقفها.

وأوضح أسامة القصيبي في سياق تصريحات صحفية أن أول بند في اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة كان عملية نزع الألغام، ونتفاجأ بالمعلومات التي تصلنا من الحديدة أن ما يحدث هو العكس تماماً، حيث هنالك عمليات مكثفة لزراعة الألغام من قبل الحوثيين في المحافظة.

وأضاف القصيبي: الألغام وجدت داخل مطاحن البحر الأحمر التي هي عبارة عن مستودعات قمح للشعب اليمني، وزرع فيها كم هائل من الألغام.

وتساءل في ختام تصريحاته: أين الأمم المتحدة من ذلك؟ أنا لست هنا من أجل انتقاد الأمم المتحدة ولا هذا هو عملي، ولكنني أتحدث عن شواهد من أرض الواقع.