الصين تحذر من سرعة تفشي فيروس "كورونا" الغامض بسبب قدرته على التحوّل

ارتفعت الأربعاء حصيلة وفيات فيروس كورونا الجديد إلى 17 حالة وفاة، وفقا لما أعلنته السلطات الصينية الأربعاء. كما تم تسجيل أكثر من 440 مصابا في عموم أنحاء الصين التي حذرت من خطر تفشي هذا الفيروس بصورة أسرع بسبب قدرته على التحوّل.

بسبب سرعته وقدرته على التحول، دقت السلطات الصينية الأربعاء ناقوس الخطر عقب ارتفاع حصيلة فيروس "كورونا" الجديد في الصين التي وصلت إلى 17 حالة وفيات. وكانت حصيلة سابقة اشارت إلى وفاة 9. وأشار مسؤولون في مقاطعة هوباي، بؤرة الوباء، خلال مؤتمر صحفي إلى أن العدد الإجمالي للمصابين في هذه المنطقة يبلغ 444 شخصا.

وبدأ القلق العالمي بالتفاقم مع اكتشاف أول إصابة في الولايات المتحدة بهذاالفيروس المنتمي لعائلة الفيروسات المسببة لمتلازمة السارس التنفسية الحادة، وظهر للمرة الأولى في سوق في مدينة ووهان الصينية في كانون الأول/ديسمبر، وامتد لعدة دول آسيوية.

وخلال اتصال هاتفي، أكد الرئيس الصيني شي جينبيغ لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الصين اتخذت "تدابير وقاية ورقابة صارمة"، وفق ما نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية.  وقال إن "الصين مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي للتصدي بفاعلية للمرض، والحفاظ على الأمن الصحي في العالم".  

وتأتي هذه المكالمة فيما تعقد لجنة خاصة تابعة لمنظمة الصحة العالمية الأربعاء اجتماعا في جنيف، بهدف دراسة الحاجة لإعلان "حالة طوارئ صحية عامة ذات نطاق دولي".

وقال نائب وزير اللجنة الوطنية الصينية للصحة لي بين خلال مؤتمر صحفي في بكين إن الفيروس الذي ينتقل عبر الجهاز التنفسي "يمكن أن يتحوّل وأن ينتشر بسهولة"، وذلك في وقت يتنقل مئات ملايين الصينيين في أنحاء البلاد للقاء عائلاتهم في عطلة عيد رأس السنة القمرية الذي ينطلق الجمعة.

وبعدما تجاهلت السلطات الصينية هذا الوباء، يبدو أن الصينيين بدأوا بإدراك مخاطره في المدن الكبرى حيث تستخدم أعداد كبيرة من السكان أقنعة واقية.

وفي ووهان، فرضت السلطات ارتداء الأقنعة في الأماكن العامة، وفق صحيفة الشعب.

وفي إحدى الصيدليات في بكين، وجدت موظفة نفسها مضطرة لأن تشرح للزبائن أن الأقنعة الواقية والمواد المطهرة قد نفدت. وأعلنت وزارة الصناعة الصينية بذل كل جهد ممكن لزيادة الانتاج، بحسب وكالة شينخوا.

تعقيم وتهوية

ووصل الفيروس إلى نصف المحافظات الصينية تقريبا، بينها مدن كبرى مثل شنغهاي وبكين.

واستجابة لدعوة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى "مكافحته"، أعلن لي بين عن اتخاذ سلسلة تدابير وقائية، مثل عمليات التهوية والتعقيم في المطارات ومحطات القطارات والمراكز التجارية.

وأضاف لي بين أيضا أن أجهزة كاشفة لحرارة الجسد قد يجري تركيبها في الأماكن المزدحمة.

ونقلت في الأثناء مباريات تصفيات كرة القدم النسائية للألعاب الأولمبية في طوكيو 2020، إلى شرق الصين، بعدما كان من المقرر عقدها في شباط/فبراير في ووهان، كما أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.  

وعزز عدد من الدول التي تستقبل رحلات مباشرة أو غير مباشرة من ووهان إجراءات الرقابة على المسافرين الواصلين، مستفيدين من التجربة المكتسبة إبان انتشار متلازمة السارس في عامي 2002 و2003، التي ينتمي الفيروس المسبب لها إلى نفس عائلة فيروس الكورونا المستجد.

وبدأت عمليات رقابة في خمسة مطارات في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى المملكة المتحدة وإيطاليا، حيث تصل رحلات آتية من ووهان.

وبعد اكتشاف المرض في اليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند وتايوان، سجلت أول إصابة في الولايات المتحدة الثلاثاء، لرجل في الثلاثينيات متحدر من ووهان ويعيش في سياتل في شمال غرب الولايات المتحدة.

وكان وصل مطار المدينة في 15 كانون الثاني/يناير دون مؤشرات على ارتفاع حرارة جسده، لكنه تواصل بنفسه مع السلطات الصحية المحلية بعدما شعر بعوارض مقلقة.

شكوك

ولم تلجأ منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ صحية عالمية إلا في حالات نادرة لأمراض تستدعي جهودا دولية قصوى، كما في حالة إنفلونزا الخنازير (إتش 1 إن 1) في عام 2009، وفيروس الزيكا في عام 2016، وحمى الإيبولا التي اجتاحت قسما من غرب إفريقيا في عام 2016 وثلت جمهورية الكونغو الديمقراطية في 2018.

وظهر فيروس كورونا المستجد في كانون الأول/ديسمبر في سوق للسمك في مدينة ووهان العملاقة البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، لكن مصدره وفترة حضانة الجسم له لا يزالان مجهولين.

وتباع في هذا السوق حيوانات برية بشكل غير قانوني، وفق ما أعلن مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض والوقاية منها غاو فو، لكنه لم يكن بصدد تأكيد ما إذا كانت طريدة برية هي مصدر الفيروس.

وهذا الفيروس هو نوع جديد من عائلة فيروسات الكورونا التي قد تسبب أمراضا غير مؤذية لدى الإنسان كالزكام، لكنها قد تكون مصدر أمراض قاتلة مثل السارس.

وفي حقبة انتشار متلازمة السارس انتقدت منظمة الصحة العالمية بكين لتأخرها في الإنذار والعمل على مكافحة الوباء.