بعد عزل رؤساء بلديات أكراد.. احتجاجات على "انقلاب أردوغان"

وصف حزب موال للأكراد قيام أنقرة بعزل رؤساء ثلاثة بلديات بـ"انقلاب أردوغان"، فيما وصفه رئيس بلدية إسطنبول بالإجراء "غير المقبول". يأتي هذا في وقت تشهد مدن ديار بكر وماردين ووان احتجاجات واسعة وأعمال شغب ضد قرار العزل.
 
يصف أحد رؤساء البلديات الثلاث المعزولين قرار حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان الخاص بعزله واثنين آخرين من زملائه من مناصبهم رغم انتخابهم بـ"قمة الظلم". أما حزب الشعوب الديمقراطي، الموالي للأكراد، الذي ينتمي إليه رؤساء البلديات المعزولون، فيصف الخطوة بـ "انقلاب أردوغان السياسي".
 
ويضيف الحزب في بيان رسمي "أن وزارة الداخلية لا تترك حتى هامشا ضيقا للديمقراطية". أما رئيس بلدية إسطنبول الذي فاز أيضا في الجولة الثانية من الانتخابات البلدية بعد اعتراض أردوغان وحزبه على نتائج الجولة الأولى، فوصف الإجراء في تغريدة بأنه "غير مقبول".
 
في غضون ذلك شهدت المدن الثلاث ذات الغالبية الكردية احتجاجات واسعة ضد ما وصفوه بـ"القرار الجائر" اليوم الثلاثاء (20 آب/أغسطس 2019). واستخدمت قوات الأمن التركية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق احتجاجات في محافظة ديار بكر جنوب شرقي البلد ضد الحكومة، وذلك بعد قيام وزارة الداخلية بعزل ثلاثة رؤساء بلديات أكراد.
 
وأعلنت وزارة الداخلية أمس عزل رؤساء بلديات ديار بكر وماردين ووان ذات الأغلبية الكردية لوجود تحقيقات بحقهم بتهم تتعلق بدعم الإرهاب، حسب التعبير الرسمي.
 
وأعلنت مصادر في المعارضة أنه جرى إغلاق كافة مداخل مدينة ديار بكر، إلا أن المواطنين تمكنوا من الخروج للتعبير عن رغبتهم السياسية. وقالت النائبة عن حزب الشعوب فيليكناس أوجا، التي أصيبت في المواجهات: "لقد تجمعنا بالقرب من البلدية لممارسة حقنا الديمقراطي". وأضافت، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عبر الهاتف من المستشفى، أن الشرطة استخدمت الهراوات وخراطيم المياه ضد المتظاهرين.
 
وكان رؤساء البلديات الثلاثة قد فازوا في الانتخابات التي جرت في 31 آذار/مارس الماضي بأغلبية واضحة، حيث فاز عدنان سلجوق مزراقلي برئاسة بلدية ديار بكر، وأحمد تورك ببلدية ماردين، وبديعة أوزغوكجه ببلدية وان.
 
وذكرت وكالة "الأناضول" التركية أمس أن هناك قضايا منظورة بحق المسؤولين المعزولين وأنهم يواجهون فيها اتهامات بارتكاب جرائم مثل نشر دعاية إرهابية لمنظمة "حزب العمال الكردستاني" أو الانتماء للمنظمة وتقديم الدعم لها.
 
وكان أردوغان هدد قبل الانتخابات المحلية في آذار/مارس بعزل رؤساء البلديات المنتمين لحزب الشعوب إذا ما وُجهت لهم اتهامات على صلة بالإرهاب حتى لو فازوا في الانتخابات.
 
يذكر، أنه منذ محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا عام 2016، قامت السلطات بعزل العشرات من رؤساء البلديات المنتمين لحزب الشعوب وعينت مكانهم أشخاصا تثق بهم، وذلك بزعم وجود صلات بينهم وبين "حزب العمال الكردستاني" المحظور.