كأس الأمم الأفريقية 2019: ترقب وتساؤلات قبيل انطلاق النسخة 32 في مصر

تعود كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم للمرة الخامسة منذ انطلاقها في عام 1957 إلى مصر حيث ستنطلق مساء الجمعة (الساعة العاشرة، الثامنة بتوقيت غرينتش) النسخة 32 من البطولة بمواجهة تبدو في متناول منتخب البلد المضيف أمام زيمبابوي على استاد القاهرة الدولي. ويشارك في هذا العرس القاري، ولأول مرة، 24 منتخبا بينها الجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا.

سيعطي الحكم الكاميروني أليوم نيانت (36 عاما) الجمعة عند الساعة العاشرة مساء إشارة انطلاق مباراة المنتخب المصري أمام زيمبابوي على استاد القاهرة الدولي، معلنا في الوقت ذاته عن بداية النسخة 32 لكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم (كان 2019) التي تستضيفها مصر لغاية 19 يوليو/تموز.

وخلال زيارتنا الخميس للملعب، كانت الاستعدادات على قدم وساق والتمارين على العروض الفنية مستمرة في ظل سطوع شمس حارقة بسماء العاصمة المصرية. والجميع متشوق لانطلاق فعاليات العرس الأفريقي الكبير.

ولأول مرة في تاريخ "الكان"، يتنافس على اللقب 24 منتخبا بينها ثلاثة وافدين جدد هم موريتانيا ومدغشقر وبوروندي. وهو ما وصفه رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم أحمد أحمد بأنه إنجاز بالنسبة للمنظمة ولجنة التنظيم وللقارة على حد سواء، مشيرا إلى أن ذلك يشكل في الوقت ذاته تحد كبير. ونفى أحمد الخميس خلال مؤتمر صحفي عقده بالقاهرة أن تكون مجموعة "لاغاردير" الفرنسية، وهي أحد الرعاة البارزين للبطولة، وراء قرار "الكاف" برفع عدد المشاركين من 16 إلى 24 منتخبا.

وبالنسبة إلى مصر، يشكل إقامة كأس الأمم القارية على أرضها وملاعبها فرصة لإبراز قدرتها مجددا على استضافة المنافسات الكبرى، قاريا أو عالميا، وإعلان خروجها من مرحلة صعبة في تاريخها. وهي أيضا فرصة سانحة لمنتخبها للفوز بلقب ثامن يؤكد من خلاله عودته القوية للأسرة التي غابت عنها في ثلاث نسخ سنوات 2012 و2013 و2015، ويُخطر الجميع بعزيمته في تعزيز الرقم القياسي الذي بحوزته في عدد التتويج، سبع مرات آخرها في 2010 بأنغولا.

وأمام ارتفاع درجة الحرارة في مصر في شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز، والتي قد تصل أو تزيد عن 40 درجة مئوية، قرر الاتحاد منح ثلاث دقائق للاعبين ولطاقم التحكيم لأجل تناول المشروبات واستعمال المناشف المبللة، وذلك في الدقيقة 30 والدقيقة 75. ورفض رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم خلال مؤتمره الصحفي الخميس الحديث عن إقامة البطولة في "فصل الصيف" مفضلا استعمال عبارة "يونيو ويوليو".

والجديد في "كان 2019" أيضا هو استخدام تقنية المساعدة بالفيديو "فار" لأول مرة، ابتداء من الدور ربع النهائي. وستكون فرصة للمنظمة القارية لتجاوز الجدل عن هذه التقنية لا سيما بسبب الخلاف الذي نشب عقب نهائي دوري الأبطال بين معارض للاستعانة بها ومؤيد. وكان تعذر على الحكام استخدام "الفار" خلال مباراة الإياب بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربي في 31 مايو/أيار التي جرت على ملعب رادس للتحقق من هدف سجله الوداد، ما تسبب بانسحابه وإعلان تتويج الترجي باللقب.

منتخب يحلم بنجمة أفريقية ثامنة

فعندما يطلق الحكم الكاميروني أليوم نيانت صافرة انطلاق مباراة الافتتاح بين منتخب البلد المضيف ستبدأ أحلام المصريين باصطياد نجمة أفريقية ثامنة ليضيفوها على قميصهم الوطني. وقد أعلن الاتحاد المحلي للعبة أن منتخبه سيرتدي أمام زيمبابوي "زيه التقليدي بألوان العلم المصري"، أي قميص أحمر وشورت أبيض وجوارب سوداء، فيما سيلعب فريق "المحاربين" بزي أصفر بالكامل.

وستبدأ أحلام بلد يعلق آماله على لاعبين راغبين في كتابة صفحة جديدة تكون لمستهم الخاصة في سجل حافل بالألقاب أولها في عام 1957 وآخرها في 2010. وهم يعولون على فريق قوي يستفيد من خدمة الجمهور المصري الوفي والمتعطش للانتصارات، ويقوده نجم من المستوى العالمي الرفيع اسمه محمد صلاح.

وما من هدية أجمل بالنسبة إلى لاعب ليفربول ومحبوب الجماهير العربية من قيادة منتخب بلده إلى كسب التاج القاري! ولا شك أن قدرة المنتخب المصري على المضي قدما  في حلمه مرتبطة بحالة صلاح وأدائه على أرض الملعب.

"متجمعين"، أغنية لربط الصلة بين أفريقيا من خلال كرة القدم

وسيكون في مواجهة "الفراعنة" منتخب "محاربي" زيمبابوي، والذي كان عشية انطلاق المنافسة يواجه أزمة داخلية غريبة إذ أن لاعبيه دخلوا في إضراب وهددوا بعدم خوض مباراة الافتتاح لعدم حصوله على علاوات التأهل لكأس الأمم الأفريقية. وقالت صحافة زيمبابوي أن وزير الرياضة اضطر للسفر إلى القاهرة مساء الخميس لأجل تسوية الخلاف. وما من شيء مؤكد لحد الساعة بالنسبة لحضور "المحاربين" على استاد القاهرة مساء الجمعة.

وتنطلق "كان 2019" عند الساعة الثامنة مساء بتنظيم حفل افتتاح يعد المنظمون أن يبهر القارة السمراء ويغني فيه ثلاثة مطربين أفارقة أغنية تسمى "متجمعين" وترمز إلى تجمع قارة أفريقيا على أرض مصر.