إرباك حوثي كبير في "العود" بالضالع يُحدث تغييرات قيادية ومصاهرة "استخباراتية" (تقرير)

تواصل مليشيا الحوثي الضغط على أبناء قبائل مخلاف العود لتقديم أبنائهم للقتال في صفوفها، بجبهات الضالع، جنوبي اليمن، بعد أن منيت بهزائم متتالية، وتكبدت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

أكدت مصادر قبلية لوكالة خبر، أن قيادات حوثية رفيعة أجرت عدداً من اللقاءات والمهاتفات مع مشايخ وقيادات سياسية وشخصيات اجتماعية، طالبتها تقديم أسماء لإدراجها في كشوف التجنيد الخاصة بوزارة "الدفاع الحوثية"، وإلحاقها بجبهات القتال التي يشهدها شمال شرقي الضالع.

وبحسب المصادر، أجرت مليشيا الحوثي عدداً من التغييرات في المناصب القيادية بجبهات الضالع، بعد أن وصلت إلى حالة من الإحباط في إحراز أي تقدم في جبهات، باب غلق، بتار، الجب، المشاريح، صبيرة، مريس، الحشا، وغيرها.

وذكرت المصادر، أن مليشيا الحوثي أزاحت، قبل أيام، مسؤول الأمن الوقائي بمنطقة العود المدعو "أبو مصطفى"، واستبدلته بالقيادي المدعو "أبو الحسن القحيف".

وبينما تقول مصادر محلية إن المشرف الأول ينحدر من مديرية يريم، شمالي محافظة إب، ينحدر الأخير من منطقة بني سبأ، مديرية القفر، شمالي ذات المحافظة.

ووفق مصادرنا، كان القيادي الحوثي "أبو الحسن القحيف" مشرفاً على مديرية القفر، فيما كان شقيقه المدعو "سنان عباس القحيف"، والمكنى "أبو سليم" يحمل رتبه عقيد، وقياديا بارزا في صفوف المليشيا، وخاض معها جنبا إلى جنب، معارك عدة في جبهات مريس والفاخر، شمال وغربي مديرية قعطبة بمحافظة الضالع، ولقي مصرعه في منتصف يونيو الماضي بجبهات غربي قعطبة.

المصادر كشفت، أن المعيَّن مسؤولاً للأمن الوقائي بمنطقة العود، مسؤول عن تجنيد المئات من أبناء القفر والزج بهم في معارك المليشيا، بعضهم دفع بهم إلى جبهات نهم، شرقي العاصمة صنعاء، فيما البقية وهي النسبة الأكبر دفع ويدفع يومياً إلى جبهات غربي وشمالي قعطبة.

وفي سياق المشروع التحشيدي والاستخباراتي الذي تنهجه المليشيا في منطقة العود، دفعت مؤخراً، بقائد الأمن الوقائي الأسبق "أبو مصطفى"، لمصاهرة قبيلة "آل الشوكي"، 10 كيلومترات، شمالي جبهات الفاخر.

مصادر قبلية قالت لوكالة خبر، إن المصاهرة المفاجئة تندرج في إطار العمل الاستخباراتي العسكري، في ظل الممانعة والرفض الكبير لقبيلة "آل الشوكي"، بالتواجد الحوثي في المنطقة، فضلاً عن أنها كانت أول قبائل عزلة الأعشور على الحد الجنوبي لمخلاف العود، التي دفعت بأبنائها إلى مواجهة الزحف الحوثي الذي أوغل في جنوب العود، أواخر مارس 2019م.

المصادر كشفت أيضاً، أن أول طلقة مقاومة في وجه المد الحوثي كانت "شوكية"، وأطلقتها بندقية المناضل الكبير المقاوم مرشد الشوكي، الذي ارتقى شهيداً في ذات المواجهة، وكان أيضا أول الشهداء.

وحذر المصدر، من خطورة المصاهرة، ليس على الصعيد الاجتماعي، الذي لا يعيب تبادل الأنساب، وإنما تخوفا من رصد تحركات المقاومين الأفذاذ الذين تلدهم هذه القبيلة الجمهورية، ناهيك من تبعات الأبعاد الاستخباراتية التي ترمي إليها المليشيا في غزو مختلف قبائل العود على الحد الجنوبي، والتوغل فيها عبر العلاقات الاجتماعية، لحساسية موقعها الجغرافي الحدودي مع جبهات الفاخر والحشا وغيرها.

والمدعو "أبو مصطفى"، عنصر استخباراتي قديم لدى المليشيا، سبق وأن دفعت به إلى منطقة عزاب بصورة عامل في مزارع القات، يتقاضى أجره باليومية، وبينما سقط العود كاملاً بيد المليشيا تحول إلى قائد الأمن الوقائي في المنطقة، وصاحب استحداث أول سجن ريفي اتخذه في مقر "دار القرآن" بمنطقة عزاب نفسها.

ويربط مخلاف العود بين محافظتي إب والضالع، علي امتداد مديريات دمت، قعطبة، والنادرة، بأكثر من (11) عزلة، ومئات القرى.