سيناتور أمريكي يتهم الكونغرس بتشجيع إيران على زعزعة الأمن والاستقرار باسم السلام في اليمن

اتهم النائب الأمريكي ويل هيرد، الكونغرس الأمريكي، بإرسال رسائل خاطئة لإيران تشجعها على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة باسم السلام في اليمن.

ودعا هيرد أعضاء الكونجرس لإدانة انتهاكات مليشيا الحوثي المستمرة لحقوق الإنسان في اليمن وإجبارهم على الالتزام بوقف إطلاق النار وتنفيذ اتفاق ستوكهولم.

وقال السناتور الجمهوري ويل هيرد، في مقال نشره في صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن استخدام الحوثيين العابث للألغام أدى إلى مقتل وتشويه الكثير من المدنيين الأبرياء، حيث أصبح الكثير من المواطنين في عزلة عن مزارعهم ومحاصيلهم وسبل الوصول إلى المياه النظيفة والمساعدات الإنسانية".

وأكد أن إيران استفادت من معاناة الشعب اليمني بتحويل اليمن إلى دولة بالوكالة وملاذ للجماعات الإرهابية، مشيراً أن هذا ما يحارب التحالف بقيادة السعودية لمنعه.

واعتبر أن جهود الكونغرس لإنهاء الدعم الاستخباراتي واللوجستي للسعوديين والإماراتيين في اليمن هي الطريقة الخاطئة لمعاقبة الرياض على مقتل خاشقجي.

وأوضح أن الأيديولوجية المتطرفة التي يتبناها الحوثيون يتم تعليمها الأطفال في المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن، مؤكدا أن المدارس الحوثية تجبر الأطفال على تبني شعارها البغيض، الذي استلهمته من الثورة الإيرانية.

وحذر النائب هيرد من أن مليشيا الحوثي تبني جيلا يمنيا متطرفا يشكل تهديداً طويل الأجل للمنطقة والمصالح الأمريكية التي لا يمكن تجاهلها.

وقال هيرد: "أنا أعرف اليمن تماما، وعملت هناك كضابط سري في وكالة الاستخبارات المركزية في أعقاب تفجير المدمرة الأمريكية "يو إس إس كول" في ميناء عدن عام 2000.

وأضاف النائب الأمريكي: "منذ عام 2014، عندما هاجمت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً واستولت على العاصمة صنعاء، دخلت البلاد في أزمة إنسانية تعد من بين الأسوأ في العالم.

ووفقا للأمم المتحدة، يحتاج حوالي 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية والحماية، معظمهم في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون.

وشدد أن محاولة النظام الإيراني الأخيرة إثارة صراع عسكري مع الولايات المتحدة الأمريكية تجعل الأمر غاية في الأهمية بالنسبة لأعضاء الكونجرس لإرسال رسائل واضحة للنظام الإيراني بشأن اليمن.

ودعا زملاءه المشرعين في الكونغرس الأمريكي إلى إصدار قرار يدين الحوثيين لانتهاكات حقوق الإنسان ويطالبونهم بالالتزام بوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة، مبينا أن ذلك سيُظهر للعالم أن الولايات المتحدة لن تقبل الجهود الإيرانية لبث الفوضى في المنطقة.

وحذر من معاملة النظام الإيراني الخبيث كضحية، مشددا في الوقت ذاته أن إيران هي الدولة الأولى في العالم الراعية للإرهاب.

وقال هيرد إن إيران تسعى للسيطرة على مضيق باب المندب والتحكم بطرق الملاحة العالمية عن طريق وكلائها في اليمن، حيث يعد مضيق باب المندب من أهم المناطق الاستراتيجية التي تربط المحيط الهندي بالبحر الأحمر.

وحذر من أنه إذا تغلبت مليشيا الحوثي وعززت سيطرتها على مناطق أكثر في اليمن، فستنتصر إيران وستكسب موطئ قدم في شبه الجزيرة العربية، وهذا يجب ألا يسمح أبدا بحدوثه.

وختم النائب الأمريكي ويل هيرد، مقاله في صحيفة "وول ستريت جورنال" بالقول: "من الأهمية بمكان أن نظهر دعمنا للشعب اليمني، وأن ندعم عمل المبعوث الخاص للأمم المتحدة.. ومن خلال اتخاذ موقف واضح، يمكننا حماية المصالح الأمريكية، والوقوف في وجه إيران، ومساعدة حلفائنا وتخفيف معاناة الملايين من اليمنيين الأبرياء".