2019.. عام من الفظائع والجرائم الحوثية بحق اليمنيين

يطوي عام من ألم المختطفين صفحته، ويتأهب آخر لفتح أولى صفحات عامه الجديد بتدوين قصص مئات المختطفين اليمنيين، "ذكوراً وإناث"، معظمهم يموت يومياً، نفسياً وروحياً وجسدياً، تحت سطوة اسواط جلادي مليشيا الحوثي الإرهابية، وأغلال قيود سجانيها، في ظل غض الطرف الأممي عن الجريمة الإنسانية.

ويتعرض آلاف المختطفين والمخفيين قسراً لمختلف صنوف التعذيب النفسي والجسدي، في معتقلات مليشيا الحوثي الإرهابية.

رابطة أمهات المختطفين، في محافظة إب، وسط اليمن، كشفت أن 198 مختطفاً يتعرضون يوميا للتعذيب الجسدي والنفسي والحرمان من الرعاية الصحية داخل سجون جماعة الحوثي.

وبحسب بيان نشرته الرابطة على حسابها الرسمي في فيسبوك، "منعت الجماعة الحوثية الدواء عن المعتقلين، وتعمد إلى قتلهم بالموت البطيء"، مشيرا إلى أن الخمسة الأعوام الأخيرة شهدت وفاة العشرات منهم تحت التعذيب.

مرضى القلب والكلى والكبد

البيان أكد، أن "خمسة معتقلين يعانون من أمراض القلب وقصور وظائف الكلى والكبد"، فيما حياة البقية تظل عرضة للخطر في ظل استمرار الحرمان من الرعاية الصحية.

أمهات وهي تحمل الحوثيين، حياة وسلامة وحرية المختطفين والمخفيين قسرياً، ناشدت المنظمات الحقوقية والإنسانية وعلى رأسها المفوضية السامية والصليب الأحمر لمساعدتهن في إنقاذ المختطفين والمخفيين قسريا والكشف عن مصيرهم المجهول.

وطالبت، بإطلاق سراح جميعهم دون قيد أو شرط وفي مقدمتهم المرضى قبل فوات الأوان.

مصادر حقوقية اكدت لوكالة "خبر"، ان عدد المخفيين الذي ورد في بيان الرابطة، لا يعني انه الرقم الفعلي، بقدر ما هو عدد الذين وثقت حالاتهم الرابطة، فيما الرقم الفعلي امثال ذلك.

وتقول المصادر انها لا تخلو قرية من مختطفي المليشيا الحوثية.

تعذيب حتَّى الموت

من قلب الحالمة تعز، يحكي الدكتور محمد علي عبدالله الوهباني- اكاديمي في جامعة الجند - قصة ابنه الذي توفي في معتقل حوثي بتعز، يقول "اتصلوا بي وقالوا لي تعال للمحور اعمل إلتزام بتحضير ولدك وقت الاستدعاء، فعلنا التزاما وولدي داخل الزنزانة قد فارق الحياة وقدهو يابس".

ويروي، "له محبوس ثمانيه وعشرين يوما.. خطفوه اليوم الاول واتصلوا بي اليوم الثاني يوم الأربعاء وقالوا لي ابنك عندنا لا تقلق، المهم بكَّرت يوم السبت للمحور أتابع بعد ابني اشتي اخرجه واسال ايش عمل وعلى ايش محبوس ويقلي العسكري مابوش شي عله بس بنراعي للفندم انور الجندي رئيس شعبه الامن العسكري نخلوه يعمل امر الافراج".

واستطرد، "المهم سارح راجع، سارح راجع، يمكنونا لما يجي الفندم انور الجندي، لما يجي الفندم، وعلى هذه الحال، ثمانية وعشرين يوم، ولا اعلم ابني على ايش محبوس، حتى هم العسكر يقولوا مابوش عله شيء ولكن اجراءات رسميه فقط مابوش شيء.. المهم ولا امس يوم الثلوث 24 ديسمبر اتصلوا بي يقولوا اطلع اعمل التزام انك بتحضر ابنك وقت استدعائه.. عملت التزام وسرحت للزنزانه شخرج ابني، اجي قد هو ميت والدم يخرج من لقفه وانفه وقد هو يابس والمصحف بيده"..

