نصفهم قتلوا في سوريا.. مجندون أفغان يكشفون حيل الحرس الثوري الإيراني

رغم الإنكار الإيراني، تؤكد أدلة جديدة على تورط طهران في تجنيد الأطفال الأفغان للقتال في سوريا ضمن لواء فاطميون، للدفاع عن نظام الرئيس السورية بشار الأسد، الذي يخوض حربا دامية ضد شعبه منذ عام 2011.

قثد نشرت الصحفية فاريبا زهرائي مقالا في صحيفة "نيويورك بوست"، أوردت فيه مقابلة مع طفل أفغاني تم تجنيده في لواء "فاطميون" الذي يتبع الحرس الثوري الإيراني ويقاتل في سوريا.

والتقت زهرائي بالطفل قاسم (15 عاما) في جزيرة لسبوس اليونانية، وكان قد جند في قوات فاطميون الأفغانية ليقاتل في سوريا، قبل أن يقع أسيرا في أيدي الفصائل السورية المعارضة.

تقول زهرائي في مقالها "بالنسبة للمجندين الإيرانيين، فإن المقاتلين الأفغان قابلون للاستخدام لمرة واحدة"، وقد أخبرها الطفل قاسم بأنهم أحيانا لا يكون لديهم مؤن، أو ماء، أو خبز، وأحيانا يكونون جوعى وعطشى في وسط الصحراء.

وقال الطفل الأفغاني إن مجموعته المقاتلة في سوريا قد وجدت نفسها محاصرة في بستان، حيث تعرضوا لإطلاق قنابل صاروخية، وقد شهد قاسم بعينه لحظة انفجار جسم صديقه.

تحدثت الصحافية الإيرانية مع عشرات الرجال والأطفال الأفغان من الذين أصبحوا طالبي لجوء في أوروبا، والذين قد تم تجنيدهم سابقا من مناطق مهاجرين معدمة في إيران.

والتقت زهرائي بولد عمره 17 عاما كان قد أوقف من قبل الحرس الثوري الإيراني للسؤال عن هويته، وهو الأمر الذي يتحول إلى حيلة شائعة لدفع الأفغان إلى الخدمة في سوريا.

ويعلم الحرس الثوري بأن هناك 3 مليون أفغاني في إيران ليس لديهم بطاقات هوية، وبالتأكيد كان هذا الطفل أحدهم، حيث كان عرضهم كالتالي: قاتل مع نظام الأسد، وسندفعلك 500 دولار شهريا، وستحصل على بطاقة هوية، لكن لو رفضت سيتم ترحيلك.

وخلال ساعات، تم نقل الطفل إلى المطار من خلال حافلة بنوافذ معتمة، حيث طار من هناك إلى سوريا مباشرة بدون أن يكون لديه جواز سفر.

وقالت زهرائي إن تدريب المقاتلين الأفغان لا يزيد عادة عن أسبوعين، تكون مخصصة لكيفية التعامل مع الأسلحة الأساسية، وتعلم التحركات التكتيكية.

وأوضحت زهرائي أن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني الذي قتل في غارة أميركية في 3 يناير الماضي، كان يتردد كثيرا على معسكرات التدريب في سوريا.

ومن أجل الإبقاء على الجنود الأفغان في مواقع القتال، كانت قيادات الحرس الثوري الإيراني تخبر المقاتلين الأفغان بأنهم هنا للدفاع عن المزارات الشيعية في دمشق، بحسب زهرائي.

الأستاذ في جامعة بريمينغهام البريطانية، سكوت لوكاس، أخبر زهرائي أن هؤلاء الأطفال هم مجرد جزء صغير في ميليشيا مختلطة قوامها 50 ألف فرد.

وكانت منظمة "هيومان رايتس ووتش" قد قدرت عدد الأفغان الذين جندتهم إيران بحوالي 10 آلاف شخص، يعتقد أن نصفهم قد قتل في المعارك.