انتفاضة العراق: 13 قتيلا وعشرات المصابين بالناصرية

قتل 13 شخصا على الأقل، وأصيب سبعون آخرون الخميس بعد إطلاق قوات الأمن النار على المتظاهرين لتفريقهم في مدينة الناصرية الجنوبية، باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.
 
وأعلن الجيش العراقي تشكيل "خلايا أزمة" عسكرية لمجابهة الاضطرابات. وقالت قيادة الجيش إن وحدة طوارئ شكلت "لفرض الأمن واستعادة النظام".
 
وجاء في بيان القيادة: "بناء على أوامر القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، عين بعض القادة العسكريين في الوحدة لإدارة شؤون قوات الأمن والجيش، ومساعدة المحافظين في أداء مهامهم".
 
وكانت السلطات تحاول إبعاد المتظاهرين عن جسرين رئيسيين في المدينة سيطروا عليهما وأغلقوهما، كما سيطروا على بعض شوارعها.
 
وتظهر مقاطع الفيديو التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، بعض المحتجين وهم يلقون الحجارة، ويستخدمون المقاليع في إطلاق مقذوفات على قوات الأمن على أحد الجسرين.
 
ومازالت الحكومة تحاول القضاء على الاحتجاجات المتواصلة على مدى شهرين والمطالبة بإنهاء الفساد، وتوفير وظائف للعاطلين عن العمل وانهاء التدخل الايراني.
 
ونددت وزارة الخارجية الإيرانية بالهجوم الذي تعرضت له قنصليتها في النجف الأربعاء، مع استمرار الاحتجاجات.
 
وطالب عباس موسوي، المتحدث باسم الوزارة، الحكومة العراقية باتخاذ "إجراءات مسؤولة وحازمة وفعالة"، ضد "عناصر المخربين والمهاجمين"، بحسب ما ذكرته وكالة اسنا للأنباء الخميس.
 
وقال المتحدث إن طهران ذكّرت الحكومة العراقية بمسؤوليتها تجاه حماية الدبلوماسيين والأماكن الدبلوماسية، وقدمت مذكرة احتجاج بهذا إلى السفير العراقي في العاصمة الإيرانية.
 
لماذا هوجمت القنصلية الإيرانية؟
 
كان شهود عيان في محافظة النجف قد أفادوا بأن متظاهرين تمكنوا من إحراق الجدار الخارجي للقنصلية الإيرانية في المحافظة.
 
وقال الشهود لبي بي سي، إن "المتظاهرين رفعوا العلم العراقي فوق السياج الخارجي للقنصلية بعد إنزال العلم الإيراني".
 
وأضاف أن "هناك أنباء عن اقتحام المتظاهرين لمبنى القنصلية بعد انسحاب قوات الشغب المكلفة بحمايته".
 
وتوجه الاحتجاجات المناهضة للحكومة أساسا إلى قادة البلاد السياسيين.
 
غير أن كثيرا ممن يشاركون فيها عبروا عن غضبهم من نفوذ إيران في الشؤون الداخلية العراقية، وأخذ هذا الغضب يزداد بالتدريج بعد الغزو الأمريكي الذي أطاح بالرئيس صدام حسين في 2003.
 
ويتهم محتجون إيران بالتواطؤ فيما يصفونه بفشل الحكومة وفسادها.
 
وهتف المتظاهرون في النجف مطالبين بخروج إيران من العراق، بينما كانت النيران تحيط بمبنى القنصلية.
 
وأفادت تقارير بأن الموظفين داخل المبنى تمكنوا من الفرار قبل اقتحامه.
 
وهذا هو الهجوم الثاني على القنصلية الإيرانية في العراق هذا الشهر، بعد استهداف مكتب شيعي في مدينة كربلاء قبل ثلاثة أسابيع.