اليمن في اسبوع

شهد الأسبوع الماضي عدداً من الأحداث المهمة على صعيد الجبهات والمحاولات الحوثية المستميتة لإحداث تغيير على الأرض في الساحل الغربي، في ظل استمرار تدفق الأسلحة الإيرانية المهربة للمليشيات، ودعم تتلقاه من بعض المنظمات الأممية.
 
البداية كانت من تصريح مصدر في المؤتمر الشعبي العام في جمهورية الصين الشعبية: أن السلطات الإماراتية تضع الترتيبات النهائية لإجلاء الطلاب اليمنيين الدارسين في مدينة ووهان الصينية والترتيب لنقلهم إلى دولة الإمارات، ووضع التجهيزات اللازمة لاستقبالهم ووضعهم في الحجر الصحي قبل عودتهم إلى اليمن.
 
وأشار المصدر إلى أن هذه العملية الإنسانية بتوجيه مباشر من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
 
وفي المخا حيث عُقد، الثلاثاء 18 فبراير/شباط 2020، اجتماع بحضور العميد طارق محمد عبدالله صالح قائد المقاومة الوطنية.. عضو قيادة القوات المشتركة في الساحل الغربي، وقادة ألوية العمالقة، للوقوف على الجاهزية القتالية، وناقش المجتمعون خروقات المليشيا الحوثية، الموالية لإيران، المتواصلة لوقف إطلاق النار واستمرارها في زراعة الألغام والعبوات الناسفة التي ذهب ضحيتها المئات من المدنيين في الساحل الغربي بينهم نساء وأطفال.
 
ويوم الاثنين 17 فبراير التقى العميد الركن طارق محمد عبد الله صالح، قائد المقاومة الوطنية عضو قيادة القوات المشتركة في الساحل الغربي، بالسيد جيمس لايكت مسئول برنامج نزع الألغام في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي يزور الساحل الغربي في إطار تقييم الأمم المتحدة للوضع الإنساني في اليمن والآثار المترتبة على انتشار حقول الألغام والمتفجرات.
 
وجرى في اللقاء بحث العديد من المواضيع المتعلقة بالوضع الإنساني في اليمن وما يعانيه أبناء الساحل الغربي جراء انتشار الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيات الحوثي بشكل عشوائي والتي يذهب ضحيتها المدنيون بشكل يومي.
 
وعلى صعيد التطورات في الجبهات:
 
• الساحل الغربي: تمكنت القوات المشتركة، السبت 15 فبراير من تدمير مربضين للمدفعية استحدثتهما المليشيات الحوثية واستخدمتهما في قصف قرى آهلة بالسكان في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة غربي اليمن.
 
كما أحبطت وحدات من القوات المشتركة، الثلاثاء، هجوماً واسعاً لمليشيا الحوثي، مسنوداً بقصف مدفعي، كان يهدف لفك الحصار عن عناصرها المتحصنة بمنازل المدنيين في مدينة الدريهمي.
 
كما سحقت القوات المشتركة، الأربعاء 19 فبراير، محاولة تسلل انتحارية جديدة للمليشيات الحوثية في مديرية بيت الفقيه محافظة الحديدة، بعد ساعات من سحق هجمات لها في ذات المحافظة.
 
وأفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة، أن المليشيات التابعة لإيران دفعت، ظهراً، العشرات من بقايا جيوبها المتمركزين في مزارع الحسينية لمحاولة تسلل انتحارية صوب منطقة الجاح الاستراتيجية، وسرعان ما تم سحقهم بمجرد الاقتراب من خطوط التماس.
 
القوات المشتركة تمكنت كذلك الثلاثاء الماضي من تدمير دبابة تابعة للحوثيين حاولت مهاجمة المواقع بمنطقة الشجن شرق مدينة الدريهمي.
 
وفي محاولة للتعويض عن خسائرها جددت مليشيات الحوثي قصفها بقذائف الهاون مجمع إخوان ثابت التجاري والصناعي في شارع صنعاء ومستشفى 22 مايو في شارع الخمسين بمدينة الحديدة، ما خلف مزيداً من الأضرار في منشآت المجمع والمستشفى.
 
كما شنت المليشيا المدعومة إيرانياً قصفاً عشوائياً بقذائف الهوزر والهاون والأسلحة الرشاشة من الأحياء الشمالية للمدينة وتحديداً من خلف مدائن الصالح وكلية الهندسة، وكذلك من وسط المدينة على الأحياء السكنية المحررة.
 
