وليم هيغ وزير خارجية بريطانيا: عملية الانتقال الناجحة تتطلب قيادة قوية في اليمن.. (نص الكلمة)

عملية الانتقال الناجحة تتطلب قيادة قوية في اليمن ودعما دوليا سخيا ومنسقا لإحراز تقدم في ثلاث مجالات تحديدا: الأمن والحوكمة والاقتصاد <

* كلمة وزير الخارجية البريطاني في افتتاح اللقاء السابع لمجموعة أصدقاء اليمن, في العاصمة لندن بتأريخ: الثلاثاء, 29 إبريل 2014م

يسعدني أن أرحب بكم في لندن لحضور الاجتماع السابع لأصدقاء اليمن نيابة عن الحكومة البريطانية، وبالطبع نيابة عن زميليّ الوزيرين آلان دنكان وهيو روبرتسون.

لقد حققنا الكثير طوال السنوات الأربع الماضية. وعملنا بالتعاون الوثيق بيننا لبناء الاستقرار ومكافحة الإرهاب وتعزيز التنمية في اليمن، وأود أن أتوجه بالشكر لكافة الدول والمنظمات الممثلة هنا اليوم لدعمها الثابت وسخائها.

كما أود الإشادة خصوصا بالمشاركين معي بترؤس الاجتماع، وزير الخارجية اليمني معالي د. أبو بكر القربي ونائب وزير الخارجية السعودي معالي د. الأمير تركي، لقيادتهما في هذا المجال، كما أود أن أشيد بجهود مجلس التعاون الخليجي الذي ساعدت مبادرته في تمهيد الطريق لعملية الانتقال في اليمن.

لقد وصلنا الآن إلى مرحلة فاصلة في عملية الانتقال تلك. فكما يعلم جميع الحاضرين هنا، المؤتمر الحوار الوطني في اليمن قد اختتم، وتم تشكيل الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجاته، وجاري العمل على صياغة دستور جديد يضع أسس مستقبل ديموقراطي وآمن ومزدهر نتمناه جميعنا لليمن ولشعبه.

لكننا ندرك تماما كذلك التحديات الهائلة التي مازالت أمام اليمن.

فمازال تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يمثل تهديدا داخل اليمن وللعالم على حد سواء، بينما مازالت جماعات أخرى تواصل أعمال العنف بهدف عرقلة عملية الانتقال في اليمن، وأقلقني جدا سماع نبأ الاعتداء على سيارة تابعة للسفارة الألمانية في الأيام الماضية.

ومازال الوضع الإنساني شديد السوء، حيث ملايين اليمنيين لا يعلمون كيف ومن أين سيحصلون على وجبتهم التالية.

والاقتصاد ضعيف للغاية، وخصوصا لأن الاعتداءات على أنابيب النفط تسببت بتراجع عائدات الحكومة.

وعملية الإصلاح الدستوري والإعداد لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تتطلب اتخاذ قرارات وتقديم تنازلات صعبة والاستعانة بدعم دولي هائل.

وبالتالي أعتقد بأن عمل مجموعة أصدقاء اليمن مازال مهما للغاية، وعلينا أن نكون واضحين في هذا الوقت الذي نشهد فيه عدة أزمات في العالم بأن اليمن مازال يمثل أولوية لدى المجتمع الدولي. فبدون بذل جهود جادة هناك دائما خطر حدوث انتكاسة بما حققه اليمن من تقدم على الصعيد السياسي، واتساع خطر الإرهاب ليشكل خطرا علينا جميعا.

نعلم بأن عملية الانتقال الناجحة تتطلب قيادة قوية في اليمن ودعما دوليا سخيا ومنسقا لإحراز تقدم في ثلاث مجالات تحديدا: الأمن والحوكمة والاقتصاد.

أولا، علينا جميعا دعم الاستقرار ومكافحة الإرهاب، بما في ذلك من خلال إصلاح القطاع الأمني.

وعلينا هنا أن نكون واضحين بأن المجتمع الدولي لن يتسامح مع أعمال العنف أو أي أعمال أخرى تهدف لإخراج عملية الانتقال في اليمن عن مسارها؛ ولابد من حرمان تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من أي ملاذ يمكنه الاختباء وراءه.

ولهذا السبب تبنينا في مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2140 الذي ينص على تشكيل لجنة للعقوبات ولجنة خبراء لضمان أن من يهددون أمن أو سلام أو استقرار اليمن، أو ينتهكون حقوق الإنسان، سوف يدفعون الثمن، ومن واجبنا أن ندعم عمل هاتين اللجنتين.

ثانيا، علينا جميعا دعم عملية صياغة وتبني دستور جديد قوي وشامل. وإجراء استفتاء حر ونزيه وانتخابات وطنية يمثلان خطوتين حيويتين تجاه تحقيق المستقبل الديموقراطي والسلمي الذي يطمح إليه الشعب اليمني.

وثالثا، علينا جميعا دعم النمو الاقتصادي الذي هناك حاجة ماسة إليه لخفض مستوى الفقر ولتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة. وإنني أشيد بأصدقاء اليمن، وخصوصا بزملائنا في مجلس التعاون الخليجي، لما بَدَر منهم من سخاء، لكن جزءا ضئيلا فقط من نداء المساعدات الإنسانية لليمن للعام الحالي قد تم تسديده، ومن الضروري جدا أن نفي جميعنا بالتزاماتنا. كما أن علينا مساعدة الحكومة اليمنية بإجراء الإصلاحات الحيوية التي يحتاجها اليمن لاجتذاب الاستثمارات وتحقيق نمو مستدام.

وبذلك فإنني أتمنى لكم التوفيق بالمحادثات التي ستعقد اليوم وتتناول أهدافنا السياسية والاقتصادية والأمنية المشتركة. وإنني أرحب بمبادرة معالي د. أبو بكر القربي بتشكيل ثلاثة فرق عمل لتنسيق النشاطات وبناء الدعم وضمان ترجمة التزاماتنا إلى إجراءات فعالة على أرض الواقع.

أعتقد بأن اليمن قد دخل مرحلة حاسمة وحساسة في عملية الانتقال، ومازال أمامه الكثير من التحديات. لكن أفراد الشعب اليمني طالب بكل وضوح بالإصلاح واحترام أكبر لحقوق الإنسان والتوصل لتسوية سياسية تتيح لهم التغلب على الفروقات بينهم والعمل معا لبناء مستقبل أفضل لبلدهم. وبالتالي من واجبنا نحن مساعدتهم لتحقيق ذلك.

يسرني الآن افتتاح هذا الاجتماع وتسليم المنصة لوزير الخارجية د. القربي ليلقي كلمته.