رئيس البرازيل يتهم نجم هوليوود دي كابريو "بتمويل إشعال الحرائق" في غابات الأمازون

اتهم الرئيس البرازيلي جائير بولسونارو، الممثل الأمريكي الشهير ليوناردو دي كابريو، بالوقوف وراء موجة الحرائق التي اجتاحت غابات الأمازون، وقال إنه "منح أموالا لمن أشعلوا هذه الحرائق".
 
ولم يقدم الرئيس دليلا على اتهامه لدي كابريو، لكنه اتهم سابقا منظمات غير حكومية تنتقد سياساته في البرازيل، بأنها بدأت إشعال الحرائق في الأمازون للحصول على تمويلات.
 
واعتقلت السلطات البرازيلية عددا من الأشخاص باتهامات مثيرة للجدل وغير مثبتة تزعم أن الحرائق اُشعِلت كي يحصل مشعلوها على أموال وتبرعات.
 
ونفى دي كابريو، الذي تعهد بتقديم 5 ملايين دولار لصالح الأمازون بعد الحرائق، جميع اتهامات الرئيس البرازيلي.
 
وجاءت تصريحات بولسونارو تعليقا على اعتقال أربعة من رجال الإطفاء المتطوعين من ولاية بارا الشمالية، بعد اتهامهم بإشعال النيران للحصول على تبرعات للمنظمات غير الحكومية.
 
وردت جماعات حقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية ومنتقدو الحكومة بأن اعتقالات الشرطة للمتطوعين جاءت بدوافع سياسية ووصفوها بأنها محاولة لمضايقة الجماعات المهتمة بالبيئة. كما أثارت الاتهامات سخرية المعارضة.
 
وتسببت الحرائق التي اشتعلت في غابات الأمازون في شهر أغسطس/آب الماضي، في قلق عالمي بشأن المناطق الخضراء الشاسعة في أمريكا اللاتينية والمعروفة باسم "رئة الكوكب".
 
ماذا قال رئيس البرازيل؟
 
قال جائير بولسونارو، في القصر الرئاسي يوم الجمعة: "ليوناردو دي كابريو هذا رجل رائع، هل هذا صحيح؟ إنه قدم أموالا لإشعال الأمازون."
 
لم يقدم الرئيس أي دليل أو توضيح، على الرغم من أن البيان بدا وكأنه يردد ما قاله في البث المباشر على الإنترنت يوم الخميس.
 
وكان الرئيس قد تحدث في هذا البث عن المنظمة البيئية المعروفة باسم "الصندوق العالمي للحياة البرية" (WWF)، واتهمها بالحصول على تمويل من خلال صور حرائق الأمازون التي التقطها رجال الإطفاء الأربعة المعتقلون، رغم أنه تم إطلاق سراحهم في حينه.
 
ونفت منظمة الصندوق العالمي للحياة البرية كل هذه الاتهامات أيضا.
 
وقال بولسونارو : "إذن، ما الذي فعلته هذه المنظمة غير الحكومية؟ ما هو أسهل شيء؟ أشعل النار في الغابة. التقط صورا للحرائق، ثم قُم بعمل فيديو. كما شنت المنظمة حملة ضد البرازيل، وتتواصل مع ليوناردو دي كابريو، وهو يتبرع بمبلغ 500 ألف دولار."
 
ووجه الرئيس البرازيلي كلامه إلى دي كابريو، قائلا "جزء من التبرعات ذهب للمسؤولين عن إشعال الحرائق. ليوناردو أنت تساهم في إحراق الأمازون، ولا تريد هذا".
 
كيف رد دي كابريو؟
 
أصدر الممثل الأمريكي والناشط في حماية البيئة بيانا نفى فيه تمويل المنظمات المتهمة. وقال "رغم أنها تستحق الدعم بالتأكيد، إلا أننا لم نمول المنظمات التي تواجه الهجوم حاليا".
 
وأضاف أن "مستقبل هذه النظم الإيكولوجية (غابات الأمازون) التي لا يمكن تعويضها أصبحت على المحك وأنا فخور بأن أكون جزءا من المجموعات التي تحميها."
 
وأشاد دي كابريو بشعب البرازيل "الذي يعمل على إنقاذ تراثه الطبيعي والثقافي".
 
وأكدت منظمة الصندوق العالمي للحياة البرية أنها لم تحصل على أية تبرعات من الممثل الأمريكي، الذي تركز مؤسسته التي تحمل اسم " مؤسسة ليوناردو دي كابريو" على المشروعات البيئية.
 
ماذا عن الحرائق وعلى من يقع اللوم؟
 
لعدة أسابيع في شهر أغسطس/آب، اشتعلت الحرائق في أجزاء من الأمازون بمعدل لم تشهده هذه الغابات منذ سنوات، ما أثار قلقا دوليا بشأن حالة "رئة الكوكب".
 
الأمازون هي أكبر غابة مطيرة في العالم ومخزن حيوي للكربون الذي يبطئ من وتيرة الاحتباس الحراري.
 
في أغسطس/آب، حدثت آلاف الحرائق الفردية، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف الحرائق التي حدثت في الشهر نفسه من العام الماضي.
 
نشر الرئيس البرازيلي الجيش في منطقة الأمازون وخفت الحرائق بعد شهر أغسطس/آب، على الرغم من أن نشطاء يقولون إنه كان على الحكومة أن تبذل المزيد من الجهد لمنعها.
 
حرائق الغابات تحدث خلال موسم الجفاف بين يوليو/تموز وأكتوبر/تشرين أول. ويمكن أن يكون سببها أحداث طبيعية، مثل صواعق البرق. لكن يُعتقد أن معظمها بدأ هذا العام بسبب المزارعين وقاطعي الأشجار الذين يمهدون الأراضي للزراعة أو الرعي.