مخدرات وأسلحة وخلايا إرهابية نائمة.. أمريكا الجنوبية تتحرك ضد خطر حزب الله اللبناني

تنبهت دول في أميركا الجنوبية إلى خطر وجود حزب الله اللبناني وأنشطته غير القانونية في على أراضيها، خاصة تجارة المخدرات والتي تسهم في زعزعة استقرار تلك البلدان وتغذي العصابات الخارجة عن القانون.

وتبذل الولايات المتحدة وحلفاؤها جهودا لتضييق الخناق على حزب الله في في أميركا الجنوبية التي يتخذها ملاذا وقاعدة للتخطيط وتنفيذ أنشطة إرهابية وخارجة عن القانون، حيث تنتشر للجزب خلايا ومجموعات تسعى لتثبيت مناطق نفوذ لها هناك.

ويجري وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو لقاءات في عدة دول في أميركا اللاتينية، بالتزامن مع مؤتمر هام لمحاربة الإرهاب تنعقد أعماله في العاصمة الكولومبية بوغوتا.

ورغم بعد المسافات ما بين لبنان وأميركا اللاتينية، إلا أن الحديث عن حزب الله كان حاضرا، الأمر الذي دعا بومبيو إلى الطلب من حلفاء الولايات المتحدة اتخاذ خطوات أكثر قوة ضد التنظيم الشيعي اللبناني الذي تصنفه واشنطن "منظمة إرهابية"، معتبرا أن وجود عناصر منه في فنزويلا هو أمر "مرفوض".

ويجري بومبيو لقاءات مع ممثلين عن 25 دولة في المنطقة، حيث يهدف منها إلى تعزيز جهود محاربة الإرهاب في المنطقة من جهة، ومحاصرة أنشطة حزب الله التي تشكل خطرا على الأمن القومي للولايات المتحدة ودول أميركا الجنوبية.

ماذا يفعل حزب الله في أميركا اللاتينية؟

ويعود تاريخ وجود حزب الله في دول أميركا اللاتينية إلى التسعينيات حيث قاموا نيابة عن النظام الإيراني بتفجير مركز للجالية اليهودية في الأرجنتين خلف 85 قتيلا وأكثر من 300 جريح، عام 1994.

وبعد سنوات من التحقيقات والتتبع، خلص المدعون العامون في الأرجنتين عام 2006 إلى أن إيران أمرت بتنفيذ التفجير، وميليشيا حزب الله اللبناني نفذت، وذلك بعد قرار بوينس آيرس تعليق عقد نقل تكنولوجيا نووية إلى طهران.

كما تكشف التحركات الأخيرة للديكتاتور نيكولاس مادورو في فنزويلا أنه يستعين بمجموعات تابعة لحزب الله، ويأويهم في بلاده.

وطالب الرئيس الكولومبي إيفان دوكي الاثنين بتشديد العقوبات على فنزويلا بسبب "الدعم الذي تقدمه ديكتاتورية مادورو إلى مجموعات إرهابية على أراضيه".

واتهم فنزويلا خصوصا بإيواء خلايا لحزب الله معتبرا أن مؤتمر بوغوتا يجب أن "يوسع هذا التنديد وهذه العقوبات".

وقال بومبيو من جهته إن كولومبيا "صديقتنا وحليفتنا أعلنت حزب الله منظمة إرهابية آمل أن تتخذ دول اخرى خطوات مماثلة ضد هذا التنظيم وحركات إرهابية أخرى".

وفي الوقت نفسه، أعلنت القيادة الأميركية الجنوبية تدريبا عسكريا مشتركا للقوات الأميركية والكولومبية بين 23 و29 يناير.

الباحثة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى حنين غدار تعتقد أن مهمة بومبيو المتعلقة بتضييق الخناق على حزب الله ونشاطاته في في أميركا الجنوبية "ستكون صعبة".

وقالت في حديث مع "موقع الحرة" إن الصعوبة تكمن في أن الدول "لن تتعاون جميعها في هذا الإطار، خاصة وأن بعضها يدعم وجود ميليشيات حزب الله، ويؤمن لها الدعم والمأوى، ناهيك عن وجود خلايا نائمة في العديد من الدول".

