‏تحرير الحديدة رداً على استهداف المخا..!

(تعرضنا طوال هذه الليلة ونحن في مقر الفريق الحكومي إلى قصف متواصل بالصواريخ الباليستية والطائرات من المليشيات الإرهابية الحوثية، ونحن ما زلنا نحلم بحل سلمي يقوده مبعوث كذاب وجنرال أسير مقيد إلى سفينة الأمم المتحدة في ميناء الحديدة).

هكذا قالها بصراحة وبأمانة تاريخية اللواء محمد عيضة رئيس الفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار بالحديدة، عقب الهجوم الحوثي على مقر سكن اللجنة الحكومية بالمخا.

إجبارياً تتجه اليمن نحو دورة جديدة من الحرب مع الميليشيات الحوثية في الساحل الغربي، حيث تبدد "المسيرات" المفخخة والصواريخ الباليستية والتحشيدات والخروقات فرص السلام لتعيد الجميع إلى المربع الأول.

الاعتداءات الحوثية المتكررة على المخا واستهداف مقر سكن الفريق الحكومة في لجنة إعادة الانتشار تفرض على الشرعية والمقاومة المشتركة تحمل مسؤولياتهم، سيما والجميع يدرك أن الميليشيات لم تكن جادة بالسير نحو السلام وإنما أجبرت على ذلك لتحافظ على وجودها في جزء من مدينة الحديدة والموانئ، واتخذت من اتفاق السويد ذريعة لتضليل الرأي العام الدولي من أجل إعادة ترتيب صفوفها والاستعداد لخوض معركة جديدة، فطوال عام عرقلت تنفيذ أي جزئية من الانسحاب من الموانئ والمدينة ولم تلتزم بوقف إطلاق النار تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الصادر في 18 ديسمبر 2018م.

إن وقف جرائم الحوثي لن يتم بالبيانات أو التنديدات أو المطالبات والتوسلات، ولا عبر إحاطة المبعوث الدولي (القلقة)، فهذه التجربة يعرف الجميع فشلها، وإنما باستكمال تحرير مدينة الحديدة والتي يتخذ دجال مران وخبراء إيران من موانئها غرفة عمليات ومنطلقاً لشن هجماتهم الإرهابية.. ونعتقد أن أبسط قرار يمكن أن تتخذه الحكومة هو إعلان تعليق عمل فريقها في لجنة إعادة الانتشار بالحديدة كرد خجول على استهداف الحوثيين لحياة رئيس وأعضاء الفريق الحكومي داخل سكنهم.

قبل عام.. وتحديداً في شهر نوفمبر، تم إيقاف معركة تحرير الحديدة، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم دفع شعبنا تكلفة مضاعفة من المدنيين الأبرياء، حيث سقط أكثر من 400 طفل وامرأة وشيخ برصاص الحوثيين، خلافا لآلاف الجرحى، كان يمكن حماية دماء هؤلاء العزل لو استكملت المقاومة تحرير الحديدة.

نحن أمام معركة قذرة ولا بد أن تتوقف بالقوة، طالما لم يجنح الحوثيون للسلم، وعلى الشرعية والمقاومة المشتركة واجب حماية دماء المواطنين وممتلكاتهم ووضع حد لاعتداءات المليشيات.

واضح أن عدم الرد بقوة على اعتداءات الميليشيات الحوثية على المخا بعد قصفهم مستشفى أطباء بلا حدود، شجعهم على شن اعتداء جديد على المدينة واستهداف مقر سكن اللجنة الحكومية لإعادة الانتشار والذين يحلمون بالسلام مع عصابة كهنوتية نكثت بعشرات الاتفاقات والعهود.

لقد أعلن الحوثة الحرب وموت اتفاق ستوكهولم.. فلا تلهثوا وراء سراب.. ولا تراهنوا على قلق المبعوث الكذاب؟؟