• الضالع: وفي الضالع تجددت المواجهات بين القوات المشتركة مسنودة بالمقاومة الجنوبية، ومليشيا الحوثي الإرهابية، بمواقع على تخوم منطقة حبيل العبدي، 4 كيلومترات شمالي مركز مدينة الفاخر، غربي مديرية قعطبة، تزامنا مع وصول تعزيزات جديدة للقوات المشتركة إلى حدود جبهة الازارق، بمحافظة الضالع، جنوبي اليمن.
 
يأتي هذا بعد أن صدَّت، وحدات القوات المشتركة مسنودة بالمقاومة الجنوبية، في الساعة الأولى من الأربعاء، هجوماً حوثياً نحو بتار ومعسكر الجب الاستراتيجي، شمال غربي الضالع.
 
كما أفشلت ألوية المقاومة الجنوبية تسلل مجاميع حوثية نحو معسكر الجب الاستراتيجي، جنوبي بتار، جنوب غربي الفاخر.
 
وفي السياق أكد مصدر طبي بمستشفى ناصر الطبي بمحافظة إب، مصرع المرافق الشخصي السابق لزعيم مليشيا الحوثي، المدعو "حسن عبدالله حنين الجرادي"، والمكنى (أبو شهيد). وأكد المصدر أن المكنى (أبو شهيد) أصيب إصابة بالغة أثناء قيادته لإحدى كتائب من لواء صماد 2 في جبهة الفاخر غرب مدينة قعطبة.
 
وبالرغم من خسائرها المتصاعدة في جبهة الضالع تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية، الدفع بتعزيزات عسكرية وبشرية، حيث كشفت مصادر عسكرية أن تعزيزات حوثية تضم أطقماً وأسلحة، استقدمتها المليشيا الحوثي، مساء الأحد، من ذمار ويريم، إلى السدة والنادرة، شمالي الضالع، واتجهت عبر نقيل دجر وخط سوق الليل نحو منطقة القرين، غربي الفاخر.
كما استقدمت تعزيزات بشرية مماثلة من مديرية القفر عبر مدينة إب، ودفعت بها إلى مؤخرة جبهاتها في بتار والجب.
 
• صعدة: شنت القوات الحكومية هجوماً واسعاً على مواقع الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران في منطقة مران بمديرية حيدان، وقالت مصادر محلية، إن قوات اللواء الثالث عاصفة شنت هجوماً واسعاً على مواقع المليشيات في مران على تخوم جبل العقيم المطل على جبال المسطبه والمروي بمديرية حيدان.
 
• الجوف: قتل نحو 18 مسلحاً حوثياً وأصيب آخرون، الأحد 16 فبراير، أثناء محاولتهم التسلل إلى مواقع القوات الحكومية في سلسلة جبال جرشب.
 
تساقط مسيرات الحوثي
 
وأسقطت القوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني، الخميس، طائرة مسيرة مفخخة أطلقتها ميليشيا الحوثي، في سماء مديرية الدريهمي جنوب الحديدة.
 
وتعد هذه ثاني طائرة حوثية تسقطها القوات المشتركة في الدريهمي خلال أسبوع واحد، بعدما أسقطت طائرة مسيّرة حوثية في الدريهمي الثلاثاء الماضي.
 
كما أعلنت القوات الحكومية، الأربعاء، إسقاط طائرة مسيرة تابعة لمليشيات الحوثي جنوبي غربي الجوف.
 
ضحايا الألغام والانتهاكات الحوثية
 
الانتهاكات الحوثية لاحصر لها، ففي الأسبوع الماضي استشهد عدد من المدنيين، وأًصيب آخرون بقذائف وألغام المليشيات ونيران قناصتها، حيث استشهد المواطن إبراهيم خبر درويش بلغم أرضي زرعته المليشيا في مسقط رأسه قرية كمران الواقعة في الأطراف الشرقية لمدينة الحديدة
واستشهد أربعة أفراد من أسرة واحدة بينهم مولود يبلغ من العمر أسبوعاً ووالدته، الأحد 16 فبراير 2020م، جراء انفجار عبوة ناسفة زرعتها مليشيات الحوثي في خط الخوخة بمحافظة الحديدة.
 
يأتي هذا بعد يوم واحد من إصابة الطفل علي محمد عياش بطلق ناري أسفل ظهره برصاص قناص حوثي في منطقة الجبلية جنوب مديرية التحيتا.
 
كما تعرض المواطن ماهر سليمان، للإصابة بشكل بليغ في ساقه اليمنى، أثناء تواجده بمنزله بعد اختراق رصاصة حوثية جدران المنزل، في مركز مديرية التحيتا.
 
