خبراء اقتصاديون: صنعاء قاب قوسين من ثورة جياع

انعدام شبه تام للامن الغذائي في اليمن تزامناً مع انهيار كبير لقيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، يُنذر بانفجار ثورة شعبية في أية لحظة وتحديداً في المناطق التي تخضع لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية.
 
وبحسب مصادر اقتصادية لوكالة خبر، يستمر انحسار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، مع استمرار فرع البنك المركزي اليمني بصنعاء الخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي، بمنع تداول الطبعة الجديدة من العملة النقدية، والمطالبة بتوريدها إلى حسابات مالية لدى المليشيا في معظم البنوك ومحلات الصرافة المتواجدة في مناطق سيطرتها خلال مدة 30 يوماً بدأت من 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
 
وعلى خلفية القرار الحوثي، الذي صاحبته حملة نهب تضمنت مئات الملايين من الطبعة الجديدة للعملة، قامت البنوك وشركات التحويلات والبيع والشراء بالعملات برفع رسوم عمولة التحويلات المالية الداخلية إلى 10 بالمئة على كل عملية إيداع أو تحويل.
 
عجــز
 
القرار تسبب إيضاً بإيقاف صرف مرتبات عشرات الآلاف من الموظفين الذين يتسلَّمون مرتباتهم عبر وزارة المالية التابعة للحكومة الشرعية، بسبب عدم قدرة البنوك ومحلات الصرافة التي تتواجد في مناطق سيطرة المليشيا من الصرف بالعملة التي تحمل الطبعة القديمة، وفتح أسواق سوداء تشرف عليها بصورة سرية، قيادات حوثية، حددت قيمة الـ(1000) ريال من الطبعة الجديدة بـ (900) ريال من العملة القديمة، و(400) ريال لـ(500) ريال.
 
اعتباط
 
ووفق المصادر، تفاقم الأزمة المالية التي دشنتها مليشيا الحوثي بمثل هكذا قرارات اعتباطية، شكَّل تهديداً بالغاً على الأمن الغذائي المحلي، خصوصاً مع استمرارها إيقاف صرف مرتبات نحو (174,643) ألف موظف وموظفة، في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وهو الرقم الذي تضاف معاناته إلى الموظفين الذين عجزت الحكومة عن تحويل مرتباتهم بسبب عجز تسليمها من قبل البنوك ومحلات الصرافة التي تتعامل معهم "الحكومة" في مناطق سيطرة المليشيا.
 
ثورة جياع
 
خبراء اقتصاديون، توقعوا انفجار "ثورة جياع" عارمة، يقودها أصحاب البطون الخاوية، الذين نهبت المليشيا الحوثية كامل حقوقهم، في ظل إصابة قياداتها ونافذيها بتخمة الفساد وغرقها بين أكوام عقود الاستثمارات والعقارات.
 
وأكدوا، أن وراء كل ألف طفل وامرأة ومُسن يفترشون العراء ويلتحفون السماء، فاسداً حوثياً يعيش حياة الترف والبذخ، ينفق في سبيل المتعة والراحة، يومياً، ما يكفي لإطعام ستين مسكيناً. ولذلك، صنعاء، قاب قوسين من ثورة شعبية عارمة، تجرف السلالة الكهنوتية إلى مزبلة التاريخ.
 
ويورَّد شهرياً الى خزينة مليشيا الحوثي عشرات المليارات من إيرادات الجمارك والضرائب والجبايات والتبرعات وفوارق أسعار المشتقات النفطية والغاز المنزلي، وغيرها، فيما خصصت صرف البطش والإذلال وتهم التخوين لكل من يطالب بحقه في مناطق سيطرتها.