واشنطن تتوعد "مليشيات إيران" في العراق وسوريا بمزيد من الضربات

ارتفعت حصيلة قتلى الغارات الأمريكية على قواعد حزب الله العراقي إلى 25 قتيلاُ و 55 جريحا، في وقتِ أكدت فيه واشنطن أنها عازمة على اتخاذ إجراءات أخرى لـ"الدفاع عن النفس وردع الميليشيات أو إيران " من ارتكاب أعمال معادية.

في أوّل تعليق له على الغارات الجوية التي نفذتها قوات بلاده على قواعد تخصّ فصيلاً عراقيا موالياً لإيران، قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إننا " لن نقف مكتوفي الأيدي أمام ما تقوم به جمهورية إيران الإسلامية من إجراءات تُعرّض الرجال والنساء الأمريكيين للخطر".

وتابع بومبيو، وفقا لوكالة أنباء بلومبرغ الأمريكية، إن ما فعلته بلاده "يجعل ما قاله الرئيس دونالد ترامب منذ شهور كثيرة واضحا"، مضيفاً أن الهجمات التي نفذها الفصيل العراقي، وهو عضو في ميليشيات الحشد الشعبي، على منشآت أمريكية تضمّ أفراداً أمريكيين، "ليس الهجوم الأول الذي يعرّض حياة الأمريكيين للخطر".

وارتفع عدد قتلى الغارات الجوية الأمريكية، التي شُنت يوم الأحد في العراق وسوريا (29 ديسمبر/كانون الأول 2019)، إلى 25 مقاتلاً و55 جريحا، وفق مصادر أمنية عراقية، وجاءت رداً على هجوم صاروخي قالت واشنطن إن قواعد حزب الله الموالية لإيران شنته على قاعدة عسكرية في محافظة كركوك، ما أسفر عن مقتل أمريكي، وهو هجوم ضمن سلسلة هجمات نفذتها هذه الميليشيات منذ أسابيع، لكن الجمعة كانت المرة الأولى التي تتعرّض فيها الولايات المتحدة لخسائر بشرية.

ومن جهته، صرّح وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إن طائرات من طراز إف 15 قصفت خمسة أهداف، ثلاثة في غرب العراق واثنان في شرق سوريا، مشيرا إلى أنها كانت إما منشآت قيادة أو مخازن أسلحة، مبرزاً أن الضربات "كانت ناجحة"، وأن الطائرات عادت إلى القاعدة بـ"أمان".

وتوّعد إسبر بالمزيد من الضربات، إذ قال: "سنتخذ مزيدا من الإجراءات إن لزم الأمر من أجل الدفاع عن النفس وردع الميليشيات أو إيران" من ارتكاب اعمال معادية. بينما صرّح متحدث باسم البنتاغون أن الغارات الأمريكية تهدف إلى "إضعاف قدرات كتائب حزب الله على شن هجمات مستقبلا".

غير أن الضربات الأمريكية لم تنه صواريخ الميليشيات المعادية للوجود الأمريكي في العراق، إذ صرّح مسؤول أمني عراقي أن أربعة صواريخ كاتيوشا سقطت مساء في محيط قاعدة التاجي التي تضم جنودا أمريكيين دون أن تسفر عن ضحايا، ساعات قليلة بعد القصف الأمريكي. في هذا السياق حذر قيادي كبير في قوات الحشد الشعبي العراقية، التي تنضوي تحت لوائها جماعات شبه عسكرية تتألف في معظمها من فصائل شيعية تحظى بدعم إيراني، من رد قوي على القوات الأمريكية في العراق.

وقال القيادي جمال جعفر إبراهيمي، المعروف بالاسم الحركي أبو مهدي المهندس، في وقت متأخر من مساء أمس الأحد "دماء الشهداء لن تذهب سدى وردنا سيكون قاسيا جدا على القوات الأمريكية في العراق".

وندد المتحدث العسكري باسم رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، بـ"انتهاك السيادة العراقية"، فيما كانت البحرين أوّل دولة عربية تشيد بالغارات الأمريكية، إذ قالت خارجيتها في بيان إن هذه الغارات "رد على الأعمال الإجرامية المتكررة التي تقوم بها هذه الكتائب الإرهابية"، وأشادت البحرين في الصدد ذاته بـ"الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة التي تقوم بدور استراتيجي هام في التصدي للجماعات الإرهابية".