المليشيات كذلك استهدفت منازل المواطنين في مدينة حيس بقذائف الهاون والأسلحة المتوسطة، كما قامت بعملية استهداف مماثلة لمنازل المواطنين في منطقة الجبلية جنوب مديرية التحيتا.
 
وفي الضالع أصيبت أربع نساء بينهن طفلتان جراء انفجار مقذوف حوثي في عزلة بَاجَة وسط منطقة حَجْر، وتوزعت الإصابات في مناطق الصدر والأيدي والأرجل والوجه
كما استشهد مواطن وأصيب آخر، في قصف حوثي، استهدف مساء الأحد، مناطق مأهولة بالسكان، شمالي الفاخر، بمديرية قعطبة، شمال غربي الضالع.
 
وأكد سكان محليون، استشهاد مواطن يدعى "عمر عبدالله صالح حيمد"، فيما أصيب آخر يدعى "عبدالكريم محمد السيد"، بجروح خطيرة، أثناء استهداف مليشيا الحوثي بعدد من قذائف الهاون، منطقة سُليم المأهولة بالسكان، شمالي الفاخر، بمديرية قعطبة.
 
وفي تعز استشهدت الطفلة هلين محمد "12 عاماً" ، برصاص قناص حوثي أثناء تواجدها أمام منزلها في منطقة غراب الواقعة غربي المدينة.
 
كما أصيب 6 أطفال بجروح متفاوتة، إثر انفجار لغم أرضي زرعته مليشيات الحوثي في إحدى مناطق مديرية الوازعية التابعة لمحافظة تعز. والأطفال المصابون هم: وجدان ماجد محمد، 9 سنوات - ناصر بن ناصر محمد، 10 سنوات - سهيل صبري محمد، 11 سنة - مفيد صدام محمد، 8 سنوات - أحمد عبده محمد، 6 سنوات - كهلان صبري محمد، 12 سنة.
 
وفي البيضاء قام مسلح حوثي يدعى "علي علوي المكلي" (17 عاماً)، باطلاق النار بكثافة على مالكي الدراجات النارية في حي الدائري وسط مدينة رداع بمحافظة البيضاء.
 
وفي العود.. شكا أهالي قرى عزل مخلاف العود، شمال غربي محافطة الضالع، حملات جبايات متكررة وواسعة، تنفذها مليشيا الحوثي الإرهابية، وعدد من العناصر المتحوثة بالمنطقة.
 
سكان محليون أكدوا لوكالة خبر، أن عناصر تابعة مليشيا الحوثي وأخرى متحوثة، طالبت مالكي مزارع القات وبائعيه دفع مبالغ تتراوح بين (200- 300) ألف ريال، فيما اشترطت على مالكي الأراضي الصغيرة دفع مبالغ تترواح بين (50- 150) ألف ريال.
 
وفي صنعاء أقدمت قيادة تابعة لمليشيا الحوثي على الاستيلاء على فرز باصات النقل في العاصمة صنعاء وتأجير مواقف السيارات لصالحها.
 
وقالت مصادر مطلعة في أمانة العاصمة لوكالة خبر، إن قيادة ميليشيا الحوثي بمكتب النقل بأمانة العاصمة قامت مؤخراً، بالاستيلاء على فرز باصات النقل في العاصمة صنعاء.
 
تهريب الأسلحة مستمر
 
كشفت تقارير غربية أن أجهزة صغيرة داخل طائرات مسيرة استهدفت قلب صناعة النفط السعودية، وأخرى موجودة في ترسانة الحوثيين اليمنيين، تتطابق مع مكونات كان قد عثر عليها في طائرات إيرانية مسيرة في أفغانستان والعراق.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مركز أبحاث التسليح أثناء الصراعات، في تقرير صدر الأربعاء، أن أجهزة "جيروسكوب" لم يتم العثور عليها إلا داخل طائرات مسيرة صنعتها إيران.
 
ابتزاز المنظمات الإنسانية
 
قام المتمردون الحوثيون في اليمن بمنع نصف برامج إيصال المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة في البلد الذي مزقته الحرب - وهو تكتيك قوي لإجبار الوكالة على منحهم سيطرة أكبر على الحملة الإنسانية الضخمة، إلى جانب قطع مليارات الدولارات في المساعدات الخارجية، وفقاً لمسؤولي الإغاثة والوثائق الداخلية التي حصلت عليها وكالة أسوشيتيد برس.
 
وتظهر الوثائق والمقابلات قيام الجماعة المتمردة بمنع حق الوصول إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها متوقفة على مجموعة من الشروط التي ترفضها وكالات الإغاثة، وذلك جزئياً لأنها ستمنح الحوثيين نفوذاً أكبر على من يتلقى المساعدات.
 
