الاستخبارات الأمريكية: داعش والقاعدة يوسّعان مناطق النفوذ

ذكرت تقارير صحفية، (الأربعاء) نقلا عن مسئولين امريكيين، أن عميلاً متخفياً داخل تنظيم «داعش» قدّم معلومات مهمة أدت إلى العثور على مخبأ زعيم التنظيم الإرهابي «أبو بكر البغدادي»، سيحصل، على الأرجح، على مكافأة تبلغ 25 مليون دولار أو على جزء منها. وجاءت هذه المعلومات في وقت قال فيه مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب بالوكالة في الولايات المتحدة، راسل ترافرس، إن خطر المجموعات الإرهابية المتشددة يتزايد في بعض المناطق في العالم.
 
وكشف ترافرس في جلسة استماع عقدتها لجنة الأمن القومي في مجلس النواب، الأربعاء، أن التنظيمات الإرهابية مثل «داعش» و«القاعدة» توسع نفوذها إلى مناطق جديدة، الأمر الذي يزيد من الأخطار المحدقة بمصالح الولايات المتحدة.
 
وأضاف مسؤول مركز مكافحة الإرهاب (جزء من مكتب مدير الاستخبارات الوطنية) أنه رغم مقتل زعيم «داعش» الإرهابي، أبو بكر البغدادي، فإن خطر هذا التنظيم لا يزال موجوداً ويتجسد في آلاف المقاتلين الموجودين في كل من سوريا والعراق. وأكد أن التنظيم لا يزال يشن هجمات وينصب كمائن ضد القوى الأمنية المحلية، وأن عناصره تلجأ إلى المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة في شمال سوريا وغرب العراق.
 
وأعرب ترافرس عن تخوف الإدارة الأميركية من فرار عناصر من «داعش» من السجون في العراق وسوريا، الأمر الذي سيعزز من قدرة التنظيم على تنفيذ هجمات. وتابع أن «داعش» توسع خارج العراق وسوريا ليشمل نحو 20 شبكة وفرعاً حول العالم، وأنشأ فروعاً جديدة له في موزمبيق وباكستان وتركيا.
 
وناقشت جلسة لجنة الأمن القومي في مجلس النواب أيضاً الأخطار الإرهابية المحدقة بالولايات المتحدة، ودور إيران ووكلائها في المنطقة. وأكد مكتب الاستخبارات الوطنية، المسؤول عن كل وكالات الاستخبارات الأميركية مثل «سي آي إيه» و«إف بي آي»، أن جهود إيران و«حزب الله» لتوسيع شبكاتهما الدولية تهدد بشكل مباشر الولايات المتحدة. فالاعتقالات التي طالت عملاء ودبلوماسيين إيرانيين العام الماضي في الولايات المتحدة وأوروبا تؤكد على نية طهران استخدام العنف ضد أعدائها حول العالم بمن فيهم الولايات المتحدة.
 
كما أن اعتقال أحد عملاء «حزب الله» في ولاية نيوجيرسي الأميركية في يوليو (تموز) الماضي، يُعتبر أيضاً دليلاً على توسع نفوذ الحزب الذي أصبح فاعلاً في أوروبا وأميركا الجنوبية وأفريقيا، بحسب الاستخبارات الأميركية.
 
وقال ترافرس في الجلسة إن النظام الإيراني مستمر في استخدام الإرهاب لتهديد الولايات المتحدة وحلفائها، ولتكريس نفوذه السياسي في الشرق الأوسط. وأضاف: «كما شاهدنا في الأشهر الماضية، فإن هجمات إيران على منشآت النفط السعودية تهدف إلى تصعيد جهود النظام لترهيب أعدائه وتكبيدهم خسائر مادية. إيران، ومن خلال ميليشيا الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات والأمن، لديها روابط مع عناصر وشبكات إرهابية في أوروبا وآسيا وأفريقيا، ويمكنها أن توجهها لشن هجمات ضد الولايات المتحدة أو حلفائها».
 
وختم قائلاً إن استمرار إيران بدعم كل من «حزب الله» في لبنان والميليشيات في العراق والحوثيين في اليمن دليل قاطع على تصميمها على بسط نفوذها السياسي وتعزيزه في المنطقة.
 
في غضون ذلك، نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن صحيفة «واشنطن بوست» إنه أن المرجح أن يحصل العميل المتخفي الذي قدم معلومات مهمة أدت إلى العثور على مخبأ «أبو بكر البغدادي» في إدلب السورية، على المكافأة البالغة 25 مليون دولار أو على جزء منها.
 
وقالت الصحيفة إن العميل كان عضواً في «داعش»، وسهّل تحركات «البغدادي» في سوريا، وساعد على الإشراف على مخبئه قرب الحدود التركية.
 
وقتلت القوات الأميركية الخاصة البغدادي في غارة على مخبئه، ليل السبت - الأحد، بحسب ما أفادت به السلطات الأميركية.
 
وقالت الصحيفة إن المخبر كان موجوداً وقت الغارة، وتم إخراجه وعائلته من المنطقة بعد يومين. وتابعت أن من المرجح أن يحصل الرجل الذي لم تكشف عن هويته، على المكافأة البالغة 25 مليون دولار، أو على جزء منها. وتابعت «الوكالة الفرنسية» نقلاً عن الصحيفة الأميركية أن المخبر كان على علم بتفاصيل مخبأ البغدادي غرفة... غرفة، وأن الاستخبارات الكردية هي التي عثرت على المخبر الذي وصفه مسؤول بأنه من العرب السنّة، وانقلب على التنظيم المتشدد، بعد أن قتل أحد أقاربه.
 
وبعد ذلك حوّل الأكراد اسمه على الأميركيين الذين أمضوا أسابيع في التحقق من مصداقيته قبل أن يغتنموا الفرصة خلال الشهر الحالي، ويشنوا الغارة على مخبأ البغدادي، بحسب الصحيفة.