طورها الأمريكان لضرب إيران.. تعرف على "أم القنابل خارقة الحصون" (فيديو)

سلطت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الضوء على تجربة القنبلة "GBU-57" الأمريكية فائقة القوة، التي قامت الولايات المتحدة مؤخرا باستخدامها في قصف نموذج لمنشأة "فوردو" النووية الإيرانية، باستخدام قاذفة القنابل B-2.
 
وقالت الصحيفة "أعلنوا في إيران استئناف ضخ اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي، وهذه هي القنبلة الوحيدة على ما يبدو التي يمكنها تدمير الموقع المحصن حيث يتم تخزينها (أجهزة الطرد)".
 
واستندت "يديعوت" إلى تحقيق نشرته قبل أيام صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قالت فيه إن الأمريكان بنوا قبل نحو عقد من الزمن موقعاً مماثلاً في حجمة للموقع النووي في مدينة فوردو الإيرانية بمحافظة قم وقصفوه من خلال قنابل عملاقة تسمى GBU-57 MOP، اختصاراً لـ( Massive Ordnance Penetrator)، وتعني "قنبلة الاختراق الهائل".
 
وقالت إن هذه القنبلة يصل وزنها 13.6 طن، وتعد "أم قنابل الاختراق"، ولم يتم حتى الآن استخدامها بشكل عملياتي ضد أهداف حقيقية.
 
وفي مايو الماضي، نشر سلاح الطيران الأمريكي مقطع مصور ظهرت فيه قاذفة القنابل الشبحية B-2 وهي تلقي "أم القنابل".
 
وظهر في المقطع ألقاء قنبلتين من طراز GBU-57 ضد أهداف أرضية في منطقة غير محددة الموقع.
 
وشوهدت القنبلتان خلال إلقائهما من المقاتلة، تختفيان على الأرض، محدثتان دوياً هائلاً، (شاهد المقطع أدناه).
وأجريت هذه التجربة بعد عشر سنوات من توجيه سري من قبل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في 2009 لجيش بلاده ووحدات تطوير الأسلحة المتقدمة التابعة له بإعداد خيار عسكري لمهاجمة وتدمير مواقع إيران النووية.
 
حتى ذلك الوقت لم يكن لدى الولايات المتحدة أو إسرائيل بالطبع مثل هذه الإمكانية. لكن في أعقاب هذه التوجيهات طور الجيش الأمريكي قنبلة GBU-57 التي يتم إلقاؤها من قاذفات قادرة على حمل وزن غير عادي، ويمكنها اختراق الخنادق المنيعة على مراحل وبتفجيرات متسلسلة.
 
ومن أجل التحقق من قدرة هذه القنبلة على ضرب المنشآت الإيرانية، بنى الأمريكان في قلب الصحراء في غربي الولايات المتحدة، قرب نيومكسيكو، منشأة تحت الأرض مماثلة في الحجم والعمق والتحصينات للمنشأة الإيرانية الأهم في بوردو، قرب مدينة قم.
 
وقصف الطيران الأمريكي "فوردو" نيومكسيكو، ومن خلال توثيق عملية القصف بعدة أجهزة وأشرطة مصورة، تبين أنها دمرت بالكامل.
 
وبهدف إقناع إسرائيل بعدم مهاجمة إيران، وإظهار أن الولايات المتحدة قادرة على ذلك وحدها إذا اقتضت الضرورة، أقدم وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا عام 2012 على خطوة غير مسبوقة، حيث استدعى إلى مكتبه نظيره الإسرائيلي في تلك الفترة إيهود باراك وعرض عليه الأشرطة السرية المصورة التي نالت استحسان الوزير الإسرائيلي.
 
وبحسب "يديعوت أحرونوت" فإن GBU-57 هي "مخترقة الحصون" غير النووية الاقوى. ويسمح أنظمة التوجيه للقنبلة بإصابة الأهداف الواقعة على عمق بعيد تحت الأرض، ولديها القدرة على "الحفر عميقاً" عبر الصخور والأرض والخرسانة، وتدمير أية أبنية، وقد طور البتاجون القنبلة لهدف واحد، هو تدمير موقع "فوردو" النووي" المبني على سفح جبل.
 
وقالت "يديعوت": في يناير 2012، قال مسؤولون أمريكيون إنهم لا يعتقدون أن أكبر قنبلة ستخترق المخبأ حيث أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم (في فوردو)".
 
وأضافت "لكن تطوير GBU-57 غير القصة. أجريت أول تجربة ناجحة للقنبلة في مارس 2007، في نيومكسيكو. هناك من يقدرون أن حجم القنبلة أكبر من سابقتها، BLU-109".
 
واشارت ان "قوة القنبلة أكبر بعشر مرات. طول كل قنبلة 6 أمتار وقطرها 80 سم. وتحمل 2404 كيلوغرام من المواد المتفجرة القادرة على الاختراق إلى عمق 60 متراً".
 
ووفقًا لموقع الشركة المصنعة بوينج "تم تصميم القنبلة لتدمير أنفاق ومخابئ الخرسانة المسلحة"، وفقط قاذفات من نوع B-2 التي لا توجد سوى لدى سلاح الجو الأمريكي، يمكنها إلقاء القنابل.
 
والقنبلة أكبر كثيراً من "أم القنابل" (MOAB)، التي تم تطويرها للمرة الاولى عام 2003 ووزنها 10 طن، واستخدمها الأمريكان عملياً لمرة واحدة في أفغانستان.