وتقول مصادر محلية ان ايمن تعرض للتعذيب حتى فارق الحياة، فلجأت المليشيا الى استدعاء والده لعمل التزام، تغطية لجريمتها.

استغلال وابتزاز

ونفذت مليشيا الحوثي عشرات المداهمات على المنازل والجامعات والكافيهات وغيرها، واعتقلت مئات الفتيات والنساء، والصقت بهن تهم التخابر وممارسة الفاحشة وغيرها، بهدف ابتزازهن والضغط عليهن واستغلالهن بطرق عدة.

النساء في اليمن كغيرها من الرجال، ضحية الاختطافات الحوثية التي امتلأت بهن سجون الامن السياسي والبحث الجنائي بالعاصمة صنعاء.

الدكتورة وسام باسندوة- باحثة في شؤون الحقوق والحريات اليمنية- أكدت في حديث لها مع "العربية"
أن المليشيا، استحدثت أيضا، سجون إضافية، وحولت بعض المنازل إلى معتقلات للنساء، وقامت باستغلالهن وابتزازهن.

وأوضحت، أن كثيرا من الأسر تتحفظ عن ذكر أسماء بناتهن كمعتقلات بسبب العادات والتقاليد المجتمعية التي تُعيب المرأة المعتقلة وهو ما جعل منهن فريسة سهلة تنهشها السباع الحوثية.

نظرة العيب المجتمعية نحو المرأة المعتقلة ساهمت الى حد كبير في تجنيد بعض النسوة لدى المليشيا التي قامت بتصويرهن سلفا.

تهم الدعارة

المدعو سلطان صالح عيضة زابن، والمكنى (ابو صقر)، المعيَّن مديرا للبحث الجنائي بأمانة العاصمة صنعاء، بعد أن منحته رتبة عميد، كان المتورط الأول باختطاف أعداد كبيرة من النساء في صنعاء وإيداعهن في سجون سرية، وصدرت بحقه -لاحقا- أوامر نيابية بالضبط القهري.

بمباركة حوثية، وبعمليات مداهمة تشارك فيها ما تسمى بـ"الزينبيات"، فتح "زابن"، سجنا خاصا به يقوم باختطاف النساء وإيداعهن فيه، بعد مداهمة منازلهن ونهب ذهبهن وكل ما هو ثمين، ثم يوجه لهن تهم الدعارة والتخابر مع دول التحالف، ومساومة اهاليهن باطلاقهن مقابل مبالغ مالية كبيرة -بحسب افادة سابقة للمحامي عبدالرحمن برمان.

المحامي برمان، أكد أن ابتزاز أهالي المختطفات كان كبيرا جدا، بدلالة ثراء "زابن" السريع، حتى إنه "اشترى عمارة في صنعاء بأكثر من 150 مليون ريال يمني".

وقال مؤسس المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر ، ومقرها صنعاء، نبيل فاضل لوكالة أسوشيتد برس الامريكية، إن معلومات حصل عليها من عائلات، ومحتجزات سابقات، بيَّنت أن الحوثيين يعتقلون النساء بسبب مزاعم كاذبة أبرزها التعاون مع السعودية.

وبحسب فاضل، فإن الاعتقالات بدأت بعد تعيين القيادي الحوثي سلطان زابن رئيساً لقسم التحقيق الجنائي في صنعاء.

تواصل المليشيا جرائم انتهاكاتها، بتحد صارخ لمختلف القوانين الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، في ظل غض طرف الأمم المتحدة عنها، ما يراه مراقبون إيحاء منها بالقبول والرضا لتنفيذ مثل هكذا جرائم بحق الشعب اليمني.