متمردو بورما يشنّون هجمات غير مسبوقة على مقار عسكرية وأمنية

رانغون (أ ف ب) - نشب قتال عنيف الخميس بين الجيش البورميّ ومتمردين شنّوا هجمات غير مسبوقة على أكايدميتين عسكريتين ومركز للشرطة أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل، في اعتداء انتقامي على الأرجح لمصادرة كميات كبيرة من المخدرات.
 
وتقاتل المجموعات الاتنية المسلحة منذ عقود ضد الجيش، وأحيانا بعضها البعض، للاستيلاء على الأراضي والموارد في شرق بورما.
 
ويقول خبراء إنّ المنطقة تعد الآن أكبر منطقة منتجة لمخدر الميثامفيتامين، ما يساهم في تمويل شبكة معقدة من النزاعات.
 
واستهدف هجوم الخميس بلدة بيين او لوين السياحية قرب مدينة ماندالاي، والتي تضم أيضا ثكنات مكتظة بالجنود الذين يتلقون تدريبات عسكرية.
 
وأظهرت صور في الإعلام المحليّ سيارات مثقوبة بفعل الرصاص ومباني مدمرة يتناثر الركام حولها.
 
وأعلن جيش تحرير تايونغ الوطني شنّ هجمات ردا على اعتداءات ارتكبها الجيش.
 
وأبلغ المتحدث باسم هذا الجيش ماي ايك كياو وكالة فرانس برس أنّ "القتال وقع في خمسة أماكن هذا الصباح"، مشيرا إلى استمرار الاشتباكات بين الطرفين.
 
واستهدفت احد الهجمات الأكاديمية الدفاعية لخدمات التكنولوجيا حيث يتلقى المهندسون العسكريون تدريباتهم، فيما استهدف آخر مركزا للشرطة قرب جسر جوكتيك الشهير وهو طريق سكة حديد يجتذب السياح.
 
وقال المتحدث باسم جيش تحرير تايونغ الوطني إنّ فصيله شنّ الهجمات المتصاعدة بالتنسيق مع جيش التحالف الديموقراطي الوطني البورميّ وجيش اراكان.
 
ويخوض جيش أراكان قتالا ضد الجيش في ولاية غرب راخين.
 
وأكّد المتحدث باسم الجيش العميد زاو مين تون الهجمات الخمس، مشيرا إلى مقتل مدنيّ حتى الآن في تبادل إطلاق النار وإصابة عسكريين اثنين.
 
وأفاد زاو فرانس برس "نعتقد أنهم شنّوا الهجمات بسبب مصادرة الجيش أطناناً من المخدرات قبل أسابيع".
 
وفي تموز/يوليو الفائت، واجهت الشرطة هجوما شرسا بالمدفعية حين شنّت حملة لمصادرة المخدرات في ولاية شان. وصادرت شرطة مكافحة المخدرات حينها مخزوناً ضخم من مخدر الميثامفيتامين ثمنه يبلغ ملايين الدولارات.
 
وباتت منطقة "المثلث الذهبي" التي تضم أراضي خارجة عن القانون في بورما وتايلاند ولاوس قاعدة كبير لإنتاج الافيون والهيروين وأنواع جديدة من المخدرات.
 
ومن المقرر أن ينتهي وقف إطلاق النار في ولاية شان الذي أعلنه الجيش في كانون الأول/ديسمبر رسمياً خلال أسبوعين على الرغم من استمرار الاشتباكات مع الجماعات المسلحة في المنطقة.
 
وأضافت خطط الصين للاستثمار في مشاريع البنية التحتية الكبرى في المنطقة بعداً آخر للصراع بالنسبة للجماعات التي تتنافس من أجل السيطرة على الأراضي ذات القيمة المتزايدة.