وقال مسؤول رفيع المستوى في الأمم المتحدة، شريطة عدم الكشف عن هويته لوكالة اسوشييتد برس، إن عرقلة الحوثيين أعاقت العديد من البرامج التي تغذي السكان الذين يتضورون جوعاً تقريباً، وتساعد النازحين بسبب الحرب.
 
وبالرغم من الابتزاز الحوثي إلا أن عدداً من المنظمات الأممية تواصل دعم المليشيات الحوثية في حربها العبثية التي تشنها منذ نحو خمس سنوات على الشعب اليمني من خلال تقديم المساعدات العينية والنقدية.
 
وذكر متحدث باسم وزارة الصحة التابعة للمليشيات الحوثية أن منظمة الصحة العالمية ستقدم لهم ما يقارب 100 سيارة إسعاف، ما يظهر تورط المنظمة مجدداً في دعم مليشيات الحوثي بسيارات إسعاف غالباً ما تستخدمها الأخيرة في جبهات القتال.
 
حوثنة
 
أقدمت مليشيات الحوثي على تغيير العشرات من ضباط جهاز الأمن السياسي الذين يعملون مندوبين بالمؤسسات الحكومية بآخرين من الموالين لها أغلبهم من السلالة.
 
وقالت مصادر مطلعة لوكالة خبر، إن قيادة مليشيات الحوثي في الأمن السياسي أقدمت على تغيير أكثر من 200 ضابط من ضباط جهاز الأمن السياسي والذين يعملون كمندوبين للجهاز في المؤسسات والدوائر الحكومية بالعاصمة صنعاء.
 
كما خصصت مليشيا الحوثي، يوماً دراسياً للأنشطة الطائفية في مختلف المدارس الحكومية والأهلية بالعاصمة صنعاء.
وذكرت مصادر تربوية، بأن قيادة المليشيات الحوثية في وزارة التربية والتعليم أصدرت تعميماً جديداً يلزم مدارس العاصمة صنعاء بتخصيص يوم الأربعاء من كل أسبوع لإقامة ما تسميه اليوم الثقافي الخاص بأنشطتها الطائفية.
 
وأضافت المصادر، إن التعميم يأتي في إطار مراحل ما يسمى بـ "تأصيل الهوية الإيمانية" التي دعا إليها زعيم المليشيا عبد الملك الحوثي.
 
كما كشفت صور مسربة من صنعاء عن مشروع حوثي لإقامة حسينيات بكائية في منازل قيادات المليشيات وعدد من مساجد العاصمة صنعاء ومدارسها، وفي قاعات المناسبات في إطار مساعي المليشيات لتغيير هوية المجتمع وتحويل العاصمة إلى كربلاء أخرى.
 
وفي ذمار فُقد عشرات الأطفال، خلال الأسبوع الجاري، في عدد من أحياء وشوارع مدينة ذمار، ورصدت مصادر "خبر" للأنباء اختفاء 17 طفلاً من أحياء سكنية وسط مدينة ذمار، منذ بداية الأسبوع الجاري، بالتزامن مع حملات تجنيد الأطفال التي تقوم بها مليشيا الحوثي وإقحامهم في الصراعات والحروب.
 
خسائر الحوثي
 
اعترفت ميليشيات الحوثي الإرهابية، الأربعاء 19 فبراير 2020م، بمصرع أحد قياداتها الأمنية الميدانية في جبهات القتال. ونشر مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية المختطفة بيد الميليشيات الحوثية، بيان نعي مقتل المدعو عبدالله عبدالله صالح القارني، المعين مدير أمن مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة.
 
فيما كشفت مصادر وكالة خبر إن المليشيات الحوثية دفنت جثامين 367 قتيلاً من عناصرها بينهم قيادات عسكرية وميدانية بارزة خلال النصف الأول من شهر فبراير الجاري، سقطوا في العديد من جبهات القتال الدائرة في مديريات الساحل الغربي ومحافظات الضالع والجوف ونهم صنعاء وصعدة وأطراف مأرب.
 
وأوضحت المصادر، أن المليشيات دفنت في محافظة صنعاء 166 قتيلاً، وفي محافظة ذمار 46 قتيلاً، وفي صعدة 38 قتيلاً، وفي حجة 38 قتيلاً، وفي عمران 36 قتيلاً، وفي إب 20 قتيلاً، وفي المحويت 9 قتلى، و7 قتلى في تعز، و3 قتلى في البيضاء، وقتيلين في الجوف، وقتيلين في محافظتي الضالع وريمة.