وأضافت غدار أن قرارات التعامل مع حزب الله "كمنظمة إرهابية في دول أميركا الجنوبية لن ينهي وجودها، ولكن سيضيق الخناق عليها خاصة فيما يتعلق بشبكة تجارة المخدرات التابعة له من جهة، وكبح شبكة تحويل الأموال التي يستغلها الحزب في دعم أنشطته الإرهابية".

وترى غدار أن إنهاء وجود حزب الله في المنطقة لا يمكن أن ييتم من دون تقييد دور إيران في دعم الحزب، والتي تواجه مهمة صعبة جدا في استمرار تمويل حزب الله، خاصة في ظل العقوبات الأميركية التي أضعفت الاقتصاد الإيراني، والعقوبات الدولية الأخرى التي حدت من التعامل مع إيران ووكلائها وعلى رأسهم حزب الله.

وذكرت أنه يجب التنبه بشكل أكبر من الخلايا النائمة في دول أميركا اللاتينية التي يمكن أن يستخدمها حزب الله إذا ما أراد التصرف برعونة في المنطقة.

شبكة حزب الله للمخدرات في أميركا الجنوبية

وحذر ماثيو ليفيت، مدير برنامج ستاين للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن من أن "حزب الله" يعمل كـ "مجموعة للجريمة المنظمة" في عدة مناطق حول العالم، واشترك في أعمال إجرامية بما في ذلك الاتجار بالمخدرات وتزييف العملة.

وذكر ليفيت في عدة مقالات نشرها الموقع الإلكتروني لمعهد واشنطن أن التحقيقات تكشفت أن حزب الله "لاعب رئيسي في نقل المخدرات والأموال من أميركا اللاتينية إلى أوروبا والشرق الأوسط عبر غرب إفريقيا".

وذكر أن الحزب استغل عدة دول للاتجار في الأسلحة والأموال النقدية والمخدرات، وكانت السلطات الألمانية في عام 2008 قد اعتقلت في مطار فرانكفورت رجلين لبنانيين يحملان أكثر من ثمانية ملايين يورو كانت قد جمعتها شبكة تهريب الكوكايين التابعة لحزب الله.

دول تصنف حزب الله منظمة إرهابية

تصنف الولايات المتحدة حزب الله تنظيما "إرهابيا"، في حين أن الاتحاد الأوروبي يشمل الجناح العسكري للحزب فقط بمثل هذا التصنيف.

وانضمت أمس هندوراس إلى نادي الدول التي تصنف حزب الله كمنظمة إرهابية والتي تضم حاليا: أميركا، بريطانيا والأرجنتين وكندا، أستراليا، فرنسا، هولندا، ألمانيا، برغواي.

وكشف رئيس هندوراس خوان أورلاندو هرناندير الاثنين أن بلاده ستصنف حزب الله اللبناني "منظمة إرهابية".

وأعلن في تغريدة أنه "بالتزامن مع المؤتمر الوزاري الثالث لمحاربة الإرهاب في نصف الكرة الغربي، سيعين مجلس الدفاع والأمن الوطني في هندوراس حزب الله منظمة إرهابية".

وقبل يومين كانت قد أعلنت وزارة المال البريطانية أنها أضافت حزب الله اللبناني بأجنحته كافة إلى لائحتها للتنظيمات الإرهابية وبات خاضعا لمقتضيات تجميد أصوله في المملكة المتحدة.

وكانت الوزارة استهدفت في السابق الجناح العسكري فقط للمنظمة الشيعية ولكنها أدرجت الآن الحزب بكامل أجنحته بعد أن صنفته الحكومة "منظمة إرهابية" في مارس الماضي.

ويعاقب القانون بمدة قد تصل إلى السجن 10 سنوات في حال الانتماء إلى حزب الله أو في حال الترويج له.

ومنذ مارس 2019 تم حظر أي نشاط لحزب الله في بريطانيا بشكل يتجاوز القرار السابق بشأن نشاطات جناحه العسكري، وأعيد سبب ذلك إلى "محاولاته لزعزعة استقرار الوضع الهش في الشرق الأوسط".