أموال كبيرة ومخدرات مهربة تشعل صراعاً وتصعيداً قبلياً بين قياديين حوثيين بالعود

احتدم الصراع بين قياديين حوثيين بارزين في نقطة تفتيش شمالي مخلاف العود، الرابط بين محافظتي الضالع وإب، تطورت تداعياته إلى تحشيد كل منهما عناصره القبلية، علي خلفية احتجاز "سيارة" كانت محملة بأوراق نقدية من الطبعة الجديدة، بالاضافة الى مواد مخدرة.

وفي التفاصيل، تقول مصادر محلية مطلعة لوكالة "خبر"، إن مليشيا الحوثي الإرهابية، بعد أن سيطرت على مخلاف العود في مارس من العام 2018م، استحدثت نقطة تفتيش في نقيل حدة، 15 كيلومترا جنوبي مديرية النادرة، 20 كيلومترا شمالي مدينة الفاخر التي تعود إداريا إلى محافظة الضالع، يقوم أفرادها بفرض جبايات مالية على تجار مادة الديزل والمواد الغذائية، فضلا عن المسافرين وغيرهم.

وبحسب المصادر، في الساعة الأخيرة من مساء الاثنين، أوقف أفراد نقطة نقيل حدة التي يشرف عليها القيادي المتحوث المدعو "عبدالله محمد الصباري"، والمكنى بـ"ابو عدنان الصباري"، سيارة حديثة نوع "شبح"، محملة بكراتين محكمة الإغلاق بلواصق، فيما تحجج سائقها ومرافقه انها مواد غذائية تابعة للمقاتلين بجبهة الفاخر.

ووفقا للمصادر، رفض قائد النقطة المدعو "ابو عدنان الصباري"، السماح بمرور السيارة، ووجه أفراد النقطة بفتح الكراتين التي عليها، ليتبين أنها تحوي مبالغ كبيرة من العملة المحلية ذات الطبعة الجديدة، وحشيش ومخدرات.

وتضيف المصادر لوكالة خبر، قام سائق السيارة ومرافقه بإبلاغ قيادي حوثي من أبناء منطقة شليل، الواقعة شمالي منطقة الفاخر على بعد 8 كيلومترات تقريبا، بحادثة احتجاز السيارة وحمولتها، وطالبه الحضور، الذي بدوره ابلغ مشرف نقطة حدة بحضوره صباح الغد -الثلاثاء- لتقديم تصريح مرور، حد قوله.

وفي الساعة الحادية عشرة صباح اليوم الثلاثاء، تفاجأ افراد نقطة حدة، بمداهمة عشرات العناصر الحوثية، مدججين بالأسلحة، يتقدمهم قيادي حوثي يدعى "بن طه"، وجميعهم ينحدرون من منطقة شليل، اعتدوا بالضرب على عنصرين بالنقطة هما "هزام مسعد علي الدودحي، وبركان علي بن علي الدودحي"، ونهبهوا سلاحا شخصيا نوع "كلاشنكوف" يخص "هزام مسعد علي الدودحي".

المصادر أكدت أن التصعيد الحوثي الذي قام به القيادي الذي ينحدر من منطقة شليل، يأتي ردا على ما اعتبره تطاولا من قبل القيادي المتحوث "ابو عدنان الصباري"، ورفضه السماح بمرور السيارة وحمولتها، قابله تصعيد من قبل الاخير، بعد ان حشد عناصر من ابناء قبيلته التي تنحدر من عزلة حدة، ونصب نقطة تفتيش اسفل نقيل حدة.

وعلى خلفية التصعيد المسلح للقياديين الحوثيين، دخلت وساطة قادها المشرف الحوثي بمديرية النادرة، التي تعود إداريا لمحافظة إب، افضت إلى الإفراج عن السيارة المحتجزة مع حمولتها، لتواصل العبور في مسارها نحو منطقة شليل، فيما تم تحكيم العنصرين اللذين تم الاعتداء عليهما -وفقا للاعراف القبلية- وإعادة السلاح الذي تم مصادرته إلى صاحبه.

في السياق، لم يستبعد اقتصاديون تحدثوا لوكالة خبر، أن قيادات تابعة مليشيا الحوثي تنوي تهريب تلك المبالغ الكبيرة، إلى المناطق المحررة نظرا لعدم السماح بالتعامل بها في مناطق سيطرة المليشيا، تحت مزاعم غير قانونيتها.

ورجحوا أن ملكيتها تعود لاصحاب محلات الصرافة والتجار بمديريتي دمت والنادرة اللتين تقعان على الجهة الشمالية للمنطقة، فضلا عن ذلك لا يوجد طريق مرور يربط المديريتين بمحافظة الضالع، إلا نقيل حدة، نظرا لسيطرة القوات الحكومية في منطقة مريس على طريق دمت قعطبة.

وعن المواد المخدرة التي تم العثور عليها، أكد مراقبون أنها تدخل في سياق تجارة المخدرات التي اشتهرت بها الكثير من القيادات الحوثية، واستهداف عناصر تسعى في تجنيدهم بصفوفها للقتال في جبهاتها.

وحذروا قبائل مناطق العود من السماح لأبنائهم بعقد لقاءات أو جلسات مع عناصر مشتبه بعملها وعلاقتها مع المليشيا الحوثية، ومراقبتهم بصورة مستمرة، حرصاً على حمايتهم من التجنيد بمثل هكذا طرق.