اعتقالات جماعية وتعذيب بالضرب والصعق الكهربائي: حملة الحوثيين ضد البهائيين اليمنيين مستوحاة من إيران

من المقرر أن يمثل 24 يمنياً بهائياً، غداً الاثنين، في محكمة حوثية بصنعاء، ضمن سلسلة جلسات محاكمة صورية ذات دوافع دينية، وهي محاكمة تأتي تلبية لتوجيهات من السلطات الإيرانية، وفقاً للجامعة البهائية العالمية.

أحد البهائيين اليمنيين من بين الذين من المقرر محاكمتهم -والذي تم اعتقاله من قبل أيضًا وطلب حجب اسمه- صرح للجامعة البهائية العالمية أن سلطات الحوثيين تسعى بصورة منهجية إلى "إبادة المجتمع البهائي اليمني" في البلاد.

وقال: "الحوثيون لا يستهدفون مجموعة صغيرة فقط، بل يريدون ترويع كافة البهائيين".

وأوضح أن الاضطهاد لا يستهدف إيذاء المعتقلين والسجناء فحسب، بل يتجاوز ذلك ليصل إلى عائلاتهم وعشرات آخرين.

وأضاف المواطن البهائي اليمني، إن محققي الحوثيين أكدوا أن اعتقاله كان بسبب معتقداته الدينية - ولأن البهائيين كانوا يدعون إلى السلام في زمن الحرب.

واستطرد قائلاً، بأنه هو وغيره من البهائيين المعتقلين تعرضوا لمضايقات عدة لكونهم محبوسين مع متطرفين ينعتونهم بـ"الكفار" ويهدودنهم بالقتل.

وتأتي محاكمة البهائيين الـ 24، غداً الاثنين بعد سنوات من الاعتقال التعسفي والتعذيف لستة بهائيين على يد السلطات الحوثية.

وقد تعرض وليد عياش، أحد البهائيين الخمسة الذين قُبض عليهم في عام 2017، للتعذيب الجسدي أثناء حبسه الانفرادي لمدة سبعة أشهر بمقر الأمن القومي. كما أجبر بعنف على البصم عنوة على بيان موقع باسمه. وأكد عياش على أن هذا البيان كاذب.

كما تم منع أربعة آخرين من البهائيين المعتقلين وهم: كيوان القادري ووائل العريقي وبديع الله سناني وأكرم عياش من مقابلة محاميهم، وتعرضوا لسوء المعاملة الجسدية وحرموا من الرعاية الصحية.

وتقول باني دوغال، الممثل الرئيس للجامعة البهائية العالمية: "البهائيون المعتقلون في صنعاء أبرياء، والغرض من التعذيب الجسدي والعقلي الذي يتعرضون له هو إجبارهم على الاعتراف بالجرائم التي لم يرتكبوها".

وأضافت، "على الحوثيين الكف عن الابتزاز الذي يمارسونه على البهائيين اليمنيين من خلال مصادرة ومحاولة الاستيلاء على ممتلكات تخص جميع المتهمين عن طريق هذه المحاكمة".

كان أول يمني بهائي يُعتقل بعد أحداث 2011 هو حامد بن حيدرة. وتم اعتقاله في عام 2013، وتعرض للضرب والصعق بالكهرباء، وأُرغم عنوة التوقيع على وثائق وهو معصوب العينين، واتهم زورا بانه من أعداء الدين والإسلام، وأنه جاسوس لإسرائيل. استمرت قضية حيدره لعدة سنوات، وفي 2 يناير 2018، وصدر حُكم عليه بالإعدام تعزيرا بسبب معتقداته الدينية. والقضية خاضعة للاستئناف حاليا، حيث عقدت المحكمة 18 جلسة استئناف منذ اعتقاله، ومن المقرر أن تعقد الجلسة القادمة في قضية حيدرة في 31 مارس المقبل.

وقالت ديان علائي، ممثلة الجامعة البهائية العالمية في جنيف: "إذا كان الحوثيون ملتزمين حقا بمساعي السلام الحالية والتي من شأنها أن تحقق السلام الذي يحتاجه الشعب اليمني، فيجب عليهم أولا أن يحترموا حرية الدين والمعتقد".

وتطالب الجامعة البهائية العالمية السلطات الحوثية إلى احترام حقوق الستة البهائيين المعتقلين في سجونهم، ومنحهم إمكانية الاتصال بمحاميهم، وإطلاق سراحهم فورا، والتوقف عن اضطهاد أتباع هذا الدين في اليمن.