تراجع عدد الحدائق في أمانة العاصمة وانحسار زوارها بفعل الفساد الحوثي

كشف مصدر في الإدارة العامة للحدائق والمتنزهات عن تراجع عدد الحدائق والمتنزهات منذ 4 أعوام من 55 إلى 20 حديقة عامة ومفتوحة بفعل الإهمال المتعمد من قبل مليشيات الحوثي وابتزازها ومضايقتها للمستثمرين في مجال الملاهي.

وأوضح المصدر أن أعدد زوار الحدائق والمتنزهات العامة بأمانة العاصمة تراجع هذا العام بنسبة 70 في المائة عن الأعوام التي سبقت اقتحام مليشيات الحوثي لصنعاء ومدن يمنية أخرى بقوة السلاح.

وقال المصدر إن أكثر من 55 حديقة مفتوحة وعامة في العاصمة صنعاء كانت، تفتح أبوابها في مثل هذه الأيام لاستقبال ما يزيد على مليونين ونصف المليون زائر من أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء ومدن أخرى محاذية للعاصمة قبل اندلاع حروب مليشيات الحوثي.

وشكا مواطنون من الوضع البائس الذي يعيشونه، وتعانيه أيضاً معظم الحدائق والمتنزهات في العاصمة صنعاء.

وقال المواطنون إن حدائق ومتنفسات صنعاء لم تعد هذا العيد قادرةً على رسم بسمة غائبة حتى على الأطفال، بسبب ما خلَّته المليشيات الحوثية من تدمير ممنهج فيها.

وأشاروا إلى أن مثل هذه الأماكن كانت بالسابق متنفسا لهم ولعوائلهم، فيما لم تعد اليوم قادرة على التخفيف ولو قليلاً من معاناتهم، جراء الأوضاع المعيشية الصعبة.

وأكدوا ان الحدائق والمتنزهات التي شُيدت في عدد من مديريات أمانة العاصمة التي شيدت خلال حكم الزعيم علي عبدالله صالح، بدلا من ان تتحول إلى متنفسات للترويح عن النفس وتغيير الجو والهروب من الالتزامات والضغوط المعيشية القاسية التي خلفها حروب المليشيات العبثية، تحولت اليوم إلى تعكير صفو اليمنيين.

وأوضحوا أن الأوضاع التي آلت إليه اليوم مثل هذه الأماكن لا تسرّ أحداً، بل وتبعث على الأسى والحزن العميق... حيث باتت معظم حدائق ومتنفسات العاصمة مرتعاً ومأوى للمجانين وكثير من الحيوانات الضالة.

وعلى مدى 4 أعوام من حروب مليشيات الحوثي تعرض مستثمرون بالمجال الترفيهي ومُلّاك حدائق بصنعاء لحملات اعتداءات وابتزازات واسعة من قبل الجماعة الحوثية تحت مبررات وأسباب عدة، على رأسها عدم إيفائهم بدفع إتاوات وجبايات للميليشيات تحت مسمى مجهود حربي لدعم الجبهات.
وأوضح المصدر في الإدارة العامة للحدائق والمتنزهات أن الحدائق الحالية لا ترقى لمستوى الحدائق والمتنزهات الموجودة في الدول العربية وبقية حدائق العالم. وأرجع السبب إلى تكرار عمليات الاستهدافات والنهب والسلب التي نفذتها وتنفذها الميليشيات بحق مالكي الحدائق والمستثمرين.

وقال إن إجمالي عدد العاملين بجميع حدائق ومتنزهات العاصمة صنعاء وصل في عام 2013 إلى أكثر من 3 آلاف موظف، ما بين مشرف ومهندس وفني وعامل وحارس وبستاني، فيما تراجع أعدادهم اليوم إلى قرابة 830 موظف، نتيجة الأوضاع المأساوية التي شهدتها البلاد جراء الحرب.

وتطرق المسؤول إلى أن كبرى حدائق أمانة العاصمة الحكومية لم تعد اليوم كما كانت عليه في السابق حيث تأثرت خدماتها المقدمة للزوار بشكل كبير، خصوصاً فيما يتعلق بـ(الإنارة والنظافة والصيانة الدورية للألعاب والتشجير والمنظر الجمالي العام).

وبينما اعتبر أن نهب الميليشيات لمعظم صناديق أمانة العاصمة الإيرادية، كصناديق البلديات والبيئة والنظافة والتحسين وغيرها كان سبباً رئيسياً في تدهور الحدائق والمتنزهات، خصوصاً الحكومية، تحدث أيضاً عن غياب شبه كامل هذا العيد للنظافة والشكل الجمالي في أكثر من حديقة ومتنزه حكومي بالأمانة.

وقال: كان يعمل في الحديقة بمثل هذا اليوم العيدي من كل عام أكثر من 300 عامل وموظف في استقبال الزوار للحديقة، لكن اليوم، وللأسف، لم يعد يعمل هنا سوى 80 عاملاً، والسبب يرجع لقلة عدد الزوار والمرتادين للحديقة.

ونتيجة لسياسات التطفيش المتعمدة من قبل المليشيات في حقّ مالكي الحدائق والمتنزهات.. فقد دفع العشرات من الشباب والأطفال المرتادين للحدائق العامة بصنعاء حياتهم ثمناً لذلك في منتصف العام الماضي، شهدت حديقة السبعين حادثاً أليماً يُضاف إلى مآسي اليمنيين المتعاقبة نتيجة حروب المليشيات الحوثية، حيث لقي 3 شبان، بينهم طفل، مصرعهم جراء تعرضهم لماس كهربائي في إحدى نافورات المياه داخل الحديقة.

ويؤكد مستثمرون في حدائق ومتنزهات بصنعاء انهم يتعرضون لعمليات ابتزاز ونهب واسعة من قبل مجاميع تابعة للميليشيات تجبرهم بشكل متواصل على دفع مبالغ شهرية للحوثيين.

وخلال الفترات الماضية أطلق مستثمرون محليون بصنعاء نداءات ومناشدات لإنقاذهم وحمايتهم من جور وبطش الميليشيات التي سعت وتسعى بشكل مستمر لاستهدافهم ضمن مخططها الرامي للقضاء على ما تبقى من الاستثمارات داخل البلاد، لكن من دون جدوى.

يُشار إلى أن الميليشيات أغلقت أواخر العام الماضي أبواب مدينة ألعاب حديقة السبعين وسط صنعاء (كبرى الحدائق في العاصمة صنعاء) بعد رفض مالك الحديقة دفع نصف الإيرادات لمجهودها الحربي.

وتحدثت مصادر محلية عن تشكيل المليشيات لجنة لاقتحام مدينة ألعاب حديقة السبعين، وخلعت أبواب الحديقة بتكسير جميع أقفالها والسيطرة عليها وطرح جميع الزائرين والعاملين في الحديقة.

وقالت المصادر إن الجماعة وجهت بعد الاقتحام بإعادة افتتاح الحديقة وتشغيلها من قبل تابعين لها، وعلى أن تذهب جميع إيرادات الحديقة لخزينة أمانة العاصمة الخاضعة لسيطرة المليشيات، وحرمان مالك الحديقة والعاملين فيها من إيراداتها.