على خطى رونالدو.. غاريث من لاعب غير مرغوب فيه إلى منقذ للريال

كرة القدم لا تخضع للمنطق، حقيقة تتكرر عند كل مرة. فقبل أربعة أسابيع كان رحيل الوليزي غاريث بيل عن صفوف ريال مدريد أمر وشيك، أما اليوم فقد أصبح ألأخير أساسيا، بل وقام بما قام كريستيانو رونالدو.
 
في منافسات الدور الثالث لليغا الإسبانية، سقط برشلونة في فخ التعادل أمام أوساسونا بهدفين لكل من الفريقين. نتيجة كان يود الغريم ريال مدريد في مواجهته أمام فياريال (الأحد الأول من سبتمبر/ أيلول) استغلالها للهرب قليلا عن غريمه التاريخي، قبل أن تشتد المنافسة بين الاثنين في الأسابيع القادمة.
 
بيد أن ذلك لم يحدث، ليكتفي ريال مدريد بذات نتيجة برشلونة، وهي التعادل بهدفين، بل وكاد الملكي الأبيض أن ينهزم بعد تقدم فياريال في الدقية 12 و73، لولا ردّ الملكي في الدقيقتين 45 و85 من عمر المباراة. وفي الحالتين، كان الوليزي غاريث بيل المنقذ، وذلك قبل أن يغادر الأخير المستطيل الأخضر مطرودا في الوقت المحتسب بدل الضائع لحصوله على إنذارين.
 
ولا أحد في تاريخ نادي ريال مدريد أحرز هدفين في مباراة واحدة ثم طرد منها، غير كريستيانو رونالدو، وكأن القدر أراد أن يدخل غاريث بيل عهدا جديدا في مدريد بعد كل الانتكاسة التي عاشها هناك.
 
إلى وقت قريب جدا، كان رحيل اللاعب الوليزي وشيكا لدرجة أن المدرب زيدان تحدث إلى الإعلام معربا في شهر يوليو/ تموز الماضي عن أمله في أن يتم الرحيل "في أقرب وقت". لكن سرعان ما تغيرت الأمور، وبعد تصريحه الأول بأربعة أسابيع، عاد المدرب الفرنسي ليصحح أن هذا اللاعب "ليس للبيع"، وأن تركيز بيل وباقي زملاءه "منصب على منافسات الموسم. وجميعهم لا يفكرون سوى في البقاء واللعب" لصالح ريال مدريد.
 
هذا التغير الجذري في موقف زيدان الذي بات منذ انطلاق الدوري يراهن وبقوة على المهاجم، فهمها البعض على أنها ليست فقط خطوة منطقية سببها إصابة اللاعب البلجيكي هازارد فحسب، لكنها أيضا استراتيجية يتبعها النادي لتسويق لاعب كان يوما الأغلى في سوق الانتقالات، بثمن يكفل التعاقد فيما بعد مع الدولي الفرنسي بول بوغبا الذي يود مغادرة مانشستر يونايتد بأي ثمن.
 
وحتى وإن كان هذا الطرح واردا، يبقى أن غاريث بيل نجح ولو ظرفيا وعبر هذه الطريقة، في أن يتم الربط بينه وبين كريستيانو رونالدو، إضافة إلى أنه تحول إلى منقذ لـ"الميرنغي" في رفع رصيده إلى خمس نقاط من أول ثلاث مباريات، متقدما بنقطة واحدة عن برشلونة حامل اللقب، ومتأخرا في ذات الوقت بأربع نقاط عن أتليتيكو مدريد الفائز بجميع مباريات الليغا الثلاث.
 
أداء بيل في مباراة أمس الأحد ينبئ بأن الوليزي يريد فتح صفحة جديدة، أكثر عطاء. فقد كان من أكثر المتضايقين، بل والخاسرين حين كان كريستيانو رونالدو "دون" النادي الملكي. وحتى بعد رحيل النجم البرتغالي لم ينجح الأول إلى جانب الفرنسي كريم بنزيمة الموسم الماضي في تعويض الفراغ الذي ترتب عن ذلك، ولو قليلا. وبالإجماع أشادت المواقع المختصة بقدرته على حسم المباراة في اللحظات الحرجة، وهي أخبار إيجابية غابت عن مسامع غاريث بيل لفترة طويلة.