طهران تهدّد واشنطن علناً وتفاوضها سراً

تتوسط سلطنة عمان في مباحثات مع واشنطن لتهدئة التوتر بين البلدين في الفترة الأخيرة، ويبدو أن طهران تفاعلت إيجابا مع الخطوة العمّانية لوعي النظام الإيراني بأنه غير قادر على مزيد التصعيد ومواجهة الولايات المتحدة وفرضية الدخول في حرب خاسرة.

وتنتهج طهران سياسة التهديد والوعيد من خلال تصريحات مسؤوليها منذ تصاعد التوتر مع واشنطن وذلك من أجل الاستهلاك المحلي والتسويق للنظام في صورة ضحية غطرسة غربية، فيما تحاول سرا تهدئة الأوضاع في المنطقة والدفع بسلطنة عمان كوسيط لها مع الولايات المتحدة للدخول في مفاوضات والاستجابة للضغوط الأمريكية.

وأكدت الخارجية العمانية أن سلطنة عمان تسعى "مع أطراف أخرى لتهدئة التوتر" بين الولايات المتحدة وإيران.

وكانت دخلت السلطنة على خط الوساطة الجدّية بين الولايات المتحدة وإيران وذلك من أجل تفادي أي مواجهة عسكرية في الخليج.

وكشفت مصادر دبلوماسية غربية أن يوسف بن علوي الوزير المكلف بالشؤون الخارجية في السلطنة نقل إلى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف رسالة أمريكية.

وأوضحت أن فحوى الرسالة عكس مدى الجدية الأمريكية في الذهاب إلى أقصى حدود التصعيد مع إيران في حال أقدمت على أي عمل ذي طابع عدائي تجاه الولايات المتحدة أو حلفائها في المنطقة. وأبدت واشنطن في الرسالة رغبة في التفاوض مع طهران استنادا إلى شروط معيّنة.

ودأبت إيران على ممارسة اللعبة بنفس الطريقة، أي التصعيد العلني مع المراهنة على القناة العمانية للتحرّك بشكل مواز وسري لتبريد الخلاف مع واشنطن.

ورجح سياسيون أن تكون هناك مفاوضات فعلا بين واشنطن وطهران لتهدئة التوتر في المنقطة.

وفي هذا السياق، قال نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله يبدو إن المفاوضات بين طهران والولايات المتحدة قد بدأت مشيرا إلى جهود وتحركات واتصالات وزيارات من خلال وزير الشؤون الخارجية العماني إلى طهران والتواصل مع واشنطن وغيرها من التحركات للتهدئة ويبدو أنها في إطار التفاوض.

وقال لدينا ثقة أن يكون الهدوء هو سيد الموقف وألا يكون هناك صدام في المنطقة.

وأضاف الجارالله أن الجانب الأمريكي يعرب عن عدم رغبته في دخول الحرب والجانب الإيراني يعرب أيضا عن رغبته في عدم دخول الحرب.

وأكد الجارالله أن الكويت مستعدة لبذل أي جهود تهدف إلى التهدئة وتجنب الصدام في المنطقة.

وأوضح أن هناك قمم خليجية وعربية وإسلامية ستعقد الأسبوع المقبل، متمنيا أن تتم معالجة الأوضاع من خلالها وأن يصدر من هذه الاجتماعات ما يسهم في تهدئة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.

ولعبت سلطنة عمان في السابق دور الوسيط في أكثر من ملف من ضمنها ملف الأزمة اليمنية وقبله الملف النووي الإيراني الذي وقعته طهران مع القوى الست الكبرى في العام 2015. كما استضافت العديد من المحادثات السرية والعلنية.

وسلطنة عمان إحدى دول الخليج التي تجمعها علاقات جيّدة مع طهران رغم التوتر الخليجي الإيراني. لكن هذه العلاقات الجيدة لا تمنع مسقط من النأي بنفسها عن سياسات إيران المهددة للأمن الإقليمي.

وتحتفظ مسقط بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة وبريطانيا، وينظر إليها دائما على أنها القناة التي يتم الالتجاء إليها وقت الحاجة لحل الخلافات بعيدا عن الأنظار.